تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٤

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

روى عن : أبي نصر الكسّار ، ومحمد بن عيسى ، وحمد بن سهل ، ومنصور بن ربيعة ، وجماعة.

قال الحافظ شيرويه : سمعت منه ، وكان صدوقا.

توفّي في المحرّم ، ودفن بجنب والده.

ـ حرف الزاي ـ

٦٨ ـ زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن محمد (١).

أبو محمد بن أميرك الحسينيّ الهرويّ الوضّاع الدّجّال (٢).

قال السّمعانيّ : سافر إلى الشّام ، ومصر ، والعراق ، وفرّق حيّاته وعقاربه بها ، واختلق أربعين حديثا تقشعرّ منها (٣) الجلود (٤). وكان يترك الجمعة فيما قيل.

وأكثر شيوخه مجاهيل (٥).

__________________

(١) انظر عن (زيد بن الحسن) في : الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي رقم ٣٢٣ و ١ / ٣٠٥ المنتخب من السياق ٢٢٨ رقم ٧١٨ (من غير ترجمة) ، والمغني في الضعفاء ١ / ٢٤٦ رقم ٢٢٦٨ ، وميزان الاعتدال ٢ / ١٧ رقم ٣٠٠٠ ، والكشف الحثيث ١٨٨ رقم ٣٠١ ، ولسان الميزان ٢ / ٥٠٤ ـ ٥٠٦ رقم ٢٠٢٦.

(٢) قال ابن الجوزي : كان وضّاعا دجّالا كذّابا. (الضعفاء والمتروكون).

(٣) في الأصل : «منه» ، والمثبت عن (لسان الميزان).

(٤) قيل وضعها في أيام طراد الزينبي.

(٥) فقيل : حدّث عن جماعة من المصريين لم يلحقهم. وساق ابن السمعاني نسبه. وقال : وكان يقال له أبو محمد الموسوي ، وكان وضّاعا أفّاكا دجّالا لا يعتمد على نقله ، وروى المناكير عن المجاهيل منفردا بها وأكثرها من فسح خاطره. وكان جمع أربعين حديثا ما كنت رأيتها ، فدخلت على الحافظ أبي نصر أحمد بن عمر المفازي فنظرت في جزء عنده بخط الموسوي فإذا بخط شيخنا : أن الأحاديث التي في هذه الأربعين بواطيل كذب لا أصل لها وضعها الكذاب الموسوي. قال : وامتنع الحسين بن عبد الملك الخلال من الرواية عنه وقال إنه كذّاب. وذكره أبو زكريا بن مندة في تاريخ أصبهان وقال : قدم أول مرة سنة ٦٣ فكتبوا عنه ، وقدم هبة الله الشيرازي فنظر في أحاديثه فكذّبه. ثم قدم الموسوي مرة أخرى فامتنع من التحديث بتلك الأحاديث ، فبلغ ذلك عمّي أبا القاسم بن مندة وأمر بالرجوع عن التحديث بها.

قال : وكذّبه أبو إسماعيل الهروي ، وأشار أبو القاسم إلى أنّ تلك الأحاديث المناكير في الصفات. قال : وكذّبه الحافظ أبو العلاء صاعد بن سيار الهروي وقال : لا يعتمد على روايته ولا يقبل شهادته ولا يوثق في دينه. قال عبد الجليل بن الحسن الحافظ : كان متحيّرا في دينه.

وحدّث أبو الفتيان الرؤاسي في معجمه عنه ، عن الحسن بن علي بن أبي طالب الهروي ، عن منصور الخالديّ بحديث منكر.

١٢١

مات في ذي القعدة بنيسابور (١).

ـ حرف السين ـ

٦٩ ـ سعد بن أحمد بن محمد (٢) القاضي أبو القاسم النّسويّ.

سكن دمشق (٣).

حدّث عن : أبي الحسن بن صخر ، وعبد الواحد بن يوسف.

وعنه : نصر الله المصّيصيّ ، والخضر بن عبدان ، وأبو العشائر محمد بن خليل الكرديّ.

