الإدمان واللذائذ والشهوات التي لا يعرف شيئاً غيرها ، وخلال سنوات حكمه الثلاث لم تكن منه سوى الفجائع والفظائع التي لم يُسمع مثلها منذ الصدر الأوّل إلى أيّامه حتّى صارت جرائمه عديمة النظير.
ففي السنة الأُولى من حكمه قتل الإمام الحسين عليه السلام سبط النبي الأكرم مع أولاده وأصحابه وأهل بيته بأفجع قتلة عرفها التاريخ ، ثمّ أمر بسبي نساءه وأسرهنّ مع حمل الرؤوس الطاهرة على الرماح والطواف بها في المدن (١).
وفي السنة الثانية من حكمه الشمؤوم أغار بجيش عنيف على المدينة المنوّرة وقتل أهلها وأهدر دماءهم ظلماً وأباح الأموال والأعراض والدماء فيها ثلاثة أيّام (٢).
وفي سنته الثالثة أحرق الكعبة المقدّسة ودمّرها وخرّبها (٣).
وبعد يزيد الطاغية حكم بنوا مروان وهم من بني أُميّة أيضاً (وقد تناولت الموسوعات التأريخية تفصيل ذلك) وكانوا أحد عشر حاكماً حكموا طيلة سبعين عاماً وكانت أيّامهم كلّها شؤم مئلت بالظلم والظلام وقلّ أن تكون في الإسلام أيّام صعاب مرّت على المسلمين كما مرّ عليهم في عهد هؤلاء الطغاة ، وبالأحرى كانت دولتهم عبارة عن امبراطورية استبدادية عربية لا تربطهم بالإسلام أيّة رابطة سوى الاسم وقد وصلت بهم الجرأة أنّ أحدهم الذي يحكم المسلمين بعنوان خليفة رسول الله صلى الله عليه واله تمنّى أن تبنى له غرفة فوق الكعبة الشريفة يجلس فيها للاستجمام والراحة في موسم الحجّ (٤)!!
بعد قتل الإمام الحسين عليه السلام جلس يزيد في مجلس أُنسه وطربه مع ابن زياد
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٢١٦ ، وتاريخ أبوالفداء ج ١ ص ١٩٠ ، ومروج الذهب ج ٣ ص ٦٣ وغيرها.
(٢) تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٢٤٣ ، وتاريخ أبوالفداء ج ١ ص ١٩٢ ، ومروج الذهب ج ٣ ص ٧٨.
(٣) تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٢٢٤ ، وتاريخ أبوالفداء ج ١ ص ١٩٢ ، ومروج الذهب ج ٣ ص ٨١.
(٤) الشيعة في الإسلام للعلّامة الطباطبائي ص ٢٥.