وأورد صاحب غاية المرام واحدا واربعين حديثا في ذلك من طريق غير الشيعة وأربعة وثلاثين حديثا من طريق الشيعة لا نطيل بنقلها فليراجعها من أرادها. وأورد صاحب مجمع البيان أحاديث كثيرة في ذلك أيضا فهذه الأخبار صريحة في ان المراد بأهل البيت علي وفاطمة والحسنان وفي خروج امهات المؤمنين منهم. ولا يصغي الى ما حكاه الطبري في تفسيره عن عكرمة انها نزلت في نساء النبي خاصة وما حكاه في الدر المنثور عن ابن عباس وعن عروة انها نزلت في نساء النبي (أولا) لأن عكرمة كان يرى رأي الخوارج كما نص عليه الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب وغيره ، فهو متهم في حق علي وولده (ثانيا) لأن تخصيصها بالنساء ينافي تذكير الضمير (ثالثا) لأنها لا تقوى على معارضة تلك الروايات الكثيرة. وما في بعض الروايات من انه ادخل أم سلمة معهم لا يلتفت إليه لمعارضته بغيره مما دل على انه لم يأذن لها في الدخول معهم وقال لها مكانك وانت الى خير وانه جذب الكساء من يدها لما ارادت الدخول معهم. وفي بعض الأخبار انه قال لها قومي فتنحي عن أهل بيتي فتنحت في البيت قريبا ولكنه حين قال اللهم أليك لا الى النار أنا وأهل بيتي قالت وأنا يا رسول الله قال وانت ـ أي انت الى الله لا الى النار ـ لا أنها من أهل بيته كما لا يخفى.
زعمه الأمة شريكة نبيها
قال صفحة (خ) تحت عنوان (الأمة شريكة نبيها في كل ما كان له) ، كل ما انعم الله به على نبيه من فضل ونعمة وكل ما نزل من عرش الله الى نبيه فكله بعده لأمته والأمة شريكة نبيها في حياته ثم ورثته بعد مماته ، وكل فضل ونعمة ذكرها القرآن لنبيه فقد ذكرها لأمته (١) وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين. كنتم خير أمة أخرجت للناس (٢) ويتم نعمته عليك. واتممت عليكم نعمتي (٣) وينصرك الله نصرا عزيزا وكان حقا علينا نصر المؤمنين (٤) إنّا فتحنا لك فتحا مبينا. واثابهم فتحا قريبا ـ وفتح المؤمنين كان اوسع وأقوى من فتح النبي (٥) ان الله وملائكته يصلون على النبي. هو الذي يصلي عليكم وملائكته ـ كل الأمة في كل احوالها تصلي وتسلم على النبي وعلى امته ـ كل الأمة في كل صلواتها تسلم على النبي ثم تسلم على كل أمته فالأمة في الشرف والكرامة مثل نبيها (٦) هو الذي ايدك بنصره ـ وأيدهم بروح منه.