من العلويين ثاروا ضدّ الحكومات الفاسدة آنذاك لشدّة المضايقات المفروضة عليهم وعادة ما كان هؤلاء العلويين يحوزون على الشهادة.
وكانت الحكومات الجائرة تتفنّن في التمثيل بمثل هؤلاء السادة والشواهد على ذلك كثيرة منها ما صنعوه بزيد بن الإمام السجّاد عليه السلام حيث أخرجوا جسده من قبره وصلبوه ثلاث سنين ثمّ أنزلوه وحرقوه وذروا رماد جسده في الهواء (١).
في أواخر الثلث الأوّل من القرن الثاني للهجرة توالت العديد من الانقلابات والحروب الدامية التي جاءت على أثر ظلم بني أُميّة وسوء تعاملهم مع الناس في مختلف المناطق الإسلامية في العالم.
من جانب آخر فقد ظهرت في خراسان حركة جديدة باسم أهل البيت عليهم السلام وكان المتصدّي لها هو أبو مسلم المروزي القائد الايراني الذي ثار ضدّ بني أُميّة وقاوم حكّامها إلى أن أطاح بدولتهم (٢).
وعلى الرغم أنّ هذا الانقلاب الجديد أخذ يدّعي التبليغ للتشيّع كثيراً ويطالب بالدماء الزاكية لشهداء أهل البيت عليهم السلام علّ الناس يبايعوا أبو مسلم الخراساني الذي يدّعي أنّه مرضي من قبل أهل البيت عليهم السلام إلّا أنّ مثل هذا الانقلاب لم يكن مقبولاً عند الشيعة بدليل أنّ نفس أبو مسلم عرضه بيعته على الإمام الصادق في المدينة فرفضها عليه السلام وقال : «أنت لست من رجالنا ولا الزمان زماننا» (٣).
__________________
(١) مروج الذهب ج ٣ ص ٢١٧ ـ ٢١٩ ، تاريخ اليعقوبي ج ٣ ص ٦٦.
(٢) الشيعة في الإسلام العلّامة الطباطبائي ص ٢٦.
(٣) تاريخ اليعقوبي ج ٣ ص ٨٦ ، مروج الذهب ج ٣ ص ٢٦٨.