جعفر وأبا عبد الله من بعده عليهماالسلام يقولان حج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عشرين حجة مستترة منها عشر حجج أو قال سبع ـ الوهم من الراوي ـ قبل النبوة ا ه. هذه هي الروايات الواردة في ذلك من طرقنا وليس فيها ان الاستتار كان لأجل النسيء كما قال فيمكن كونه لأجله فإن حجهم بسبب النسيء كان يقع في غير اشهر الحج فيحج هو في اشهر الحج مستترا ويمكن انه كان يستتر في بعض اعمال حجة عنهم لأنهم كانوا أهل جاهلية يخالفون الشرع في بعض اعمال الشرع التي منها انهم كانوا يقفون بجمع وهو مع بقية العرب يقف بعرفة كما يأتي. أما غيرنا فاختلفوا كم حج قبل الهجرة بعد اتفاقهم على انه لم يحج بعدها إلا حجة واحدة فقيل : حج بعد النبوة قبل الهجرة حجة واحدة رواه ابن سعد في الطبقات بسنده عن مجاهد. وقيل حج بعد النبوة قبل الهجرة حجتين وهما اللتان كان عندهما بيعتا العقبة الأولى والثانية وان الحجة التي بايعه فيها ثمانية أو ستة من الأنصار كما يأتي هي العقبة الأولى لا غيرها لكن ابن سعد قال انها غيرها. وقيل انه حج بعد النبوة قبل الهجرة ثلاث حجات (احداها) قبل العقبة الأولى وهي التي اسلم فيها ثمانية أو ستة من الأنصار حين عرض عليهمالسلام بمنى. (والثانية) الحجة التي لقي فيها اثني عشر رجلا من الأوس والخزرج (والثالثة) الحجة التي بايعه فيها السبعون عند العقبة الثانية قاله ابن سعد في الطبقات. وفي السيرة النبوية لدحلان انه صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يحج بعد فرض الحج غير حجة الوداع قال قال ابو إسحاق السبيعي : وحج وهو بمكة اخرى ولكن قوله اخرى يوهم انه لم يحج قبل الهجرة إلا واحدة وليس كذلك بل حج قبلها مرارا قيل حجتين وقيل ثلاث حجج قال : والحق الذي لا ارتاب فيه كما في شرح الزرقاني على المواهب انه لم يترك الحج وهو بمكة لأن قريشا في الجاهلية لم يكونوا يتركون الحج. واذا كانوا وهم على غير دين ـ يحرضون على اقامة الحج فكيف يظن به انه صلىاللهعليهوآلهوسلم يتركه قال وقد ثبت حديث جبير بن مطعم انه رأى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم واقفا بعرفة وانه من توفيق الله له وكانت قريش تقف بجمع ولا تخرج من ارض الحرم وكان صلىاللهعليهوآلهوسلم يخالفهم ويصل الى عرفة ويقف بها مع بقية العرب. وصح انه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يدعو قبائل العرب الى الاسلام بمنى ثلاث سنين متوالية قال الزرقاني فلا يقبل نفي ابن سعد انه لم يحج بعد النبوة إلا حجة الوداع لأن المثبت مقدم على الثاني ولذلك قال ابن الجوزي حج قبل النبوة وبعدها حجات لا يعلم عددها ، وقال ابن الأثير في النهاية كان يحج كل سنة قبل ان