ولمّا أسرع القوم ليلقوا القبض على هذه اليد لم يجدوا شيئاً ، فعادوا إلى مكانهم وانشغلوا بفسادهم ولهوهم تارةً أُخرى ، وبعد لحظات ظهرت اليد مرّة أُخرى وكتبت بالدماء الزاكية :
فلا والله ليس لهم شفيع |
|
وهم يوم القيامة في العذاب |
فأسرع القوم من جديد ليأخذوا أمامها إلّا أنّهم لم يجدوا شيئاً ، وحينما عادوا إلى لعبهم سمعوا هاتفاً يقول :
ماذا تقولون إذ قال النبي لكم |
|
ماذا فعلتم وأنتم آخر الأُمم |
بعترتي وبأهلي عند مفتقدي |
|
منهم أُسارى ومنهم ضرّجوا بدم (١) |
٢ ـ تكريت : كانت تكريت المنزل الثاني لأهل البيت عليهم السلام ، فلمّا وصلت القافلة قريباً منها بعثوا بعضهم ليخبروا أهل المدينة ويأمروهم كي يأتوا ويستقبلوا الأُسارى ، فأقبل أهل تكريت فرحين ، وكان في تكريت بعض النصارى فتساءلوا من الناس : ما الخبر؟ ومن هؤلاء؟ فقالوا : لقد جيء برأس الحسين مع الأسارى من أهل بيته؟
فقال النصارى : وأي حسين هذا؟
قالوا : الحسين بن فاطمة بنت رسول آخر الزمان.
وإذا بالنصارى يضجرون ويتألّمون لهذا المصاب ويقولون لهم : الويل لكم قتلتم ابن بنت نبيّكم؟!
ثمّ إنّهم ذهبوا إلى كنائسهم وضربوا نواقيسهم وأخذوا يبكون ويبرؤون من هذا العمل ويلعنون أهله.
__________________
(١) راجع مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي ج ٢ ص ١٠٥ ـ ١٠٦ ، ذخائر العقبى ص ١٤٥ ، ورواه ابن المغازلي في المناقب ص ٣٨٨ رقم ٤٤٢ ، وقال محقّق كتاب ابن المغازلي «البهبودي» : أخرجه العلّامة الطبراني في المعجم الكبير ص ١٤٧ ، كفاية الطالب ص ٢٩١ ، مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٩٩ ، تاريخ الإسلام للذهبي ج ٣ ص ١٣ ، الخصائص الكبرى ج ٢ ص ١٢٧ ، الاتحاف بحبّ الأشرف ص ٢٣ ، نظم درر السمطين ص ٢١٩ ، تاريخ دمشق ج ١٤ ص ٢٤٤ ، نفس المهموم ص ٤٢٢.