ولد سنة عشرين وأربعمائة. وقتل إلى رحمة الله فيما قيل يوم أخذت الفرنج البيت المقدس.

٧٠ ـ سعد بن زيد بن أبي نصر الهرويّ (٤).

عاش إلى هذه الحدود.

وحدّث عن : عليّ بن أبي طالب الخوارزميّ.

ـ حرف الصاد ـ

٧١ ـ صاعد بن سهل بن بشر (٥).

أبو روح الأسفرائينيّ ، ثمّ الدّمشقيّ.

سمع : أبا القاسم الحنّائيّ ، وأبا بكر الخطيب ، وغيرهما.

وحدّث.

__________________

(١) قيل : وفاته سنة ٤٩١ أو ٤٩٢.

وله قرين اسمه : زيد بن الحسن بن زيد الموسوي. وافقه في اسمه واسم أبيه وجدّه ونسبته وكنيته ، ولكنه ثقة متأخّر عن ابن أميرك ، فإنه مات سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. أرّخه ابن السمعاني ، ويجتمع مع ابن أميرك في : محمد بن أحمد بن القاسم. (لسان الميزان).

(٢) انظر عن (سعد بن أحمد) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٩ / ٢٣١ رقم ١٠٨ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٨٢.

(٣) روى بها سنة ٤٨٠ أو ٤٨١ ه‍. عن أبي الحسن بن صخر.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

(٥) انظر عن (صاعد بن سهل) في : تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٢٦٢.

١٢٢

سمع منه : أبو محمد ، وأبو القاسم (١) ابنا صابر.

وتوفّي في الكهولة في رمضان (٢).

ـ حرف العين ـ

٧٢ ـ عبد الله بن عبد الرّزّاق بن عبد الله بن الحسن (٣).

أبو محمد الكلاعيّ الدّمشقيّ.

سمع : محمد بن عوف ، ورشأ بن نظيف ، والعتيقيّ ، وطبقتهم.

قال ابن عساكر : سمع منه خالي ، وكان يكثر الرواية عنه لأجل خدمته بعض الجند. وثنا عنه أبو محمد بن صابر ووثّقه (٤).

٧٣ ـ عبد الأعلى بن عبد الواحد (٥).

أبو عطاء بن أبي عمر المليحيّ (٦) الهرويّ.

توفّي في هذه السّنة في رمضانها.

روى عن : القاضي أبي عمر محمد بن الحسين البسطاميّ ، وإسماعيل بن إبراهيم المقرئ السّرخسيّ ، مصنّف كتاب «درجات التّائبين» ، والقاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزديّ.

وعنه : عليّ بن حمزة الموسويّ ، وأبو النّضر عبد الرحمن الفاميّ ، وأبو صالح ذكوان بن سيّار ، وابن أخته محمد بن المفضّل بن سيّار ، وعبد الرحمن بن عبد الرحيم الدّارميّ ، وعبد السّلام بن محمد المؤدّب ، وأهل هراة.

وعاش نحوا من تسعين سنة ، فإنّ مولده في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعمائة.

__________________

(١) وهو وثّقه.

(٢) وكانت ولادته سنة ٤٤٨ ه‍.

(٣) انظر عن (عبد الله بن عبد الرزاق) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٣ / ٢١ رقم ٨.

(٤) وزاد : ولد سنة ٤٢١ ، ولم يكن الحديث من شأنه.

(٥) انظر عن (عبد الأعلى بن عبد الواحد) في : الأنساب ١١ / ٤٧٦.

(٦) المليحي : بفتح الميم ، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها الساكنة بعد اللام وفي آخرها الحاء المهملة.

١٢٣

٧٤ ـ عبد الباقي بن يوسف بن عليّ بن صالح بن عبد الملك بن هارون (١).

أبو تراب المراغيّ التّبريزيّ.

نزيل نيسابور.

