وأضاف الاصطفاء الى نون العظمة لقطع امكان الانحراف والضلال بالاغواء أو بغيره (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) فلا يمكن الضلال في الأمة بنص آية ان عبادي. ذكر الاصطفاء بعد قوله ان الله بعباده لخبير بصير ، والاصطفاء بعد العلم بالاهلية لا زوال له. ونقول (أولا) ان ايراث الكتاب للذين اصطفاهم الله من عباده لا لجميع الأمة لان الاصطفاء هو الاختيار والانتقاء ولو كان الايراث عاما لجميع الأمة لما كان للاصطفاء معنى (ثانيا) من في الآية للتبعيض فهو نص في ان المصطفى بعض الأمة (ثالثا) الاضافة الى نون العظمة كما وقع في القرآن الكريم بالنسبة الى الاصطفاء وقع بالنسبة الى الاهلاك وشبهه فهو لا يدل على عظمة ما اضيف إليه بل على عظمة الله خاصة (رابعا) آية ان عبادي ليس لك عليهم سلطان ينص على ان المراد البعض لا الكل فهو عليه لا له فهل يقول ان الشيطان لا سلطان له على احد من الأمة وان الذين عصوا وضلوا إنما اغواهم واضلهم الرحمن لا الشيطان (خامسا) كون الكتاب محفوظا الى الأبد يدل على ان من اصطفاهم احياء الى الأبد وهم من قال فيهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض لا جميع الأمة (سادسا) الله تعالى لم يصطف الأمة كلها بنون العظمة فدعوى ذلك كذب على الله (سابعا) اذا كان الله تعالى اصطفى الذين اورثهم الكتاب لنفسه بنفسه ولم يكل الاصطفاء الى غيره فلم قلتم ان اختيار الامام الى الرعية لا الى الله؟. وهل احد احق بإيراث الكتاب من الامام واحق بالاصطفاء منه؟ (ثامنا) ان كان سائر الأمم غير مصطفاة فلذلك انحرفت عن كتابها وهذه الأمة ببركة الاصطفاء لم تنحرف فلما ذا قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : لتتبعن سنن من كان قبلكم من الأمم «الخ» في الحديث المتكرر ذكره. (تاسعا) ان كانت اضافة العباد الى نون العظمة لقطع امكان الانحراف وكان الضلال في الأمة غير ممكن فلما ذا قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ستفترق امتي ثلاثا وسبعين فرقة. فرقة ناجية والباقون في النار. (عاشرا) الاصطفاء بعد العلم بالاهلية لا زوال له لكنه لبعض الأمة لا كلها فبان ان فلسفات هذا الرجل الباردة الممقوتة لا تصدر من صغار الأطفال فضلا عن رجل ينسب الى علم.
واستشهد أيضا صفحة (ض) لمشاركة الأمة لنبيها بآيات (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما