وعليا امير المؤمنين قبيل وفاته فقال لعمه العباس : تأخذ تراث محمد وتقضي دينه وتنجز عداته فرد العباس عليه وقال : شيخ كثير العيال قليل المال فقال النبي سأعطيها من يأخذها بحقها وقال يا علي : أتنجز عدات محمد وتقضي دينه وتقبض تراثه. هذا حديث مهم جليل لم اره في كتب الاحاديث غير كتب الشيعة عددته اذ رأيته كنزا غنيا يستخرج منه أصول في ابواب الفقه وعرض الارث ان صح لكان له شأن جليل جزيل فإن ذلك يقلب اصول الإرث في الإسلام قلبا يمكن ان يكون فيه صلاح وحكمة اجتماعية فإن الإرث عند الفقهاء خلافة في الملك وفي الحقوق ليس فيها لا للمورث ولا للوارث اختيار. الوارث يكون خليفة في ملك الميت وحقوقه. عرض المورث او لم يعرض شاء الوارث او لم يشأ وهل الارث نقل يتوقف على إرادة المورث او انتقال لا يكون الا بقبول الوارث في هاتين المسألتين لاهل العلم انظار واقوال. لاجل ذلك عددت حديث عرض الارث كنزا فيه علوم واصول لو صح لكان له اصل جليل ولكن راويه قد افسده افسادا بحديث عفير عن ابيه عن جده عن نوح صاحب السفينة التي استوت على الجودي ثم لا إرث للعصبة عند الشيعة اما عند فقهاء الامة فابن العم لا يرث عند وجود العم وحرم الوارث ليس في اختيار المورث في شريعة صاحب القرآن وكيف يكون قول الشيعة في التعصيب ان ثبت حديث العرض. وسيدنا العباس كان غنيا وكان اعقل وارفع من ان يرد عرض النبي بخلا او غفلة عن عظيم الشرف والعباس كان اشرف قريش وانفذهم نظرا والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يكرم العباس اكرام ابيه وكان العباس للنبي اطوع اقربيه نعم كان العباس عمه لابيه وكان سيدنا ابو طالب عمه لابيه وأمه ولنا ان نقدم اولاد سيدنا ابي طالب على عم النبي لا بأس فيه بل هو الغالب لان سيدنا أبا طالب قد قام مقام عبد الله بعد عبد المطلب فاولاده اخوة للنبي والاخ مقدم على العم هذا هو الاصوب وهذا هو الكافي.
ونقول : يلزم قبل التكلم على ما قاله في هذا الحديث ان نبين ما يظهر منه.
والظاهر ان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عرض ممتلكاته على عمه العباس ليهبها له في حياته او يكون وصيه عليها على ان يقضي دينه وينجز عداته فان الدين مقدم على الميراث فأبى واعتذر بانه شيخ كبير السن عاجز عن القيام بهذا المهم الذي يحتاج الى مزيد تعب. كثير العيال. قليل المال فربما لا تفي تلك الممتلكات بدينه وعداته الكثيرة