الزبير فنفث في اذنها فعزمت على الخروج ، فلما بلغت بعض المياه نبحتها كلابه فسألت عنه فقيل لها انه ماء الحوأب ، فقالت ردوني ، فأقاموا لها خمسين أو سبعين شاهدا من الأعراب رشوهم فشهدوا لها زورا ان هذا ليس ماء الحوأب. وكانت أول شهادة زور في الاسلام فسارت وقد أمرت ان تقر في بيتها بقوله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) وروى ابو الفرج ومحمد بن سعد في الطبقات الكبير وذكره المرزباني في معجم الشعراء والطبري وابن الأثير في تاريخهما انه لما جاءها نعي علي تمثلت :
فألقت عصاها واستقرت بها النوى |
|
كما قر عينا بالإياب المسافر |
ثم قالت من قتله قيل رجل من مراد فقالت :
فإن يكن نائيا فلقد نعاه |
|
نعي ليس في فيه التراب |
قال أبو الفرج ثم تمثلت :
ما زال إهداء القصائد بيننا |
|
شتم الصديق وكثرة الألقاب |
حتى تركت كان قولك فيهم |
|
في كل مجمعة طنين ذباب |
أما خديجة أم المؤمنين فهي أفضل ازواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأول امرأة آمنت به وبذلت اموالها الجزيلة في سبيل الدعوة الاسلامية حتى قام الاسلام بمالها وسيف علي ابن أبي طالب. واما باقي ازواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فكن كلهن على الصلاح وخيرهن بعد خديجة أم سلمة. هذه هي عقيدة الشيعة في أمهات المؤمنين. ومن ذلك يظهر انها لا تتعدى ما نزل في القرآن الكريم وجاءت به الآثار الصحيحة وانه ليس في ذلك سوء أدب كما زعم وان تهويله بقوله لا تتحمله عصبة النبي وشرف أهل البيت ولا دين الأمة تهويل فارغ لا محل له.
اما زينب بنت جحش أمّ المؤمنين فمن العجيب نسبته الى كتب الشيعة سوء الأدب في حقها ، فإن كتب الشيعة لم تذكر في حقها حرفا واحدا يوجب سوء الأدب وفي خبر تطليق زيد اياها نزهت كتب تفاسير الشيعة شرف مقام النبوة عما تناولته كتب تفاسير غيرها ولكن هذا الرجل يرسل الكلام على عواهنه ولا يزن ما يتكلم به.