فظهر ان قوله بعصمة الامة سخف عار عن التحصيل لم يسبقه إليه عاقل ولا جاهل وانها غير ممكنة ولا معقولة وان المصلحة في عصمة الإمام والضرورة والحاجة إليها ظاهرة بينة وانها ممكنة وواقعة وانها تغني الامة في كل شيء ولا يغني عنها شيء. وائمته عنده غير معصومة فليفرح بعدم عصمتهم وائمة اهل البيت ليسوا بأئمته وهو ينكر عصمتهم وهو بهذا الإنكار فرح اكثر من فرح الشيعة. ومن القول بعصمتهم متغيظ. واذا كان الدليل قادنا الى اعتقاد عصمتهم فلا نبالي بفرحه ولا بحزنه فليطر بجناحيه الى مخالفتهم ومنابذة اوليائهم ومحبيهم الذين يمسحون بارجلهم كما امر بذلك كتاب ربهم ولا يغسلونها. واذا مت غيره في ولاء اهل البيت بلمحة تقية خوفا من اعدائهم فانهم يرجون بذلك اجرا عند ربهم وعده الصابرين اما هو فبعيد بقوله هذا عن ولائهم وليس له فيه غرر ولا حجول ولا يريده لا للحاضرة ولا للآخرة. وحديث القرون الثلاثة قد مر انه من الموضوعات وخير البرية لا يعم جميع افراد الامة ولا اكثرهم واظهر من دخل في عمومه محمد واهل بيته عليه وعليهمالسلام وعلى ذكر عصمة الامة التي يدعيها نذكر ابياتا لنا من قصيدة :
امة تلعن الوصي ترى ذ |
|
لك دينا نأت عن التسديد |
امة يغتدي خليفتها مث |
|
ل يزيد ما حظها بسعيد |
امة تقتل ابن بنت رسول الل |
|
ه ظلما لشر بيض وسود |
وما دعواه ان الامة اعلم بالقرآن والسنة من جميع الائمة ومن الصحابة وان علمها اليوم بذلك اكثر واكمل من علم علي واولاده وان اهتداء الامة اقرب من اهتداء الائمة وان الامة اهدى الى الصواب والحق من كل امام معصوم فهي لا تنقص عن سابقاتها في السخافة وظهور البطلان فان كون الامة اعلم بالقرآن والسنة من جميع الائمة يكذبه قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في العترة ولا تعلموهم فانهم اعلم منكم وقوله (ص) انا مدينة العلم وعلي بابها وقول لو لا علي لهلك عمر قضية ولا ابو حسن لها ورجوع الناس الى الائمة واخذهم العلم عنهم وعدم رجوعهم الى احد. وكون علم الامة اليوم بالقرآن والسنن اكثر واكمل من علم باب مدينة علم المصطفى وابنائه الذين اخذوا علومهم عنه عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عن جبرئيل عن الله