مرادك (١) ، فإنّ اراقة دمي أعظم من رأسي ، ثمّ تلا قوله تعالى : (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ) (٢).
وفي كتاب المناقب لابن شهر آشوب : أنّ رأس سيّد الشهداء عليه السلام عندما نصب على شجرة كان يقرأ هذه الآية : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (٣).
وقال ابن شهر آشوب أيضاً : إنّ رأس الإمام الحسين عليه السلام في بعض زقاق الكوفة كان يقرأ قوله تعالى : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) (٤).
ينقل المؤرخون : أنّ يزيد اللعين قال للإمام السجّاد عليه السلام في بعض مجالسه : إنّ أباك قطع رحمي ونازعني ملكي ولم يراعِ فيَّ حقّ فصنع الله به ما صنع.
فأجابه الإمام السجّاد عليه السلام : يابن معاوية وهند! ما زالت النبوّة والملك تحطّ رحالها في بيوتنا وبيوت أجدادنا من قبل أن تولد إلى يومنا هذا.
ألم تكن راية رسول الله صلى الله عليه واله يوم بدر وأُحد والأحزاب في يد جدّي أمير المؤمنين عليه السلام؟!
أو ليس أنّ راية الكفر والضلال كانت في أيادي أجدادك؟!
فالويل لك يا يزيد ، لو كنت تعلم عظيم ما ارتكبه في حقّنا لما هنا لك العيش ولهمت على وجهك في الصحاري ولأفترشت الرمال ولقضيت العمر كلّه في الحسرة والندامة.
__________________
(١) راجع : اكسير العبادات في أسرار الشهادات ج ٣ ص ٢٥٦.
(٢) سورة مؤمن : ٧١.
(٣) سورة الشعراء : ٢٢٧.
(٤) سورة الكهف : ١٣.