ونظر إليهما وقال : الرفيق الأعلى خير مستقر وأحسن مقيلاً ، فنادت أُمّ كلثوم : وا أبتاه ثمّ جاءت إلى عبدالرحمن بن ملجم وقالت : يا عدوّ الله قتلت أمير المؤمنين عليه السلام قال : إنّما قتلت أباك ، قالت : يا عدوّ الله والله إنّي لأرجو أن لا يكون عليه بأس. قال : فأراك تبكين عليه والله ضربته ضربة لو قسّمت بين أهل الكوفة لأهلكتهم.
بعد أن ذكر السيّد ابن طاووس في اللهوف خطبة بنت الإمام الحسين عليه السلام أشار إلى خطبة أُمّ كلثوم عليها السلام حيث قالت :
يا أهل الكوفة سوأة لكم ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه وانتهبتم أمواله وورثتموه وسبيتم نساءه ونكبتموهنّ فتبّاً لكم وسحقاً ، ويلكم أتدرون أي دواه دهتكم؟ وأي وزر على ظهركم حملتم؟! وأي دماء سفكتموها؟! وأي أموال نهبتموها؟! وأي كريمة أصبتموها؟! وأي صبية سلبتموهنّ؟! قتلتم خير رجالات بعد النبي صلى الله عليه واله ونزعت الرحمة من قلوبكم؟! ألا إنّ حزب الله هم الفائزون وحزب الشيطان هم الخاسرون ، ثمّ قالت :
قتلتم أخي صبراً فويل لأُمّكم |
|
ستجزون ناراً حرّها يتوقّد |
سفكتم دماءً حرّم الله سفكها |
|
وحرّمها القرآن ثمّ محمّد |
ألا فابشروا بالنار أنّكم غداً |
|
لفي سقر حقّاً يقيناً مخلّد |
وإنّ لأبكي في حياتي على أخي |
|
على خير من بعد النبي مولد |
بدمع غزير مستهلّ مكفكف |
|
على خدّ منّي دائماً ليس يجمد |
كتب صاحب «ناسخ التواريخ» : أنّ السيّدة زينب عليها السلام عندما فرغت من خطبتها شرعت السيّدة أُمّ كلثوم عليها السلام بالحديث فقالت : يابن زياد! إن كان قرّت عينك بقتل الحسين عليه السلام فقد كانت بعين رسول الله صلى الله عليه واله قرّت برؤيته وكان يقبّله ويمصّ شفتيه ويحمله هو وأخوه على ظهره فاستعدّ غداً للجواب.