فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه واله يقبّل ذلك الفمّ» إلّا أنّ اللعين مسك القضيب وأخذ ينكثه به ثنايا الإمام الحسين عليه السلام.
وجاء في الحاوية أيضاً : إنّ اللعين طلب خمراً وكان الرأس الشريف عنده فشرب حتّى سكر ورقص وهو على العرش حتّى سقط منه إلى الأ{ض من شدّة السكر ، كما مات أبوه سكراناً وقد علّق الصليب في عنقه.
وقال جماعة : إنّ يزيد خرج ذات يوم مع حرسه إلى صيد الغزلان ، فأخذ يطارد غزالة حتّى أمر الله الأرض فخسفت به (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ) (١).
وذكر الشيخ الصدوق في أماليه : أنّه لمّا جاءوا برأس الحسين عليه السلام إلى يزيد وضع في طشت من ذهب وأخذ يزيد القضيب وجعل ينكث ثغر الحسين عليه السلام ويقول : ما أجمل ثغرك ، فقال له من كان حاضراً : يا يزيد كيف تفعل ذلك ، أشهد لقد رأيت النبي صلى الله عليه واله يرشف ثناياه (٢).
ذكر أبو ريحان البيروني فقال له : ما تعرّض إليه الإمام الحسين عليه السلام من الظلم لم يتعرّض إليه أحد في جميع الأُمم من قِبل أقبح الأفراد ، فقد ضربوه بالسيوف والرماح ورموه بالحجارة حتّى ضعف عن القتال ثم قتلوه وسحقوا بدنه بالخيل ، وذكر أنّ واحداً من هذه الخيل التي سحقت الإمام الحسين عليه السلام كان في مصر ، فخلع بعض الناس نعله وعلّقه على باب بيته تبرّكاً به لأنّه لامس بدن الإمام الطاهر حتّى صار هذا العمل عادة فأخذ أهل مصر يعلّقون نعل الخيل على أبوابهم. (٣).
وروي أنّ دم الإمام الحسين عليه السلام بقي يفور حتّى قتل المختار بن أبي عبيدة الثقفي
__________________
(١) كامل بهائي ج ٢ ص ١٧٣ / فارسي.
(٢) أمالي الصدوق ص ٩٩.
(٣) الوجه المدمى ص ٣٦٨ فارسي ، نقلاً عن الآثار الباقية ص ٣١٩ ، وكتاب التعجّب ص ٤٦.