والعقيلة هي التي تكون عزيزة جدّاً في قبيلتها.
كما أنّ لها ألقاباً أُخرى منها : الموثّقة ، العارفة ، العالمة غير المعلّمة ، الفاضلة ، الكاملة ، عابدة آل علي ، والمحدّثة ، وبطلة كربلاء.
ويكفيها فضلاً أنّ الإمام السجّاد عليه السلام قال في حقّها : أنت بحمد الله عالمة غير معلّمة وفهيمة غير مفهّمة.
نقل مؤلّف «طراز المذهب» فقال : في أواخر عمر النبي صلى الله عليه واله جاءته العقيلة زينب عليها السلام وقالت : يا جدّاه : رأيت في الرؤيا عاصفة شديدة جعلت الدنيا ظلماء ومن شدّة العاصفة لذت بشجرة كبيرة وفجأة إذا بالريح تقلع الغصن الذي كنت متمسّكة به فلذت بغصن آخر فاقتلع هو الآخر فلذت بالثالث ثمّ الرابع فاستيقظت من النوم فزعة مرعوبة.
فالتفت الرسول صلى الله عليه واله إليها ودموعه الشريفة تجري على محاسنه وقال : إنّ الشجرة الكبيرة أنا وعمّا قليل أُفارقكم ، والغصن الأوّل هو أُمّك فاطمة عليها السلام ، والغصن الثاني هو أبيك علي عليه السلام والغصنين الآخرين هما الحسنان عليهما السلام وبفقدهما تظلّم الدنيا (١).
لقد ورثت السيّدة زينب في العبادة أُمّها فاطمة الزهراء عليها السلام ، فكما أنّ الصدّيقة فاطمة عليها السلام كانت تقوم الليل كلّه بالعبادة والتهجّد وتلاوة القرآن ، كذلك هي العقيلة زينب عليها السلام ، كانت تقوم الليل كلّه ولذلك قال لها سيّد الشهداء عليه السلام : يا أُختاه لا تنسيني في نافلة الليل (٢).
وكما نقل بعض الأعلام : أنّ السيّدة زينب عليها السلام لم تترك قيام الليل طيلة عمرها
__________________
(١) حضرة زينب كبرى تأليف محمد مقيمى ص ٤٩.
(٢) الخصائص الزينبية ص ١٠٥.