٣ ـ قبر السيّدة زينب الصغرى عليها
السلام ، كنّاه بأُمّ كلثوم زوجة محمّد بن عقيل وكانت أُمّها جارية.
٤ ـ ذهب عدّة من الشيعة والسنّة أنّ
القبر هو للسيّدة زينب الكبرى بنت الإمام علي عليه السلام ووالدتها الصدّيقة فاطمة
عليها أفضل الصلاة والسلام.
ويمكن الجمع بين الأقوال أنّ السيّدة
زينب عليها السلام الموجودة في سوريا تكنّى بأمّ كلثوم فينتفي التنافي بين القول
الأوّل والثاني والرابع ، ومع الالتفات أنّ القول الثالث لا دليل تاريخي معتبر له
، فيكون القبر للسيّدة زينب بنت أمير المؤمنين عليه السلام والصدّيقة الزهراء
عليها السلام.
أمّا كيف جاءت هذه السيّدة الجليلة إلى
الشام ولماذا؟ وأيّهما أصحّ أنّها سافرت إلى سوريا مع زوجها عبدالله بن جعفر في
إحدى السنين المجدبة أم أنّها هاجرت من المدينة أيّام واقعة الحرّة الأليمة عندما
أباح يزيد اللعين المدينة المنوّرة؟
فهذا وللأسف الشديد ما لم يتطرّق إليه
التاريخ ، نعم كتب بعض المتأخرين حول سفر العقيلة إلّا أنّهم لم يعتمدوا في ذلك
على مصادر تاريخية.
فقد نقل أنّ الحافظ شمس الدين محمّد بن
طولون الدمشقي المتوفّى سنة ٩٥٢ ه ذكر في كتابه حول حياة السيّدة زينب عليها
السلام أنّها سافرت إلى الشام أيّام واقعة الحرّة سنة ٦٢ ه.
أمّا العلّامة الأمين قدس سره فقد نقل
عن كتاب «تحيّة أهل القبور بالمأثور» أنّها عليها السلام سافرت في عهد عبدالملك بن
مروان سنة القحط ليتفقّد عبدالله بن جعفر مزارعه التي في الشام ، فماتت العقيلة
ودفنت في ذلك المكان.
وكتب اعتماد الدولة أيضاً في كتابه «خيرات
الحسان» حول ذلك فقال : أمّا قبر السيّدة زينب عليها السلام ـ أصحّ الروايات ـ فهو
في أحدى قرى الشام ، فلمّا أصابت المجاعة أهل المدينة أخذ عبدالله بن جعفر أهله
إلى الشام ، وفي أثناء توقّفه في إحدى القرى ـ