والكرامات» ثمّ قال :
لقد كنّا ذات مرّة نياماً مع جماعة وقد لدغت الحيّة أحدنا وكلّما عالجها بالأدوية والمراهم ولكن دون جدوى ، وفي نهاية الأمر جاء عندنا أحد الشباب يدعى بالسيّد عبد الأمير وقال : أين الرجل الذي لدغته الحيّة؟ ثمّ أخذ بيده بعدما عيّنوا له الموضع فأمرّ يده على المكان فشوفي للحال والتفت السيّد إلينا وقال : أنا لا أملك دعاءً ولا دواءً غاية الأمر أنّ لنا كرامة موروثة من جدّنا الأعلى عندما كان في الشام وقد حمل السيّدة رقيّة عليها السلام على ذراعيه ثلاثة أيّام متتالية حتّى أصلحوا قبرها وأبعدوا الماء عنه ومنذ ذلك الحين أُعطيت هذه الكرامة له وهي الشفاء من لسعة الزنبور أو العقرب أو الحيّة السامّة وبقيت في نسله إلى أن وصلت إلينا.
(٢)
يُعتقد أنّ تأريخ بناء المرقد الشريف يعود في أقلّ التقادير إلى أكثر من ثلاثمائة عام ، (أي قبل أربعة قرون ونصف من تأريخنا الحاضر).
يقول عبدالوهاب بن أحمد الشافعي المصري المشهور بالشعراني (المتوفّى عام ٩٧٣ ه) في كتاب «المنن» : وأخبرني بعض الخواص أنّ رقيّة بنت الحسين عليه السلام في المشهد القريب من جامع دار الخليفة .. وهو معروف الآن بجامع شجرة الدرّ .. والمكان الذي فيه السيّدة رقيّة عن يمينه ومكتوب على الحجر الذي ببابه : هذا البيت بقعة شرّفت بآل النبي صلى الله عليه واله وببنت الحسين الشهيد ، رقية عليها السلام (١).
(٣)
ويقول المؤرخ الخبير والناقد البصير عماد الدين الحسن بن علي بن محمّد الطبري المعاصر للخواجة نصير الدين الطوسي في الكتاب الجليل «كامل البهائي» :
إنّ نساء أهل بيت النبوّة أخفين على الأطفال شهادة آبائهم وكن يقلن لهم : أنّ
__________________
(١) معاني السبطين ج ٢ ص ١٦٢ ط الشريف الرضي ـ قم.