الشيعة وأجداد النبي :
اختص الشيعة من دون جميع الطوائف الاسلامية ، اختصوا بالقول : ان آباء محمد وأجداده ، وأمهاته وجداته كانوا جميعا موحدين ، ما أشرك أحدهم بالله شيئا ، وان محمدا منذ الخليقة كان ينتقل من الأصلاب الطاهرة الى الأرحام المطهرة حتى ساعة ولادته(ص).
قال شيخ الشيعة الشهير بالمفيد في شرح عقائد الصدوق طبعة ١٣٧١ ه ص ٦٧ : «ان آباء النبي (ص) من أبيه الى آدم كانوا موحدين على الإيمان بالله ، وعليه إجماعنا. قال الله تعالى مخاطبا نبيه محمدا : (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) ـ الشعراء ٢١٩». وقال الرسول الأعظم (ص) : ما زلت أتنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات ، حتى أخرجني الله تعالى في عالمكم هذا .. فدل قول النبي على ان آباءه كلهم كانوا مؤمنين ، إذ لو كان بعضهم كافرا لما استحق الوصف بالطهارة ، لقوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) ، فحكم على الكفار بالنجاسة ، فلما قضى رسول الله (ص) بطهارة آبائه كلهم ووصفهم بذلك دل على انهم كانوا مؤمنين».
(وَأَرِنا مَناسِكَنا). أي علمنا مناسك الحج ، وغيرها من العبادات.
(وَتُبْ عَلَيْنا). وليس من الضروري أن يلازم طلب المغفرة وجود الذنب ، بخاصة إذا كان الطلب من الأنبياء والأوصياء ، لأن هؤلاء الكرام يرون أنفسهم مقصرين في حق الله مهما اجتهدوا في العبادة لله ، وأخلصوا لجلاله ، لأنهم أدرى الناس بعظمته ، وبأن عبادة الإنسان بالغة ما بلغت فلن تفي ببعض الحق لتلك العظمة التي لا بداية لها ، ولا نهاية.
(رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ). واستجاب الله هذه الدعوة بخاتم النبيين وسيد المرسلين ، فلقد جاء في أحاديث السنة والشيعة ان النبي قال : «انا دعوة إبراهيم ، وبشارة عيسى» .. وفي سورة الجمعة : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) .. وقال أمير المؤمنين (ع) : «بعث الله محمدا (ص) وليس أحد من العرب يقرأ كتابا ، ولا يدعي نبوة ولا وحيا».