وعن ابن عبّاس أنّه قال : فانطلقوا ـ بنو اسرائيل ـ يؤمّون الأرض المقدّسة وهي فلسطين وإنّما قدسها لأنّ يعقوب عليه السلام ولد بها وكانت مسكن أبيه إسحاق ويوسف ونقلوا كلّهم بعد الموت إلى أرض فلسطين (١).
عندما انتصر الروم على الفرس استرجح الامبراطور «هراكليوس» البيت المقدس من الملك خسرو خرج الامبراطور «هراكليوس» من الحدود الايرانية حافي القدمين إلى البيت المقدس شكراً لله تعالى لهذا النصر بينما كان الناس ينشرون في طريقه الورود والرياحين (٢).
وفي «منتخبات التواريخ» للحصني نقل عن السهيلي أنّه قال : أنّ المراد بـ «باركنا حوله» هي الشام ، وأنّ المراد بالشام في اللغة السريانية بمعني النظيفة ، ومن هنا قالوا : أنّ أرض الشام نظيفة مليئة بالخيرات والنعم.
وقيل أيضاً أنّ المراد من قوله تعالى «باركنا فيه» في الآية الكريمة : (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدَاً وسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدَاً فَجَعَلْنَاهُمْ الْأَخْسَرِينَ) (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا) (٣) وقوله تعالى : (تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا) (٤) هي الشام.
وذكر أبو بكر الخوارزمي فقال : جنّات الدنيا أربع : غوطة دمشق وصفد سمرقند وشعب بوان وايلة البصرة. وأفضلها غوطة دمشق.
وفي روايات العامّة ورد الكثير من المدح لأرض الشام خاصّة دمشق وإن كان
__________________
(١) بحار الأنوار ج ١٣ ص ١٧٨ ح ٧.
(٢) بيت المقدس وتحويل القبلة تأليف آية الله ميرزا خليل كمره اى ص ٥٢.
(٣) سورة الأنبياء : ٦٩ ـ ٧١.
(٤) سورة الأنبياء : ٨١.