فنزل بمكان يدعى غدير خم بين مكة والمدينة وهو اذ ذاك ليس بموضع يصلح للنزول لعدم الماء والكلأ فيه وجمع الناس في حر الظهيرة قبل ان يتفرقوا الى بلادهم وصعد على منبر من الاحجار فوقها الاحداج ومعه علي واخذ بضبعيه ورفعهما ليراه الناس ويتحققوه وقال امام اعين جميع من حضر وهم ألوف ألست اولى بكم من انفسكم قالوا بلى قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وادر الحق معه حيث دار فقال له بعض اكابر الصحابة بخ بخ لك يا علي اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
ثم افرد له خيمة وامر الناس ان يدخلوا عليه فيبايعوه بامرة المؤمنين فبايعه الناس رجالا ونساء وبايعه ازواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم واستأذن حسان بن ثابت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ان يقول في ذلك شيئا فاذن له فوقف على نشز من الارض وقال :
يناديهم يوم الغدير نبيهم |
|
بخم واسمع بالنبي مناديا |
فقال ومن مولاكم ووليكم |
|
فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا |
إلهك مولانا وانت ولينا |
|
ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا |
فقال له قم يا علي فانني |
|
رضيتك من بعدي إماما وهاديا |
فمن كنت مولاه فهذا وليه |
|
فكونوا له اتباع صدق مواليا |
هناك دعا اللهم وال وليه |
|
وكن للذي عادى عليا معاديا |
وفي ذلك يقول ابو تمام الطائي :
ويوم الغدير استوضح الحق اهله |
|
بفيحاء ما فيها حجاب ولا ستر |
اقام رسول الله يدعوهم بها |
|
ليقربهم عرف وينآهم نكر |
يمد بضبعيه ويعلم انه |
|
ولي ومولاكم فهل لكم خبر |
وفي ذلك يقول ابو فراس الحمداني :
قام النبي بها يوم الغدير لهم |
|
والله يشهد والاملاك والامم |
(ثانيا) النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جهز جيشا بعد رجوعه من حجة الوداع لما احس بالمرض بقيادة اسامة الشاب وامره على وجوه المهاجرين والانصار ومنهم الصديق وقال سر الى