باسم ابي المسلمين هو ابراهيم وان سمي القرآن سائر الأنبياء آباء العرب فإبراهيم أب إيمان وديانة وعائشة أم سنة وجماعة والله قد جعل عائشة تساوي ابراهيم في ثلاثة امور مهمة عظيمة : (١) ابراهيم بنى البيت واضافه الله الى نفسه (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ) وعائشة بنت في المدينة مسجدا انزل الله فيه : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) (٢) الحج حجان اصغر يحرم له من مسجد عائشة بالتنعيم واكبر يحرم له من حرم ابراهيم ، (٣) سمى ابراهيم أبا لنا وسمى عائشة أم المؤمنين (ونقول) أم المؤمنين يعم جميع ازواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عائشة وغيرها على السواء : (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ).
ولا مأخذ لتسمية واحدة من الأزواج بأم المؤمنين سوى هذه الآية فدعواه انها المعروفة بذلك غير صواب ولو سلم فاصله الآية والفرع لا يزيد على أصله. وأما ان القرآن سمى سائر الأنبياء آباء العرب فلا نجد ذلك في القرآن فكان عليه ان يبينه وأما ابوة إبراهيم عليهالسلام فقد مر تفسيرها وأما أمومة عائشة فمأخذها الآية الكريمة وتشاركها فيها سار الأزواج كما مر فهذه المساواة التي زعمها كرقم فوق ماء وأما دعواه ان آية : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) نزلت في مسجد بنته عائشة بالمدينة فلم نسمعها لغيره ولم يذكرها مفسر وكل مسجد يقال له بيت الله ـ ولا عجب فهذا الرجل في آرائه مخترع ـ ففي تفسير الرازي : اختلفوا في المساجد فقال الأكثرون انها المواضع التي بنيت للصلاة وذكر الله. وقال الحسن المساجد البقاع كلها وقيل المساجد الصلوات حكي عن الحسن أيضا ، وقال سعيد بن جبير المساجد الأعضاء السبعة التي يسجد العبد عليها ، وعن ابن عباس المساجد مكة ا ه. ونحوه في مجمع البيان ولم يذكر الواحدي في اسباب النزول انها نزلت فيما قال ولا ندري من اين اخذه ، وفي الدر المنثور للسيوطي اخرج ابن ابي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى وان المساجد لله قال لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجد إلا المسجد الحرام ومسجد ايليا ببيت المقدس ا ه. فأين دعواه انها نزلت فيما قال ولعله يريد انها بنت مسجدا فشمله وان المساجد لله. وفيه ان الأصمعي أو أبا نواس لو بنيا مسجدا لشمله ذلك فهل يلزمه ان يساويا ابراهيم (ع) والعمرة تصح من ادنى الحل لا من مسجد عائشة ولا من غيره. ولما كانت ابعاد الحرم متفاوتة وكان أقربها الى مكه التنعيم اختار الناس