شكوى ولعنة وهل كان يخذل عليا إلا شيعته ولعلي كلمات مرة خطابا للشيعة وهي كلها صادقة اخفها واحقها ما في ص ١٨٣ ج ٢ شرح ابن أبي الحديد. وقال صفحة (س د) وقلما خلت خطبة من ذم لشيعته وشكوى.
(ونقول) تكذيبه ان ينزل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وصية فيها ما يجب ان يعمله آله بعد موته لا يستند الى دليل سوى الاستبعاد الناشئ عن جهله بمقام أهل البيت وعظيم قدرهم اتباعا لما اعتاده والفه. ورأيه ان الشيعة وضعت هذا الحديث على لسان الصادق احتيالا الى التخلص من خزي الخذل رأي أفين (أولا) لأن الشيعة ليس من دأبها الوضع ولا العمل بالموضوع ـ وان زعم المفترون ـ ولا تأخذ إلا بما رواه الثقات عن الثقات كما يعلم ذلك من مراجعة كتب الدراية وكتب اصول الفقه لها (ثانيا) رواة هذا الحديث متأخرون عن قتل الحسين عليهالسلام بمئات السنين وهم لم يخذلوا الحسين ليحتالوا الى التخلص من خزي خذله (ثالثا) ان خزي الخذل المخزي لا يلحق بالشيعة وهم بريئون منه كما اوضحناه فيما سبق. وإنما خزي الخذل المخزي هو على الأمة المعصومة عند التركستاني التي خذلت ابن بنت رسول الله ومكنت يزيد الفاجر من قتله كما خذلت اباه واخاه من قبل كما قال المعري :
أرى الأيام تفعل كل نكر |
|
فما انا في العجائب مستزيد |
أليس قريشكم قتلت حسينا |
|
وكان على خلافتكم يزيد |
(قوله) لو كان خروج الحسين بكتاب من الله لاستعدّ له الخ ، فيه أنه استعد لذلك جهده فكاتب أهل البصرة وكاتبه أهل الكوفة وارسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل اوثق اهل بيته في نفسه ولم يدع وسيلة ممكنة من وسائل الاستعداد إلا استعملها.
(قوله) لأن الأمر الإلهي لا يكون إلا بالتأييد غير سديد فالله تعالى قد امر انبياءه بالدعوة وكثير منهم كذب وطرد بعضهم قتل وبعضهم أيد وبنو اسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس سبعين نبيا ورأس يحيى بن زكريا أهدي الى بغي من بغايا بني اسرائيل. والله تعالى امر بالجهاد فهل كل جهاد كان معه التأييد والنصر والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ارسل جيشا الى مؤتة فقتل قواده وامراؤه وعاد مهزوما وكانوا ثلاثة آلاف