مقابل مائتي الف من الروم والعرب فهل كان النبي (ص) ارسل ذلك الجيش من غير امر الله. والجهاد لا تنحصر فائدته في النصر الحاضر. والحسين عليهالسلام ان خذل فقتل يوم كربلاء فقد احرز نصرا باهرا على اعدائه فقد كان قتله مقوضا لأركان دولتهم مظهرا لفضائحهم محييا لدين جده الذي حاول بنو أمية قلعه من اساسه.
(قوله) لأن شيعة العراق قد جربها ابوه واخوه. نعم قد جرباها فلم ينصرهما غيرها. ولكن هل يعتقد موسى جار الله ان العراق في عهد ابيه واخيه كان كل اهله او جلهم شيعة لهما او ان الغالب من اهلها على خلاف ذلك واذا كان يعتقد الأول فلما ذا حاربه أهل البصرة يوم الجمل ويوم ابن الحضرمي ولما ذا قصد اصحاب الجمل البصرة دون غيرها من البلدان وكيف يكون ذلك وجل اهلها عثمانية. ولما ذا قعد عنه اهل الكوفة يوم الجمل في اوّل الأمر وقد ارسل ولده الحسن وعمار بن ياسر يستنجدهم فلم ينجدوه ومالوا الى تخذيل ابي موسى. ولما ذا لم يتمكن من عزل شريح القاضي ومن ابطال الجماعة في نافلة شهر رمضان حتى كانوا ينادون في مسجد الكوفة وا سنة فلاناه وغير ذلك مما لم يمكنه ابطاله. وقد كان في الكوفة الأشعث ابن قيس رئيس كندة من اكبر عشائر الكوفة ـ وعشيرته تبع لأمره ـ وهو ألد اعداء علي امير المؤمنين وكان يفسد عليه اموره وله الضلع الأكبر في خذلان علي يوم رفع المصاحف ويوم الحكمين وفي جميع ادوار إمارة امير المؤمنين عليهالسلام وله الضلع الأكبر في قتله وهو الذي افسد عليه أمر الخوارج لما اراد استصلاحهم وابنه محمد اعان على قتل هانئ ومسلم بن عقيل بالكوفة وخرج هو واخوه قيس لحرب الحسين وكان قيس ممن كاتبه وسلب قيس قطيفة الحسين. وجل عشائر العراق انما كانت تتبع رؤساءها واطماعها ولم تكن أهل دين ولا تشيع خلا نادر منها كهمدان وعبد القيس وغيرهما.
أما ما زعم انه قول ابيه في الشيعة فهو افتراء فالشيعة لم يكونوا ليعصوا له امرا أو يخالفوا نهيا أو يحيدوا عن اوامره ونواهيه قيد شعرة ولكن هؤلاء كانوا اقلاء. وانما قاله فيمن كانوا معه وتحت حكمه من الناس وكان فيهم أو الغالب عليهم ما قدمناه.
(قوله) وما كان لينسى قول ابيه في الشيعة «الخ» قد عرفت ان هذا ليس قول ابيه فيهم بل في عامة الناس الذين ان لم يكن الشيعة فيهم اقلية فليسوا بأكثرية. واذا