عاشوراء فارتفع صوت
العقيلة بالبكاء والأنين .
جود
السيّدة زينب عليها السلام
سأل أحد المحتاجين أميرالمؤمنين عليه
السلام أن يساعده ، فذهب الإمام علي عليه السلام إلى بيته وقال للصدّيقة الزهراء
عليها السلام : هل لدينا طعام نعطيه لهذا المحتاج؟ قالت عليها السلام : ليس لدينا
إلّا قرصاً واحداً من خبز الشعير وهو للسيّدة زينب عليها السلام ، آنذاك التفت
عقيلة الهاشميين إلى الصدّيقة فاطمة عليها السلام وقالت : اعطي الخبز للمحتاج وأنا
أصبر على الجوع.
وقد بلغ من شدّة جود وكرم هذه المرأة
العظيمة أنّها أنفقت كلّ ما تملك وضحّت بنفسها من أجل إعلاء كلمة الحقّ وهذا قمّة
الجود والسخاء .
ولا غرابة في ذلك ، فإنّ الطفلة التي لا
يتجاوز عمرها خمس سنوات تكون بهذه الكيفية من الكرم بالطبع إنّها تضحّي من أجل
العقيدة الإسلامية كلّ هذه التضحيات العظيمة.
استجابة
دعاءها
من كلام لميرزا محمّد تقي سپهر في «ناسخ
التواريخ» قال فيه : إنّ جلاوزة يزيد أدخلوا أهل البيت عليهم السلام من دروازة
الساعات وهو أبعد الطرق إلى قصر يزيد في الشام.
وقبل أن يدخلوهم الشام أمروا الناس أن
يزيّنوا المدينة وتعطّل الأسواق وتخرج المغنّيات في الشوارع ومعنّ الطبول
والمزامير ، وقد أمر يزيد أن يرفعوا مئة وعشرين علماً ويبارك الناس بعضهم بعضاً
فرحاً بهذا العيد المشؤوم.
ففي الخبر عن أبي مخنف : أنّهم مرّوا
بأهل البيت عليهم السلام على قصر لعجوزة تدعى أُمّ الحجّام ، وقد كانت جالسة مع
أربع نساء ، ولمّا رأت العجوزة رأس سيّد الشهداء عليه السلام وهويسطع نوراً ضربته
بحجر فسالت الدماء الزاكية من جبينه.
__________________