أم البيعة الهاشمية وعلي يقول ليت العشرة منكم برأس من بني فراس (١). أم الأيام الأموية والنفير الى الحجاز والعيون الى الاعجاز أم الأمارة العدوية وصاحبها يقول وهل بعد البزول إلا النزول. أم الخلافة التيمية وصاحبها يقول طوبى لمن مات في نأنأة الاسلام. أم على عهد الرسالة ويوم الفتح قيل اسكتي يا فلانة فقد ذهبت الامانة أم في الجاهلية ولبيد يقول :
ذهب الذين يعاش في أكنافهم |
|
وبقيت في خلف كجلد الاجرب |
أم قبل ذلك وأخو عاد يقول :
بلاد بها كنا وكنا نحبها |
|
إذا الناس ناس والزمان زمان |
أم قبل ذلك وروي عن آدم عليهالسلام :
تغيرت البلاد ومن عليها |
|
فوجه الأرض مغبر قبيح |
أم قبل ذلك وقد قالت الملائكة : أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء. وما فسد الناس وإنما اطرد القياس ولا أظلمت الأيام وإنما أمتد الاظلام وهل يفسد الشيء إلا عن صلاح ويمسي المرء إلا عن صباح.
والحاصل ان الحديث الذي أشار إليه لم يثبت بل يثبت كذبه وكيف يثبت وهو مخالف للوجدان. واثباته مع مخالفته للوجدان تكذيب لمن نسب إليه. وإنما وضع امثال هذه الأحاديث متعصبة الأموية مراغمة لأهل البيت وأتباعهم.
__________________
(١) يشير الى قول علي عليهالسلام في خطبته لما بلغه غلبة بسر بن ابي ارطاة على اليمن مخاطبا اصحابه اما والله لوددت ان لي بكم الف فارس من بني فراس بن غنم.
هنالك لو دعوت اتاك منهم |
|
فوارس مثل ارمية الحميم |
قال ابن ابي الحديد وهم بنو فراس بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضرحي مشهور بالشجاعة ـ منهم علقمة بن فراس وهو جذل الطعان ومنهم ربيعة بن مكدم بن حدثان بن جذيمة ابن علقمة بن فراس الشجاع المشهور حامي الظعن حيا وميتا والبيت الممتثل به لأبي جندب الهذلي واوّل الابيات :
ألا يا أم زنباع اقيمي |
|
صدور العيس نحو بني تميم |
وقال الشريف الرضي : الأرمية جمع رمي وهو السحاب والحميم هنا وقت الصيف وانما خص الشاعر سحاب الصيف بالذكر لأنها أشد جفولا وأسرع خفوقا لأنه لا ماء فيه وانما يكون السحاب ثقيل السير لامتلائه بالماء وذلك لا يكون في الأكثر إلا زمان الشتاء وإنما اراد الشاعر وصفهم بالسرعة اذا دعوا والاغاثة اذا استغيثوا والدليل على ذلك قوله هنالك لو دعوت اتاك منهم.
ـ المؤلف ـ