الكتاب ومؤلفه
قال الدكتور حكمت هاشم رئيس جامعة دمشق الاسبق وهو يتحدث عن مؤلف الكتاب ومؤلفاته في خطاب له امام اعضاء المجمع العلمي العربي نأخذ منه ما يلي.
واحب ان اقدم الكلام على آخر هذه الكتب عهدا في تاريخ حياته اعني كتاب «نقض الوشيعة» ، لما خاض موسى جار الله التركستاني في «نقد عقائد الشيعة» ، برز له ـ رحمهالله ـ يدرأ مطاعنه الجارحة ، والحق ان ذلك الكتاب ليروع قارئه بايمان المؤلف وسعة احاطته وقوة حجته ودامغ برهانه. حتى انه ربما قاده لاعادة النظر في مواقف كان في نفسه منها شيء كأمر «التلاعن والتطاعن» و «عصمة الامام» «والتقية» و «نكاح المتعة» وما الى ذلك.
واشهد ان المرء ، في كثير من المواضع التي يبدو عليها ان ظاهر الحق في جانب الخصم ، لا يلبث ان يخرج ميالا الى العكس بعد سماع الرد.
وبعد ، ايها السادة ، فإن أسفي شديد لأني لم اسعد بلقاء «السيد» والتعرف عليه عن قرب حتى أجلو لكم خصائص خلقه وشخصيته ، ولكن أصدقاءه وتلامذته يرسمون له صورة تستهوي الافئدة في بساطتها وسموها على السواء.
لقد أشادوا بما عرفوا فيه من تواضع وزهد بالجاء وعزوف عن المنزلة واحتقار للمظاهر الباطلة الغرارة. ذكروا انه ما بالى قط متاع الحياة الدنيا فاجتزأ بما يسد البلغة ويقوم بالأود ، كان يسعى لشأنه بنفسه ، ويباشر بيده تهيئة طعامه غير حافل برفاهية مأكل او مشرب ، ولا ملتفت الى زينة في شارة او كسوة ..... كذلك شأن العظماء ينكرون ما اسماه نيتشه «فلسفة الخياطين» فلا يؤمنون ان الثوب يخلق الراهب ، ولا ان الزنار المفضض خير من الذكر الحسن! ..