فيخلي عنه ويمضي إليها |
|
مستظلاً من عطفها برداء |
وتراءى الحسين يوماً لعيني |
|
طفلةٍ عند ساعة الإغفاء |
فاستفاقت وطالبت بأبيها |
|
وتعالى الصراخ بين النساء |
فأتوها برأسه فأكبّت |
|
فوقه مستغيثة بالبكاء |
شهقت شهقة فماتت عليه |
|
حين أهوت على صعيد الفناء |
حرّكوها وما بها من حراكٍ |
|
فنعاها السجّاد للحوراء |
وهي كانت في أصلها حين تنمى |
|
خير بنت لسيّد الشهداء (١) |
للعلّامة الكبير رائد المنبر الحسيني وشيخ الخطباء الدكتور الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله :
في ربى قاسيون قبر صغير |
|
فيه غصن من البتول نظير |
تربة هومت رقية فيها |
|
حضن الطهر رملها والحفير |
عندها من محمّد وعلي |
|
والحسين الشهيد شيء كثير |
والسمات الطيبات تراث |
|
يتجلّى به البشير النذير |
يحمل العبرة الصريحة إن |
|
الحقّ يبقى ويذهب التزوير |
والضريح الذي يضمّ نسجاً |
|
علوياً بالاحترام جدير |
يطل الورد عاطش الروح منه |
|
وبيوت النبي نبع نمير |
وبدرب العيون صرح تسامى |
|
الفنّ فيه وأبدع التعمير |
روضة تأشب النظارة فيها |
|
ويجلي أبهاءها التنوير |
إن أطلت شمس الصباح عليها |
|
يتبارى بها السنا والعبير |
وصخور تماوجت بالمرايا |
|
فكأنّ الشعاع فيها غدير |
ويخطّ البلّور والذهب الإبريز |
|
ما عنه يعجز التصوير |
حفلت بالشموخ مبنىً ومعنىً |
|
فالمزايا جنباً لجنب تشير |
__________________
(١) ملحمة أهل البيت ج ٣ ص ٣٨٦.