الفصل السادس عشر
السيّدة سكينة بنت الإمام الحسين عليه السلام
وأُمّها الرباب ابنة امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر ، وقد نسب إلى الإمام الحسين عليه السلام أنّه أنشد بحقّها الأبيات التالية :
لعمرك إنّني لأُحبّ داراً |
|
تضيّفها سكينة والرباب |
أُحبّهما وأبذل بعد مالي |
|
وليس للائمي بها عتاب |
ولست لهم وإن عتبوا مطيعاً |
|
حياتي أو يغيّبني التراب |
وقيل : إنّ الأصبغ عبدالعزيز بن مروان بن الحكم خطبها ، وقد أخذوها إلى مصر إلّا أنّها لمّا وصلت كان الأصبغ قد مات.
وقد عبّر عنها سيّد الشهداء عليه السلام في بعض الأبيات المنسوبة إليه بـ «يا خيرة النسوان».
وكان للسيّدة سكينة مقام عظيم ومنزلة رفيعة عند أهل البيت عليهم السلام ، بل إنّها كانت من النساء العارفات بالله تعالى عايشت جميع أحداث كربلاء المأساوية ودورها في الأسر لا يخفى على أحد ، فقد بقيت برفقة عمّتها زينب عليها السلام تبلغ رسالة الإمام الحسين عليه السلام في كلّ مكان.
ولهذه السيّدة الجليلة مقام عظيم في مصر فضلاً عن مقامها في الشام وفي المقامين يتقاطر المئات بل الأُلوف من الزوّار المحبّين.
يبقى القول أنّ هذه السيّدة الجليلة طيلة عمرها الشريف كانت تروى للناس أحداث كربلاء المؤلمة وما جرى على أهل البيت عليهم السلام من المآسي المشجية التي ارتكبها