ولذا فإنّ العالم اليوم مدين في عقيدته لمواقف العقيلة زينب عليها السلام التي حفظت الشريعة من الضياع وأوصلت صوت سيّد الشهداء عليه السلام إلى العالم عبر مرّ التاريخ ، وهذا خير شاهد على عظمتها وجلالة شأنها وعلوّ همّتها وشرافة فضلها وارتفاع مقامها الذي حباها الباري تعالى به حيث منحها كلّ هذه الصفات حتّى حقّقت ما حقّقته بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام (١).
ينقل أهل البيت عليهم السلام حينما رجعوا إلى المدينة أقبلن نساء المدينة ليواسين العلويات في مصابهنّ.
وقد كانت العقيلة زينب عليها السلام تحدّث النساء بما جرى عليهم في كربلاء والكوفة والشام من مصائب وآلام وتعدّد لهنّ الرزايا المؤلمة التي نزلت بهم وكان النساء يبكين ويندبن سيّد الشهداء عليه السلام.
ولمّا وصلت العقيلة زينب عليها السلام إلى مصيبة السيّدة رقيّة عليها السلام تأوّهت وقالت : أمّا مصيبة رقية في خرابة الشام فقد أحنت ظهري وشيّبت رأسي ، فارتفع صوت نساء المدينة بالبكاء واعتلى أنينهنّ وعويلهنّ لمصاب يتيمة سيّد الشهداء عليه السلام (٢).
__________________
(١) رياحين الشريعة ج ٣ ص ١٩٨.
(٢) حضرة رقيه عليها السلام تأليف حجّة الإسلام الشيخ علي الفلسفي ص ٤٨ نقلاً عن نواسخ التواريخ ص ٥٠٧.