أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (١).
وكفى بالله حاكماً وبمحمّد صلى الله عليه واله خصيماً وبجبرئيل ظهيراً.
ومن هنا فإنّ اللعين أمر أن يودع أهل البيت عليهم السلام في خرابة لاتقيهم من الحرّ والبرد حتّى تقشّرت جلودهم ... نعم هكذا كانت ضيافة الطاغية لأهل البيت عليهم السلام فضلاً عن ضيافة أهل الكوفة لهم حيث إنّهم هتكوا بسوء أفعالهم القبيحة حرمة الإسلام وعمدوا إلى طمس معالم الدين الأصيلة ، ولكن ومع ذلك فإن استقامة السيدة زينب عليها السلام في أسرها وتحدّيها للطواغيت أوصل صوت سيّد الشهداء عليه السلام إلى العالم على مرّ الزمان ولم يجعل الهدف السامي الذي ضحّى من أجله ريحانة رسول الله صلى الله عليه واله بنفسه الزكيّة يذهب سدى (٢).
أهل البيت عليهم السلام في قصر يزيد
عندما أُدخل الأسارى في قصر يزيد اللعين جئن نساء آل أبي سفيان لاستقبال بنات الرسول صلى الله عليه واله وأخذن يبكين وينحن لما جرى عليهنّ ، بل وأخذن يتبركنّ ببنات الرسالة فضلاً عن عقدهنّ مجلساً لمصاب سيد الشهداء عليه السلام مدّة ثلاثة أيّام.
وقيل : أنّهنّ عندما شاهدن بنات الرسالة وهنّ يرتدين الملابس الرثّة أخرج ملابسهنّ وقدّمنها لهم ، وفي بعض الروايات : أنّه لمّا أُدخل أهل البيت عليهم السلام مجلس يزيد اللعين أمر اللعين في نهاية المجلس أن يحضر رأس سيّد الشهداء عليه السلام ليتفرّج النساء عليه إلّا أنّ نساء يزيد لمّا شاهدنّ حال أهل البيت عليهم السلام انشغلن بالعزاء والبكاء على سيّد الشهداء عليه السلام فبهت اللعين وذهب بخزي الدنيا وعذاب الآخرة (٣).
__________________
(١) آل عمران : ١٦٩.
(٢) پيشواى شهيدان ، تأليف آية الله السيّد رضا الصدر ص ٢٧٦.
(٣) راجع : أنساب الأشرف ج ٣ ص ٤١٧ ، روضة الواعظين ج ١ ص ١٩١ ، العقد الفريد ج ٥ ص ١٣٢ ، جواهر المطالب ج ٢ ص ٢٧٣ ، الفصول المهمّة ص ١٩٥ ، نور الأبصار ص ١٢ ، تاريخ الطبري ج ٤