دراهم على شريطة
أن يقول له : اجعله ثمن وجبة لك من الطعام.
(وَأَنْ تَصُومُوا
خَيْرٌ لَكُمْ). أي ان الشيخ والشيخة الضعيفين الهرمين ، وان كانا مخيرين
بين الإفطار والصيام إلا ان تجشمهما الصيام أفضل عند الله من الفطر مع الفدية.
(شَهْرُ رَمَضانَ
الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ). قال صاحب مجمع البيان : لما خص الله الصوم بشهر رمضان
بيّن ان الحكمة في ذلك ان القرآن نزل فيه ، وعليه مدار الدين والايمان .. ثم نقل
صاحب المجمع عن النبي (ص) بطريق السنة والشيعة ان صحف ابراهيم (ع) نزلت لثلاث مضين
من شهر رمضان ، وتوراة موسى (ع) لست مضين منه ، وإنجيل عيسى (ع) لثلاث عشرة خلت من
رمضان ، وزبور داود لثمان عشرة ليلة مضت من رمضان ، والقرآن نزل على محمد (ص)
لأربع وعشرين منه.
وتسأل : ان قوله
تعالى : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن يدل بظاهره ان القرآن نزل بكامله في شهر
رمضان ، مع العلم بأنه نزل على دفعات في مدة البعثة كلها ، وهي ثلاث وعشرون سنة؟.
الجواب : ان
المراد منه ان انزاله ابتدأ في شهر رمضان ، لا انه انزل كاملا فيه ، وسميت الليلة
التي أنزل فيها ليلة القدر ، أي الشرف. قال تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ
فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ). هذا ، الى أن لفظة القرآن تطلق على ما بين الدفتين ، وعلى
بعضه ، أما قول من قال : ان الله أنزل القرآن من اللوح المحفوظ الموجود فوق
السموات السبع الى سماء الدنيا جملة واحدة في ليلة القدر ، ثم أنزله على محمد (ص)
بالتفريق ، أما هذا القول فلا دليل عليه.
(هُدىً لِلنَّاسِ
وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ). الفرقان هو الذي يفرق بين الحق والباطل ، والخير والشر ،
وتكلمنا في تفسير الآية ٢ عن معنى الهدى ، وان القرآن لم يكن كتاب فلسفة ، أو
تاريخ ، أو علوم طبيعية ، وانما هو بصائر وهدى ورحمة .. وقوله تعالى : (هُدىً لِلنَّاسِ) ، يدل على ما في القرآن من مواعظ وحكم ووعد ووعيد يفهمه
جميع الناس ، ولا يختص علمه بالمجتهدين والمتخصصين.
(فَمَنْ شَهِدَ
مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ). أي حضر في بلده ، ولم يسافر في شهر