فلا تنسى أن تعدّ نفسك غداً بعد الظهر عند الساعة الثالثة أو الرابعة.
وفي نفس الوقت تذكّرت أنّني في الليلة الماضية قرأت مجلساً شهرياً ـ أي كلّ شهر يقرؤون ليلة واحدة ـ في أحد المنازل التي نسيت عنوانه وبعد المجلس جاءتني إحدى النساء وتوسّلت بي كثيراً كي أقرأ لها مجلساً يوم غد في نفس ساعة ذلك المجلس وذلك في المنزل المقابل للمنزل الذي قرأت فيه الليلة البارحة.
وقد ذكرت المرأة أنّها لديها نذر وتريد أن تطعم بعد المجلس تبرّكاً باسم السيّدة رقيّة عليها السلام التي سيكون المجلس باسمها ، ولذا طلبت منّي أن أعدّ نفسي لقراءة مصيبة هذه السيّدة المظلومة وأتوسّل بها لقضاء حاجتها.
وعلى كلّ فقد أخبرت صاحبي أنّني وعدت تلك المرأة أن أقرأ لها مجلساً حول السيّدة رقيّة عليها السلام ولذا فإنّني لا أستطيع القراءة في مجلس الفاتحة.
فتأثّر صاحبي كثيراً وقال : إنّك كيف تفكّر؟! لقد أردت خدمتك.
وبعد لحظات أخذت أُفكّر وأتأمّل وأقول في نفسي : كم مجلس يجب أن نقرأ للسيّدة رقيّة عليها السلام وعلي الأصغر حتّى يعطوني ثلاثين توماناً؟! أمّا إنّني إذا قرأت مجلس التاجر فإنّهم حتماً سيعطوني مبلغاً جيّداً.
ولذا فقد انصرفت عن الذهاب إلى مجلس المرأة ثمّ ذهبت إلى النوم. وفي عالم الرؤيا رأيت أنّني في نفس الشارع الذي يقع فيه منزل المرأة وكان هناك سيّد نوراني جميل المنظر قد أخذ بيد طفلة عمرها ثلاث سنين ، فسلّمت عليه وسألت أحواله وسألته عن اسمه ومسكنه فقال : إنّني أحضر في كلّ المجالس وهذه ابنتي رقيّة ، فلا تبعنا يا سيّد بمادّيات الدنيا؟!
كما أضاف ذلك الرجل قائلاً : لماذا تترك تلك المرأة تترقّب حضورك وتنتظر مجيئك بعد أن وعدتها أن تأتي إلى بيتها وتقرأ لها المجلس؟!
ولماذا تريد تخلف الوعد وترجّح مجلس التاجر ، حتّى يعطوك أموالاً أكثر؟!
فاستيقظت من النوم فزعاً حزيناً ولا إرادياً أخذت الهاتف واتّصلت بصاحبي