زمن عمر ثبوت النهي والنسخ وتحريم الأبد فنهى عنها عمر فأشيع اشاعة غرض أو غفلة ان الناهي انما هو عمر فبقي الاختلاف زمن التابعين حتى رجع الأكثر الى ما كان يراه عمر فأجمعت الأمة بعده على التحريم إلا الشيعة ولم يكن بيدها من دليل الا ارغام بمجرد ولم يوجد لها من زخرفة إلا انها شارة لأهل البيت وشعار للائمة.
(ونقول) كلامه هذا كسائر كلماته قد اشتمل على امور هي عبارة عن دعاو مجردة عن دليل ومماحكات وتمحلات وتناقضات ومصادمات للبديهة ومخالفات لإجماع المسلمين ودعوى للاجماع في محل الخلاف وللقطع في موضع القطع بالعدم وغيرها من هذا النسخ فلنتكلم على كل واحد منها على حدة.
(الأول) زعمه اجماع الصحابة على ثبوت النهي واستدلاله بأنه وقع على ملأ منهم ولم ينكره احد وعلي حاضر فكان اجماعا. وفيه ان حضوره غير معلوم ومن الذي ذكره. ومما يضحك الثكلى قوله (وشيعته عنده وسيفه بيده) فهل كان الموقف موقف حرب وطعن وضرب واحداث فتنة في الاسلام هي اعظم مفسدة مما حصل ولعله يقصد بذلك الهزء وهو اولى به. ولو كان عند علي من شيعته من يغني عنه لنفعه قبل هذا الموقف ولم يكن عنده حمزة ولا جعفر ولا عبيدة. وسيفه ولم يكن في يده بل في غمده لا يؤذن له بالسل ولو فرض انه كان حاضرا وسكت فقد سكت فيما هو اعظم من تلك الساعة. ومن عند كلامه على التقية انه لم يكن اعظم من موسى كليم الله حين قال ففررت منكم لما خفتكم. ولا من هارون لما قال ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني. ولا من لوط اذ قال لو ان لي بكم قوة ولا من محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم. وقد فر من قومه لما تعاقدوا على قتله الى الغار فاختفى فيه ثلاثا ثم الى المدينة مستخفيا. على ان دعوى عدم انكاره كذب وافتراء فقد قال لو لا ما تقدم به فلان ما زنى إلا شفا أو ما هذا معناه وهذا غاية ما يمكنه من الانكار واما زعمه ان الشيعة ابتهرته ووضعته على لسان علي يكذبه انه انما رواه عن علي علماء غير الشيعة ممن تسموا بأهل السنة فالابتهار ليس إلا من هذا الرجل الذي لا يبالي ما يقول وبذلك يرتد عن دينه ما ابتهره (١) على الشيعة غير هياب ولا مبال من انها وضعته على لسان
__________________
(١) تبعنا لفظه في هذه الجملة مع عدم ظهور صحتها عربية ـ المؤلف.