كتب الاحاديث والاخبار ان عثمان استنصر عليا ومعاوية قال العباس لعلي اني ارى ان عثمان قد اخذ في امور والله لكاني بالعرب قد سارت إليه حتى ينحر في بيته وان كان ذلك وانت بالمدينة لزمك الناس به ولم تنل من الامر شيئا الا من بعد شر لا خير معه فوقع كل ما انذر به وكنت اظن ان عليا كان متمكنا تمام التمكن من دفع الفتنة ولم يكن له ان يعتزل ولم يكن له عذر ابدا في الاعتزال واعتزاله هو الذي فتح ابواب الشرور بعده وآثار كل حروبه حتى ان شهادة الحسين قد عدها العدو يوما بيوم
(ونقول) في كلامه مواقع للنظر والنقد (أولا) انه وقع في تاريخ الإسلام امور وامور كل منها إمر وكلها مر ومآسي محزنة وفظائع مخزية وبعضها كان هو السبب في هذين الامرين فاقتصاره على امرين ليس بصواب وابتدأت تلك الامور من زمن حياة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال في بعضها يوم الغميصاء اللهم اني أبرأ أليك مما فعل خالد ثلاثا وبعضها في غزوة تبوك حين حاول المنافقون الفتك برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعرفهم حذيفة وكان حذيفة اعرف الناس بالمنافقين وبعضها في مرضه حين طلب الدواة والكتف وحين امر بتنفيذ جيش اسامة وبعضها بعيد وفاته حين قتل مالك بن نويرة وجرى لا مرأته ما جرى واختلف رأي الخليفة وبعض اكابر الصحابة في القاتل والفاعل.
وحدثت امور اخر خلال تلك المدة كل منها إمر مر نضرب عن ذكرها صفحا ونطوي دونها كشحا. ثم حصلت فتنة قتل الخليفة الثالث التي سببها امور جرت قبلها كل منها إمر مر لا حاجة الى شرحها لاشتهارها. ثم حرب الجمل طلبا بثأر الخليفة والطالبون بثأره هم القاتلون في الحقيقة وأي أمر إمر اعظم من يوم الجمل وافظع قتلت فيه الالوف من المسلمين لما ذا ونتفت فيه شعور اللحى والشوارب والاجفان والحواجب واتي برجال عبد القيس يجرون كالكلاب فيقتلون لا لذنب. ثم حرب صفين وحق ان يقال فيه إنه امر إمر وسبب هذين الحربين الخطأ في الاجتهاد لا حب الدنيا فنشأ من هذا الاجتهاد المخطئ قتل الالوف من المسلمين ونهب الاموال وضعف شوكة الإسلام وتمكن الضغائن والاحقاد في النفوس وتشتت امر المسلمين وتفرقهم شيعا ومذاهب وجعل بأسهم بينهم. ومسببو هذه الفظائع معذورون ومثابون مأجورون. ثم امر الحكمين وهو امر إمر مر ومنه نشأت فتنة