في اللعنة الخلود في أثرها ، وهو النار ، وقال الرازي : «معنى لا ينظرون انهم إذا استمهلوا لا يمهلون ، وإذا استغاثوا لا يغاثون ، ويقال لهم : اخسأوا ولا تكلمون .. نعوذ بالله».
حكم اللعن في الشريعة :
لعن الغير محرم ، ومن الكبائر ، لأنه أثم وعدوان ، تماما كالتعدي على الأموال ، وفي الحديث : «ان اللعنة إذا خرجت من صاحبها ترددت ، فان وجدت مساغا ، وإلا رجعت على صاحبها .. وقد خرج عن هذا المبدأ أصناف أجازت الشريعة لعنهم ، وهم :
١ ـ الكافر ، والآيات كثيرة في ذلك ، ومنها الآية التي نحن بصددها ، أما الأحاديث فقد تجاوزت حد التواتر ، منها ما جاء في كتاب أحكام القرآن للقاضي أبي بكر المعافري ، فقد ذكر عند تفسير الآية ١٦١ من سورة البقرة ان النبي (ص) قال : اللهم ان عمرو بن العاص هجاني ، وقد علم اني لست بشاعر ، فلعنه.
٢ ـ الظالم ، مسلما كان ، أو غير مسلم ، لقوله تعالى : (لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) ـ الاعراف ٤٣.
٣ ـ من كذب على الله ورسوله ، قال تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) ـ هود ١٨ .. ومن الكذب على الله سبحانه الحكم بغير ما أنزل.
٤ ـ من يسعى في الأرض فسادا.
٥ ـ من يفتن بين الناس ، ويثير النعرات والحزازات.
أما لعن غير هؤلاء فمحلّ إشكال ونظر .. أجل ، من تجاهر بمعصية غير مكترث تجوز غيبته فيما تجاهر به خاصة .. وبديهة ان جواز الغيبة شيء ، وجواز اللعن شيء آخر .. أما ما يستعمله العوام من لعن الحيوان ، وما اليه فهو من اللغو الذي يجمل تركه.