الطيّب ومائها وفواكهها اللذيذة كالزيتون بأنواعه والموز ، إلّا أنّ أهلها عرفوا بالجفاء لآل الله عليهم السلام آل بيت النبي الأكرم صلى الله عليه واله عندما جاءوا بهم أُسارى من كربلاء. وقد بكى لمصيبة الإمام الحسين عليه السلام كلّ شيء إلّا هؤلاء الجفاة ومن كان على شاكلتهم في الكوفة والبصرة.
فقد روي أنّه ما رفع حجر إلّا وخرج من تحته دم عبيط دلالة على البكاء الكوني والحزن العام في العالم. إلّا هذه المدن الثلاث فقد كانت الكوفة والبصرة تحت سلطة ابن زياد والشام تحت سلطة السكّير يزيد ولهذا فلم تظهر علامات الحزن في هذه المدن بل أُتّخذ يوم عاشوراء يوم فرح وسرور وبركة في بعضها (١).
الشام في عصرنا الحاضر يشمل دولة سوريا ولبنان وأقسام من الأردن وفلسطين ، فكانت هذه الدول تشمل منطقة الشام قديماً وأمّا هذا التجزّأ بين هذه الدول فهو نتيجة السياسة الاستعمارية الفرنسية والبريطانية بعد الحرب العالمية الأُولى.
ففي عام ٦٣ م احتلّ امبراطور الروم سوريا ومنذ ذلك التأريخ دخلت تحت السلطة الرومانية إلى عام ٣٩٥ م التي انقسمت فيها الامبراطورية الرومية إلى قسمين الروم الشرقية والروم الغربية ، فكانت سوريا ضمن الروم الشرقية التي حكمها الملك (بيزانس) الذي ضعفت سلطته بالتدريج على سوريا حتّى تحرّرت من قبضته في القرن السابع على يد المسلمين (٢).
١ ـ سفر النبي صلى الله عليه واله إلى الشام :
تُعدّ الشام من المناطق التي يرتبط بها العرب ارتباطاً وثيقاً وقديماً وذلك قبل
__________________
(١) راجع كتاب حضرة زينب كبرى عليها السلام فارسي ص ٢٥٧ للكاتب عماد زاده.
(٢) گيتا شناسي كشورها (فارسي) ص ١٨٥ طبع عام ١٣٦٥ ش.