ذكره السّمعانيّ (٢) فقال : الإمام ، عديم النّظير في فنّه (٣) ، بهيّ المنظر ، سليم النّفس ، عامل بعلمه ، حسن الخلق ، نفّاع للخلق ، فقيه النّفس ، قويّ الحفظ. تفقّه ببغداد على القاضي أبي الطّيب الطّبريّ (٤).

وسمع : أبا القاسم بن بشران ، وأبا عليّ بن شاذان ، وجماعة. وبأصبهان :أبا طاهر بن عبد الرّحيم ، وبالرّيّ ونيسابور.

روى عنه : عمر بن عليّ بن سهل الدّامغانيّ ، وأبو عثمان العصائديّ ، وزاهر الشّحّاميّ ، وابنه عبد الخالق بن زاهر ، وآخرون.

وقرأت بخطّ أبي جعفر محمد بن أبي عليّ بهمذان قال : سمعت أبا بكر محمد بن أحمد البسطاميّ وغيره يقول : كنّا عند الإمام أبي تراب المراغيّ حين دخل عليه عبد الصّمد ، ومعه المنشور بقضاء همذان ، فقام أبو تراب ، وصلّى ركعتين ، وأقبل علينا وقال : أنا بانتظار المنشور من الله تعالى على يد عبده ملك الموت ، وقدومي على الآخرة ، أنا بهذا المنشور أليق من منشور القضاء.

ثمّ قال : قعودي في هذا المسجد ساعة على فراغ القلب ، أحب إليّ من

__________________

(١) انظر عن (عبد الباقي بن يوسف) في : المنتظم ٩ / ١١٠ ، ١١١ رقم ١٦٦ (١٧ / ٥٠ ، ٥١ رقم ٣٦٨٧) ، والسياق (المخطوط) ٥٧ أ ، ب ، والمنتخب من السياق ٣٦٣ رقم ١١٩٧ ، واللباب ٣ / ١٩٠ و ٣٠٦ ، ٣٠٧ ، والعبر ٣ / ٣٣٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٧٠ ، ١٧١ رقم ٩٣ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ٩٠ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٥٥ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٢١٩ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٤١٥ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٥٧ ، والجواهر المضيّة ٢ / ٣٥٦ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٦٤ ، والطبقات السنية ، رقم ١١٣٣ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٨.

(٢) كذا في الأصل. والنص لعبد الغافر الفارسيّ في (المنتخب).

(٣) في المنتخب : «وقته».

(٤) زاد في (المنتخب) : «وتخرّج به واشتهر بالعراق ثم دخل نيسابور قديما في أيام الموفق وأقام عنده ، فكان يتكلّم على طريقة العراق».

١٢٤

أن أكون ملك العراقين. ومسألة في الفقه يستفيدها منّي طالب عالم أحب إليّ من عمل الثّقلين (١).

سألت إسماعيل الحافظ عن أبي تراب المراغيّ فقال : كان مفتي نيسابور.

أفتى سنين على مذهب الشّافعيّ ، وكان حسن الهيئة ، بهيّا ، عالما (٢).

وقيل : ولد سنة إحدى (٣) وأربعمائة ، وتوفّي في رابع عشر ذي القعدة.

وقيل : عاش ثلاثا وتسعين سنة (٤).

٧٥ ـ عبد الجليل الرّازيّ (٥).

الزّاهد القدوة.

ممّن قتل بالقدس يوم أخذها.

٧٦ ـ عبد العزيز (٦).

أخو أبي نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبيّ.

حدّث عن : أبي الحسن عليّ بن أحمد الحمّاميّ بشيء يسير.

ويعرف بالشّريف أبي الهيجاء.

مات في المحرّم.

روى عنه : ابن ظفر الغادنيّ (٧).

٧٧ ـ عبد الكريم بن أحمد بن محمد بن خشنام (٨).

__________________

(١) المنتظم.

(٢) وقال ابن الجوزي : سمع بالموصل ، وبأصبهان ، ونيسابور ، ونزلها ، وتشاغل بالتدريس والمناظرة والفتوى ، وكان يقول : أحفظ أربعة آلاف مسألة في الخلاف ، وأحفظ الكلام فيها ، ويمكنني أن أناظر في جميعها. وكان يحفظ من الحكايات والأشعار والملح الكثير ، وكان صبورا على الكفاف معرضا عن كسب الدنيا على طريق السلف (المنتظم).

