الكرامة ، ان كان في نفوسهم شيء منها ، تماما كما تقول : يا ابن الأبرار ، كن كآبائك وأجدادك .. وقد ذكّر أهل مريم ام عيسى (ع) بآلها وأرحامها.
أما وجه تسميتهم باليهود فلأن سبطا منهم ينتمي الى يهوذا ، وهو الابن الرابع للنبي يعقوب.
وفي الفقرة التالية نعرض عرضا موجزا لتاريخ اليهود لصلته بالآيات الكريمة التي نحن بصددها.
تاريخ اليهود :
سيأتي في سورة يوسف ان النبي يعقوب (ع) هاجر بأولاده من فلسطين الى مصر ، حيث يقيم ولده يوسف (ع) وزير فرعون في ذاك العهد ، فأقطعهم فرعون إكراما ليوسف أرضا خصبة في مصر ، وظلت سلالة يعقوب هناك أمدا غير قصير .. ولكن الفراعنة الذين جاءوا فيما بعد اضطهدوا اليهود ، وساموهم الخسف والعذاب ، فذبحوا الأبناء ، واستحيوا النساء ، واتخذوا منهم خدما وعبيدا ، ثم أرسل الله نبيا منهم ولهم ، وهو موسى بن عمران (ع) ، فحررهم من الظلم والاستعباد ، ثم طلب منهم العودة الى فلسطين ، وقتال أهلها ، ووعدهم النصر ، فتقاعسوا جبنا وخورا ، فكتب الله عليهم ان يتيهوا في صحراء سيناء أربعين سنة .. ويأتي التفصيل.
وفي هذه البرهة توفي هارون ، ثم أخوه موسى ، فخلفه ابن أخته يوشع ابن نون. وحوالى القرن الثالث عشر قبل الميلاد أغار بهم يوشع على أرض فلسطين ، فاحتلوها ، وأبادوا معظم أهلها ، وشردوا البقية الباقية ، تماما كما صنع نسلهم الصهاينة في فلسطين سنة ١٩٤٨ (١). وبعد يوشع أرسل الله منهم الكثير من الأنبياء. وفي سنة ٥٩٦ ق. م. أغار على فلسطين ملك بابل ، وهو «بخت نصر» ، فأزال ملكهم من فلسطين ، وذبح منهم كثيرا ، وأسر كثيرا.
__________________
(١) نذكر من ذلك مثلين : الأول جمع الصهاينة في قرية دير ياسين ٢٥ امرأة حاملا ، وبقروا بطونهن بالمدى والحراب .. الثاني جمعوا أهل قرية الزيتونة في المسجد ، ثم نسفوه بالديناميت على رؤوسهم.