يقوى الظنّ أنّ معظمها قد جعلت من وعّاظ السلاطين ليرضوا رؤوساءهم ويغطّوا جرائمهم أمثال أبي هريرة وضّاع السنّة الشهير الذي روى العديد من الروايات في مدح أرض الشام ، ومنها قوله : أربع مدن من مدن الجنّة : مكّة والمدينة وبيت المقدس والشام.
وروى أيضاً أنّ رسول الله صلى الله عليه واله قال : ستكون فتن ، قيل : يا رسول الله فماذا تأمرنا؟ قال : عليكم بالشام.
ونحن نتساءل منه قائلين كيف يكون ذلك والحال أنّ الشام منذ وفاة رسول الله صلى الله عليه واله إلى اليوم محلّ للقردة الأمويين بحيث إنّ الإمام الباقر عليه السلام لا يذكر أهل هذه البلادة إلّا واستاء؟ ففي الحديث أنّه عليه السلام قال : نعم الأرض الشام ، وبئس القوم أهلها ، وبئس البلاد مصر؛ أما إنّها سجن من سخط الله عليه ، ولم يكن دخول بني اسرائيل إلّا معصية منهم لله. لأنّ الله قال : (ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) (١) ، يعني الشام ، فأبوا أن يدخلوها بعد أربعين سنة. قال : وما خروجهم من مصر ودخلوهم الشام إلّا بعد توبتهم ورضا الله عنهم (٢).
وفي تفسير الإمام العسكري عليه السلام أنّه لمّا بلغ أمير المؤمنين عليه السلام أمر معاوية ، وأنّه في مائة ألف قال : من أي القوم؟ قالوا : من أهل الشام. قال : لا تقولوا من أهل الشام ، ولكن قولوا من أهل الشؤم ، هم من أبناء مصر ، لعنوا على لسان داود ، فجعل منهم القردة والخنازير (٣).
__________________
(١) سورة المائدة : ٢١.
(٢) سفينة البحار ج ٤ ص ٣٦١.
(٣) سفينة البحار ج ٤ ص ٣٦١.