(٣) في المنتظم : «ولد سنة ثلاث».

(٤) وفي المنتخب : له إحدى وتسعون سنة.

(٥) لم أجد مصدر ترجمته.

(٦) لم أجد مصدر ترجمته.

(٧) هكذا رسمت في الأصل ، ولم أتبيّن صحّتها.

(٨) في المنتخب من السياق ٣٣٦ رقم ١١٠٦ : «عبد الكريم بن علي بن أحمد بن محمد بن خشنام.

الخشنامي ، أبو نصر الأديب».

١٢٥

أبو نصر الخشناميّ (١).

توفّي في ذي القعدة بنيسابور.

سمع : أبا بكر الحيريّ.

وعنه : عبد الله بن الفرّاويّ ، وعمر بن أحمد الصّفّار ، وعبد الخالق بن زاهر (٢).

٧٨ ـ عليّ بن الحسن بن الحسين بن محمد (٣).

القاضي أبو الحسين (٤) الموصليّ الأصل ، المصريّ ، الفقيه الشّافعي المعروف بالخلعيّ (٥).

ولد بمصر في أوّل سنة خمس وأربعمائة.

وسمع : أبا محمد عبد الرحمن بن عمر النّحّاس ، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الحاجّ الإشبيليّ ، وأبا الحسن الخصيب بن عبد الله بن محمد القاضي ،

__________________

(١) الخشنامي : بضم الخاء وسكون الشين المعجمتين وفتح النون ، وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى بعض أجداده وهو خشنام. (الأنساب).

(٢) قال عبد الغافر الفارسيّ : سليم الجانب ، من المختلفة إلى الإمام علي الواحدي. كتب تصانيفه وقرأها عليه.

سمع من أصحاب الأصمّ وما وراء النهر ، وتوفي ليلة الأحد الثالث عشر من ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة ، وكانت له الإجازة عن أبي إسحاق الثعلبي المفسّر.

(٣) انظر عن (علي بن الحسن) في : أدب الإملاء والاستملاء لابن السمعاني (طبعة دار اقرأ ١٩٨٤) ١٢٣ ، وأخبار مصر لابن ميسّر ٢ / ٣٩ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٣١٧ ، ٣١٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٤ رقم ١٥٧٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٧٤ ـ ٧٩ رقم ٤٢ ، ودول الإسلام ٢ / ٢٢ ، والعبر ٣ / ٣٣٤ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٣٠ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ٨٨ ، ٨٩ ، ومرآة الجنان ٣ / ٢٥٥ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٢٩٦ ، ٢٩٧ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٤٧٩ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٢٧٦ ، ٢٧٧ رقم ٢٣٥ ، واتعاظ الحنفا ٣ / ٢٤ ، وتبصير المنتبه ٢ / ٥٥٠ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٦٤ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٠٤ ، ٤٠٥ ، وكشف الظنون ٧٢٢ ، ١٢٩٧ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٨ ، وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٢٢١ ، وتاج العروس ٥ / ٣٢٣ ، وهدية العارفين ١ / ٦٩٤ ، والرسالة المستطرفة ٩١ ، وديوان الإسلام ٢ / ٢٣٢ ، ٢٣٣ رقم ٨٦٩ ، والأعلام ٤ / ٢٧٣ ، ومعجم المؤلفين ٧ / ٦٢.

(٤) في الأصل : «أبو الحسين».

(٥) الخلعيّ : بكسر الخاء وفتح اللام وبعدها عين مهملة ، هذه النسبة إلى الخلع ، ونسب إليها أبو الحسن لأنه كان يبيع بمصر الخلع لأملاك مصر ، فاشتهر بذلك وعرف به. (وفيات الأعيان ٣ / ٣١٨).

