من بعضهم البعض
ويتهجّمون على غيرهم حتّى قتل بعضهم بعضاً ولعن كلّ منهم البقيّة.
وعليه فإنّ نفس عمل الصحابة يكذب مثل
هذه الروايات الموضوعة ، وإذا سلّمنا بصحّتها فلابدّ من حملها على معنى آخر غير
المعنى الخاطئ الذي يفسّره البعض من تقديس البعض ممّن يسمّونهم بالصحابة.
وعلى فرض أنّ الله تعالى دعا إلى تقديس
الصحابة واحترامهم فإنّ ذلك مقتصراً على المواضع الخاصّة التي مدحهم الله تعالى
ولا تبقى هذه القداسة لهم على مرّ الزمان حتّى لو سوّدوا بأفعالهم صفحات التاريخ.
استقرار
سلطنة بني أُميّة
بعد أن توفّي معاوية بن أبي سفيان عام
٦٠ ه تولّى ابنه يزيد الطاغية زمام الحكومة الإسلامية وذلك طبق البيعة التي أخذها
له والده زوراً من الناس.
وكما قلنا سابقاً فإنّ يزيد بشهادة
التاريخ لم يكن متديّناً أصلاً ، بل كان شاباً لا أُبالياً حتّى في زمان والده
المشؤوم لم يكن يعتني بالقوانين الإسلامية ولم يكن له همّ سوى اللهو والفساد.
وقد ارتكب يزيد خلال السنين التي حكم
فيها المسلمين مخازي وفجائع لم يسمع بها التاريخ من قبله. ومن يعد يزيد استلم بنو
مروان الخلافة ووصلت إلى أيديهم ، وكما ينقل المؤرخون أنّ الحكومة الإسلامية بقيت
بيد بني مروان ما يقارب سبعين عاماً ولم يمرّ على الإسلام والمسلمين مثل هذه
السنين العجاف حتّى بلغ الأمر أنّ أحدهم ممّن يسمّونهم بخلفاء الرسول وحماة الدين
صمّم أن يتّخذ لنفسه غرفة فوق الكعبة المقدّسة
__________________