أنّ البعض كان يسأل عن منزل أحد الجنود كان اسم والده «قدرة الله» ليخبروا أهله بموته فبدأنا نظنّ بقوّة بل نتيقّن بموت صابر.
آنذاك وفيما كنت مضطربة توجّهت بكلّ إخلاص إلى السيّدة رقيّة عليها السلام وخاطبتها قائلة : سيّدتي أنت تعلمين بضعف حالتي وفقري ولكن إذا بلغني خبر عن سلامة ولدي فسأُطعم الفقراء مقدار من الحليب. وما هي إلّا لحظات إذا بالهاتف يرنّ فرفعت السمّاعة والاضطراب يخيم على كياني وإذا به ولدي صابر ، وما أن سمعت صوته وإذا بي أسقط مغشيّة فهرع ولدي الأكبر وتناول السمّاعة وإذا صابر يخبره أنّه كان في إجازة عندما اتّصلنا به ولمّا عاد إلى المقرّ العسكري أخبروه باتّصالنا فاتّصل بنا ليطمأننا على أحواله.
بعث سماحة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ محمود شريعة زاده الخراساني رسالة إلى مكتب الإمام الحسين كتبها في تاريخ ٢ جمادي الآخرة ١٤١٨ ه وجاء فيها : دخلت في أحد الأيّام حرم السيّدة رقيّة عليها السلام فرأيت مجموعة من الناس كانوا واقفين مقابل الضريح المقدّس يقرؤون الزيارة الشريفة بينما كان مدّاح أهل البيت عليهم السلام الحاج نيكوئي يقرأ لهم المصيبة وقد ذكر القضية التالية فقال :
فيما كان مسؤولوا حرم السيّدة رقيّة عليها السلام يشترون المنازل المجاورة لتوسعة المرقد الشريف رفض أحد اليهود أو النصارى المجاورين للحرم أن يبيع منزله وبقي يصرّ على ذلك علماً أنّهم عرضوا عليه أكثر من ضعفي قيمة منزله إلّا أنّه رفض وبقي يعاند بكلّ إصرار.
وبعد مدّة من الزمن حملت زوجة الرجل ، وقبل ولادتها أخذها إلى بعض الدكاترة لمعاينة حالتها فأخبروه أنّ الأُمّ والطفل معرّضان للخطر ولذا من اللازم أن يبقيا تحت إشرافنا هذه المدّة. يقول الرجل : عندما أخذ الطلق من الزوجتي مأخذة أخذتها إلى المستشفى ورجعت إلى حرم السيّدة رقيّة عليها السلام وبقيت أتوسّل بها وقد عاهدتها بأنّها إذا تشفّعت لي في سلامة زوجتي وطفلي فإنّني أهدي المنزل إليها.