ابتعدوا وإلّا قتلناك ، فحمل يحيى السيف وقاتلهم قتال الأبطال ثمّ قتل شهيداً بعد أن قتل منهم خمسة أفراد. وقد دفن يحيى في دروازه حران ومقبرته معروفة اليوم باسم مقبرة الشهيد وهي محلّ لاستجابة الدعاء.
بنفسي رأس الدين ترفع رأسه |
|
رفيع العوالي السمهرية ميد |
تخاطبه مقروحة القلب زينب |
|
فتشكو له أحوالها وتعيد |
أخي كيف ترضى أن نساق حواسراً |
|
وتسلب أبرادٌ لنا وعقود؟ |
أخي أترضى أن نساق أذلّة |
|
ويطمع فينا شامت وحسود؟ |
أخي إنّ قلبي بات للوجد عنده |
|
مواثيق لم تنقض لهنّ عهود |
إذا رمت إخفاء الدموع فللجوى |
|
مع الدمع منّي سائق وشهيد |
٦ ـ نصيبين : ولمّا وصلت القافلة إلى نصيبين بعث شمر اللعين من يخبر أمير المدينة ليأمر بتزيين المدينة فرحاً بمجيىء أسارى أهل البيت عليهم السلام.
وما أن خرج أمير المدينة المسمّى بـ «المنصور بن الياس» لاستقبال القافلة إذا بصاعقة تنزل وتحرق نصف المدينة وقد احترق كلّ من في هذا النصف من المدينة .. فاغتمّ أميرها بشدّة وخشي من غضب الله تعالى ولذلك أمر قوّاد القافلة بالخروج فخرجوا من المدينة بسرعة وهم يجرّون أذيال الخزي والعار.
٧ ـ المدينة المجهولة : ثمّ إنّ القافلة وصلت إلى مدينة جديدة لم يذكر المؤرخون اسمها وقد كان اسم واليها سليمان بن يوسف وكان له أخوان : أحدهما قتل في معركة صفّين بيد أميرالمؤمنين عليه السلام والآخر كان شريكه في رئاسة هذه المدينة.
وعلى أيّة حال فقد أمر سليمان بالرؤوس أن تدخل من دروازة الرئيس إلّا أنّ أخيه خالفه في ذلك فاحتدّ النزاع بينهما وآل الأمر إلى المقاتلة ، فقتل سليمان وعمّت الفوضى في المدينة وخاف الشمر وأتباعه من هذه الحالة فخرجوا من المدينة بسرعة.
يا أُمّة السوء لا سقياً لربعكم |
|
يا أُمّة لم تراع جدّنا فينا |
لو أنّنا ورسول الله يجمعنا |
|
يوم القيامة ما كنتم تقولونا؟ |