١٢٦

وأبا سعد أحمد بن محمد المالينيّ ، وأبا العبّاس بن منير بن أحمد بن الخشّاب ، وأبا محمد إسماعيل بن رجاء الأديب ، والحسن بن جعفر الكلليّ (١) ، وأبا عبد الله بن نظيف الفرّاء ، وجماعة.

وكان مسند ديار مصر.

روى عنه : الحميديّ ، ومات قبله بمدّة ، فقال في «تاريخه» : أنا أبو الحسين ، أنا ابن الحاجّ ، أنا غندر : نا إسماعيل بن محمد ، نا محمد بن إبراهيم ، ثنا أبو نواس ، عن ثابت ، عن أنس ، مرفوعا : «لا يموتنّ أحدكم حتّى يحسن بالله» .. (٢) الحديث.

روى عنه : أبو عليّ بن سكّرة ، وأبو الفضل بن طاهر المقدسيّ ، وأبو الفتح سلطان بن إبراهيم الفقيه ، وسليمان بن محمد بن أبي داود الفارسيّ ، وعليّ بن محمد بن سلامة الرّوحانيّ (٣) ، وعبد الكريم بن سوار التّككيّ (٤) ، وعبد الحقّ بن أحمد البايناسيّ الكاتب ، ومحمد بن حمزة العرقيّ (٥) اللّغويّ. وبقي إلى سنة (...) وخمسين (٦) ، وطائفة سواهم (٧).

وآخر من حدّث عنه عبد الله بن رفاعة السّعديّ خادمه.

وقال فيه ابن سكّرة : فقيه له تصانيف ، ولي القضاء وحكم يوما واحدا

__________________

(١) في الأصل : «العكلي». والتصحيح من : سير أعلام النبلاء ١٩ / ٧٥.

(٢) أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٨١ / ٢٨٧٧) باب الأمر بحسن الظنّ بالله تعالى عند الموت ، و (٨٢ / ٢٨٧٧) ، وأبو داود في الجنائز (٣١١٣) باب ما يستحب من حسن الظنّ بالله عند الموت ، وابن ماجة في الزهد (٤١٦٧) باب التوكل واليقين ، وأحمد في المسند ٣ / ١٩٣ و ٣١٥ و ٣٢٥ و ٣٣٠ و ٣٤٤ و ٣٩٠.

(٣) الروحانيّ : نسبة إلى روحا ، قرية من قرى الرحبة.

(٤) التككي : بكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفتح الكاف وفي آخرها كاف أخرى. هذه النسبة إلى تكك وهي جمع تكة. (الأنساب ٣ / ٦٨).

(٥) العرقي : بكسر العين المهملة ، وسكون الراء ، وقاف. نسبة إلى عرقة بلدة وحصن في الشمال الشرقي من طرابلس على مسافة ١٨ كلم. زالت معالمها في أوائل العصر العثماني.

(٦) هكذا في الأصل.

(٧) ومنهم : علي بن عبد الرحمن بن عياض الصوري ، وكنيته أبو طالب ، ويلقّب بهجة الملك.

توفي سنة ٥٣٧ ه‍. (معجم السفر للسلفي ـ المصوّر ـ) ق ١ / ٢٠٣ ، (أدب الإملاء ١٢٣).

١٢٧

واستعفى ، وانزوى بالقرافة (١). وكان مسند مصر بعد الحبّال.

وقال الفقيه أبو بكر بن العربيّ : شيخ معتزل في القرافة ، له علوّ في الرّواية ، وعنده فوائد. وقد حدّث عنه : أبو عبد الله الحميديّ ، وكنّى عنه بالقرافيّ (٢).

وقال غيره : كان يبيع الخلع لملوك مصر.

قال ابن الأنماطيّ : سمعت أبا صادق عبد الحقّ بن هبة الله القضاعيّ المحدّث بمصر : سمعت العالم الزّاهد أبا الحسن عليّ بن إبراهيم ابن بنت أبي سعد يقول : كان القاضي أبو الحسن الخلعيّ يحكم بين الجنّ ، وأنّهم أبطئوا عليه قدر جمعة ، ثمّ أتوه وقالوا : كان في بيتك شيء من هذا الأترجّ ، ونحن لا ندخل مكانا [يكون] (٣) فيه.

