إلهي إنّ طاعة أُولي الأمر هو الذي حداني لقتل ريحانة رسول الله صلى الله عليه واله (١).
من هم أُولوا الأمر؟
قال الله تعالى في كتابه الكريم : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٢) فقد تظافرت الروايات بين الفريقين أنّ المراد بأولي الأمر هو أمير المؤمنين عليه السلام والأئمّة المعصومين عليهم السلام من ذرّيته ، فعن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ : (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) فقال : نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام (٣).
وفي حديث آخر عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) قال عليه السلام : «الأئمّة من ولد علي وفاطمة عليهما السلام إلى أن تقوم الساعة».
فنفس رسول الله صلى الله عليه واله الذي صرّح قائلاً : «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» ـ وفي ذلك كناية بأن لا طاعة لمخلوق إطلاقاً لأنّهم غير معصومين وبالتالي فربما يأمرون بمعصية الخالق ـ ينصّ على طاعة الإمام علي وذرّيته المعصومين عليهم السلام طاعة مطلقة وهذا خير دليل على عصمتهم إذ أنّهم لو لم يكونوا معصومين لأمكن أن يأمروا بمعصية الخالق
__________________
تعالى لا يصدر منه التناقض أبداً.
وكما أنّ الله تعالى لا يصدر عنه التناقض ، كذلك القرآن الكريم فهو كلام الله ومن المحال أن يدعوا إلى التناقض؟!
إذن لابدّ من الرجوع إلى العقول السليمة والاعتراف أنّ أُولي الأمر يجب أن يكونوا من المعصومين حتّى لا يلزم التناقض.
(١) راجع ميزان الاعتدال للذهبي ج ٢ ص ٢٨٠.
(٢) سورة النساء : ٥٩.
(٣) الكافي ج ١ ص ٢٨٦ ح ١.