أعطاني والدك صورته وصور اخوانك وقال : اذهبي إلى السفارة العراقية لعلّهم يعطوك «تأشيرة» لنذهب بها إلى زيارة سيّد الشهداء عليه السلام.
فأخذت الصور وذهبت إلى السفارة وكتبت أسمائنا خلفها وقدّمتها إليهم ثمّ رجعت إلى المنزل ، وبقينا ننتظر أن يعلنوا أسمائنا للزيارة. وبعد أشهر ـ وكنّا ننتظر يعلنوا عن أسمائنا بفارق الصبر علّنا نوفّق لزيارة أبا عبدالله عليه السلام ـ وفي شهر رمضان بالذات ، راجعت السفارة أكثر من مرّة علّني أجد خبراً منهم إلّا إنّني في كلّ مرّة أعود خائبة مهمومة.
وفي شهر شوال راجعت السفارة وكانت قد أعلنت عن أسماء البعض إلّا أنّ أسمائنا لم تكن معها ، رجعت إلى المنزل مغمومة حزينة باكلية وقد توجّهت إلى الله تعالى وقلت : إلهي إمّا أن تقسم لنا زيارة حجّ بيتك الحرام أو زيارة العتبات المقدّسة ، وحقيقة كنت مشتاقة أيضاً لزيارة بيت الله الحرام إلّا إنّنا لم نكن نملك جواز السفر الخاص لزيارة بيت الله الحرام أيّام الحجّ الأمر الذي جعلني أفقد الأمل في الذهاب إلى بيت الله الحرام.
لحظات قليلة إذا بزوجي يدخل الدار ويقول : ماذا حصل؟ فهل أعلنوا أسمائنا؟ قلت : لا ، فاغتمّ هو أيضاً.
وفي تلك الأيّام كان زوجي يرتقي المنبر في منزل آية الله الزنجاني ، ولمّا رآه السيّد الزنجاني مغموماً تساءل منه وقال : ما هي مشكلتك؟ فنقل والدك له القضية ، وإذا بآية الله الزنجاني يطمئنه ويقول : لا بأس عليك سأكتب لك رسالة للسفارة السعودية ليعطوك تأشيرة الذهاب إلى بيت الله الحرام.
وبالفعل فقد كتب له الرسالة وأخذها والدك إلى السفارة السعودية وتحدّث معهم بالعربية فاستأنسوا به وأعطوه تأشيرة له وحده وهو يتصوّر أنّهم أعطوه تأشيرة لنا جميعاً ... ولمّا عاد والدك إلى المنزل وأخبرنا بالخبر كنّا لا نصدّق من شدّة الفرح خاصّة الأطفال الذين كانوا يذهبون لأوّل مرّة إلى بيت الله الحرام.
وفي نصف شوال تقريباً سنة ١٣٩٩ ه وبعد أن أعدّ والدك لوازم السفر إلى سوريا