قال المحدّث أبو الميمون عبد الوهّاب بن وردان ، فيما حكى عن والده أبي الفضل ، قال : حدّثني بعض المشايخ ، عن أبي الفضل الجوهريّ ابن الواعظ قال : كنت أتردّد إلى الخلعيّ ، فقمت في ليلة مقمرة ظننت أنّ الفجر قد طلع ، فلمّا جئت باب مسجده وجدت فرسا حسنة على بابه ، فصعدت ، فوجدت بين يديه شابّا لم أر أحسن منه ، يقرأ القرآن ، فجلست أسمع ، إلى أن قرأ جزءا ، ثمّ قال للشّيخ : آجرك الله. فقال له : نفعك الله.

ثم نزل ، فنزلت خلفه من علو المسجد ، فلمّا استوى على الفرس طارت به ، فغشي عليّ من الرّعب ، والقاضي يصيح بي : اصعد يا أبا الفضل.

فصعدت ، فقال : هذا من مؤمني الجنّ الّذين آمنوا بنصيبين ، وإنّه يأتي في الأسبوع مرّة يقرأ جزءا ويمضي (٤).

قال ابن الأنماطيّ : قبر الخلعيّ بالقرافة ، يعرف بقبر قاضي الجنّ والإنس ، ويعرف بإجابة الدّعاء عنده.

__________________

(١) القرافي : نسبة إلى القرافة ، وهي المقبرة الكبرى بظاهر القاهرة بسفح المقطّم.

(٢) وفيات الأعيان ٣ / ٣١٧.

(٣) إضافة على الأصل من : سير أعلام النبلاء ١٩ / ٧٦.

(٤) سير أعلام النبلاء ١٩ / ٧٦.

١٢٨

وسألت شجاعا المدلجيّ وغيره من شيوخنا عن الخلعيّ ، نسبة إلى أيّ شيء؟ فما أخبرني أحد شيء. وسألت السّديد الرّبعيّ ، وكان عارفا بأخبار المصريّين وكان معدّلا ، فقال : كان أبوه يزار ، وكانت أمراء المصريّين وأهل القصر يشترون الخلع من عنده. وكان يتصدّق بثلث مكسبه.

وذكر ابن رفاعة أنّه سمع من الحبّال ، وأنّه أتى إلى الخلعيّ ، فطرده مدّة.

وكان بينهما شيء أظنّ من جهة الاعتقاد.

وقال أبو الحسن عليّ بن أحمد العابد : سمعت الشّيخ ابن بخيساه (١) قال :ندخل على القاضي أبي الحسن الخلعيّ في مجلسه ، فنجده في الشّتاء والصّيف وعليه قميص واحد ، فسألته عن ذلك ، وقلت ، يا سيّدنا ، إنّا لنكثر من الثّياب في هذه الأيّام ، وما يغني ذلك عنّا من شدّة البرد ، ونراك على حالة واحدة في الشّتاء والصّيف لا يرتدّ على قميص واحد ، فبالله يا سيّدي أخبرني.

فتغيّر وجهه ، ودمعت عيناه ، ثمّ قال : أتكتم عليّ ما أقول؟ قلت : نعم. فقال : غشيتني حمّاه يوما ، فنمت في تلك اللّيلة ، فهتف بي هاتف ، فناداني باسمي ، فقلت : لبّيك داعي الله. فقال : لا. قل : لبّيك ربّي الله. ما تجد من الألم؟.

فقلت : إلهي وسيّدي ، قد أخذت منّي الحمّى ما قد علمت.

فقال : قد أمرتها أن تقلع عنك.

فقلت : إلهي والبرد أيضا.

فقال : قد أمرت البرد أيضا أن يقلع عنك ، فلا تجد ألم البرد ولا الحرّ.

قال : فو الله ما أحسّ ما أنتم منه من الحرّ ولا من البرد.

