وجد في ذلك فرصة
سانحة للانشغال بالعبادة وطاعة الله تعالى والاقتصار على لقاء بعض الخواص من
الشيعة أمثال «أبو حمزة الثمالي» و «خالد الكابلي» .
بطبيعة الحال فإنّ أمثال هؤلاء الخواص
كانوا يتصلون بالإمام عليه السلام وينزلون إلى الميدان وينشرون معارف أهل البيت
عليهم السلام وأحكامهم التي كانوا يتلقّونها من الإمام عليه السلام الأمر الذي
ساهم في نشر التشيّع آنذاك كثيراً.
ولادة
الإمام السجّاد عليه السلام
اختلف العلماء والمحقّقون بشدّة في
تعيين تاريخ ميلاد الإمام زين العابدين عليه السلام ، فقد ذهب كلّ من الشيخ المفيد
والطوسي والسيّد ابن طاووس أنّ ميلاده كان في وسط شهر جمادي الأُولى سنة ٣٦ ه
بينما ذهب ابن صبّاغ المالكي في الفصول المهمّة وصاحب الدروس أنّ ميلاده كان في
الخامس من شعبان سنة ٣٨ ه
، وقال الطبرسي في أعلام الورى أنّ ولادته كانت من النصف من شهر جمادي الآخرة
والأصحّ حسب ما أعلم هو القول الأوّل والله العالم.
وقد ولد سلام الله عليه في المدينة
المنوّرة وسبق منّا أن تطرّقنا إلى اسم والدته سلام الله عليها.
آثار
الإمام زين العابدين عليه السلام
من بركات الإمام زين العابدين عليه
السلام التي وصلت إلى أيدينا هي رسالته المباركة المسمّاة بـ «رسالة الحقوق» وهي
رسالة عظيمة عالية المضامين وحقيق بكلّ موالي ومحبّ للحقيقة أن يدقّق فيها ويتمعّن
في حكمها الإلهية ومواعظها الرفيعة التي تتكفّل ببناء المجتمع الفاضل وتهذيب
الأفراد كما أراد الشارع المقدّس.
كما أنّ من آثار هذا الإمام المظلوم
الباقية هي الصحيفة السجّادية الحاوية لأهمّ
__________________