السنين فوجدنا أنّ أيّام بني أُميّة كانت ألف شهر (١).
وقال المسعودي في مروج الذهب : كانت مدّة حكم بني أُميّة إلى زمان انقراضهم ومجيء بنو العبّاس الف شهر بلا زيادة ولا نقيصة.
هناك كلام كثير في صحّة نسبة بني أُميّة إلى قريش لا سيّما البارزين منهم ، بل صرّح بعدم اتّصالهم بقريش وذلك لأن أُميّة وهو جدّهم الأعلى كان عبداً رومياً لعبد شمس اشتراه في إحدى سفراته وكان العرب أيّام الجاهلية يلحقون الولد بالتبنّي بسيّده فعُرف في الأوساط أنّه ابن عبد شمس وفقاً لتقاليدهم الجاهلية وقد صرّح أمير المؤمنين علي عليه السلام في إحدى رسائله إلى معاوية حيث خاطبه : ليس أُميّة كهاشم ولا حرب كعبد المطّلب ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ولا الصريح كاللصيق» (٢) وصرّح العالم المصري محمّد عبده في شرحه لنهج البلاغة عن كلمة «صريح» وهو كلّ من كان نسبه صحيحاً و «اللصيق» كلّ مَن لم يكن نسبه صحيحاً بل لُصق بغير أصله من القبائل.
وقد عُرف أُميّة بالانحراف فقد كان يتعرّض للنساء ويعمل الفواحش والزنا ، وحينما حُكم عليه بترك مكّة عشرة سنين غادرها إلى الشام وهناك مارس الزنا مع امرأة يهودية متبّعلة من يهودي فحملت منه ـ من أُميّة ـ ثمّ أنجبت ولداً اعتبره أُميّة ولده وأطلق عليه كنية أبو عمرو وسمّاه ذكوان وهو والد أبي معيط وجدّ العقبة ، وعقبة هذا هو والد الوليد بن عقبة أخو عثمان بن عفّان من أُمّه (٣).
__________________
(١) تتمّة منتهى الآمال للمحدّث القمّي ص ١٠٨ / فارسي.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٦ ص ١١٨.
(٣) قبس من عظمة الإمام الحسين عليه السلام لآية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي الگلپايگاني ص ٢٣٠ / فارسي ، نقلاً عن شرح نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٥٤ وص ٤٦٧.