بلادكم حواسر.
فاندهش أهل الشام وقالوا : واي فاسق يرضى أن يعمل بأعراض المسلمين هكذا؟
فتأوّه الأمير تيمور وانحدرت دموعه على خدّيه وقال : لا دين لكم ، أما تستحون؟! فأي أبناء الملوك أقدس من ذريّة رسول الله صلى الله عليه واله؟! ومن أعظم من ابنة الصدّيقة الزهراء عليها السلام حتّى تقودها على النياق الهزلة وتطوفون بها حاسرة في الأسواق بعد أن حرقتم قيامها وسبيتم بنات الرسول صلى الله عليه واله من بلد إلى آخر.
ثمّ أنّه قال لهم : لا غيرة لكم ، أما تستحون ، تعلمون بتقل ذرية الرسول صلى الله عليه واله ظلماً وعدواناً ثمّ تعيّدون بدخول بناته في بلادكم أُسارى؟!
فوا أسفاه ، ثمّ وا أسفاه ، فلو إنّني كنت في ذلك اليوم لأنتقمت من أُلئك الظلمة ولمحوتهم من الوجود ، فوالله يا أهل الشام لا أنسى كيف أُدخل أهل البيت عليهم السلام مجلس يزيد الطاغية مقيّدين كأنّهم عبيد من الروم أو الفرنج دون أن ينبس احد ببنت شفة بينما يغار ذلك الفرنجي (١) على عيال الرسول صلى الله عليه واله وأطفاله. ألا لعنة الله على آبائكم وأجدادكم.
فبقي الشاميون حائرين ماذا يجيبونه.
ولمّا وجد أن لا جواب لهم التفت إليهم ثانية وقال : يا أعداء الله وأعداء رسوله ، لقد عزّ عليكم أن تأسر امرأة من أهل الشام ولا يعزّ على رسول الله صلى الله عليه واله أن يطاف ببنات فاطمة عليها السلام في بلادكم؟! ثمّ أنّه أمر قادة جيشه أن يفتكوا بهم ويبيحوا دمهم ويضرموا النيران في بلادهم فبقت الشام على ذلك الحال إلى العصور الأخيرة حيث عمّرها بعض السلاطين وأعادوا بناءها (٢).
__________________
(١) هذه إشارة إلى مبعوث ملك الروم مع يزيد وقصّته مشهورة في الكتب.
(٢) قصص التاريخ لحجّة الإسلام غلام حسين عابدي ج ١ ص ١٨٧.