قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التّفسير الكاشف [ ج ١ ]

التّفسير الكاشف [ ج ١ ]

457/467
*

(كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا). وعليه يكون معنى : لا تحمل علينا إصرا ، لا تكلفنا بما يثقل علينا حمله.

وتسأل : ان قوله تعالى : (وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ) يفيد هذا المعنى بالذات ، مع العلم بأن هذه الجملة معطوفة على ولا تحمل علينا إصرا ، والعطف يقتضي المغايرة ، حيث لا يجوز عطف الشيء على نفسه؟.

الجواب : لو نظرنا إلى قوله : (وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ) مستقلا عن السياق لكان الأمر كما قلت ، لأن المعنى الظاهر هو ان لا تكلفنا بما يشق علينا .. أما إذا نظرنا اليه مع ملاحظة السياق فيتعين أن يكون المراد لا تعاقبنا عقوبة لا نطيقها .. فعبّر عن العقوبة بما تؤدي اليه من عدم إطاقتها والصبر عليها ، قال الشيخ مرتضى الأنصاري في كتابه المعروف بالرسائل ، باب البراءة : «لا يبعد أن يراد بما لا يطاق في الآية العذاب والعقوبة ، فمعنى لا تحملنا ما لا طاقة لنا به لا تورد علينا ما لا نطيقه من العقوبة».

(وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا). العفو والمغفرة والرحمة ألفاظ متقاربة ، والفرق بينها بسيط ، هو ان العفو مجرد ترك العقاب على الذنب ، والمغفرة ترك العقاب ، مع الستر على الذنب ، والرحمة طلب التفضل والانعام بالثواب. (أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) الذين يستخفون بدين الله ، ويعتزون بغير الله .. وجاء في مجمع البيان عن النبي (ص) : «ان الله سبحانه قال عند كل فصل من هذا الدعاء : فعلت واستجبت». ولهذا استحب الإكثار من هذا الدعاء.

ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.