قال ابن الأكفانيّ : توفّي بمصر في السّادس والعشرين من ذي الحجّة (٢).

__________________

(١) في طبقات الشافعية للسبكي «نحيساه». وفي عيون التواريخ : «بختشاه».

(٢) وقال ابن ميسّر : توفي يوم السبت ثامن عشر ذي الحجة ، وإليه نسب مسجد الخلعي بالقرافة ، وبه دفن ، وكان محدّثا مقريا ، سمع على جماعة كثيرة ، وجمع له الحافظ أبو نصر أحمد بن الحسن الشيرازي عشرين جزءا سمّاها «الخلعيات». وكانت ولايته في محرّم سنة خمسين

١٢٩

٧٩ ـ عليّ بن الحسين بن عليّ بن أيوب (١).

البغداديّ البزّاز.

كان يسكن باب المراتب.

قال السّمعانيّ : كان من خيار البغداديّين ومميّزيهم ، ومن بيت الصّون ، والعفاف ، والنّزاهة ، والثّقة ، والدّيانة.

سمع : أبا عليّ بن شاذان ، وأبا القاسم الحرفيّ ، وعبد الغفّار بن محمد المؤدّب ، وغيرهم.

سأله أبو محمد بن السّمرقنديّ عن مولده فقال : سنة عشر وأربعمائة (٢).

روى عنه : إسماعيل بن محمد الحافظ ، والفضل بن ناصر ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ ، وأبو الفتح بن البطّيّ ، وشهدة.

وآخر من حدّث عنه أبو الفضل خطيب الموصل.

توفّي يوم عرفة يوم الخميس ، ودفن ليومه.

ومولده سنة ٤١١.

قال شجاع الذّهليّ : صحيح السّماع ، ثقة.

وقال ابن العربيّ : ثقة عدل.

٨٠ ـ عليّ بن الفضيل بن عبد الرّزّاق (٣).

__________________

= وأربعمائة بمصر ، وقبره أحد المزارات بقرب النقعة من القرافة. وولي جدّه قضاء فامية. (أخبار مصر ٢ / ٣٩).

وورّخ المقريزي وفاته في ١٨ ذي الحجة أيضا. (اتعاظ الحنفا ٣ / ٢٤).

وقال السلفي : كان أبو الحسن الخلعي إذا سمع عليه الحديث يختم مجالسه بهذا الدعاء :اللهمّ ما مننت به فتمّمه ، وما أنعمت به فلا تسلبه ، وما سترته فلا تهتكه ، وما علمته فاغفره.

وكانت ولادة الخلعي في المحرم سنة خمس وأربعمائة بمصر.

(١) انظر عن (علي بن الحسين البزّاز) في : المنتظم ٩ / ١١١ رقم ١٦٧ (١٧ / ٥١ رقم ٣٦٨٨) ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٤٥ ، ١٤٦ رقم ٧٥ ، والعبر ٣ / ٣٣٤ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ٩١ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٨.

(٢) وكذا قال ابن الجوزي في (المنتظم).

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

١٣٠

القاضي أبو طاهر اليزديّ (١) الأصبهانيّ.

روى عن : أبي بكر بن أبي عليّ الذّكوانيّ ، والجمّال ، وأبي حفص الزّعفرانيّ.

روى عنه : السّلفيّ ، وقال : توفّي في جمادى الآخرة ، وسمعته يقول :ولدت [سنة] سبع وأربعمائة.

٨١ ـ عليّ بن محمد (٢).

أبو الحسن النّيسابوريّ المطرّز ، الزّاهد ، العابد ، الفقيه.

ذكره عبد الغافر فقال : عديم النّظير في زهده ، وتوفّي في عاشر صفر ، وولد سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.

ولم يذكر له رواية.

ـ حرف الغين ـ

٨٢ ـ الغضنفر بن فارس بن حسن (٣).

أبو الوحش البلخيّ ، ثمّ الدّمشقيّ البتلهيّ (٤).

سمع : ابن سلوان ، وأبا القاسم السّميساطيّ.

وعنه : أبو محمد بن صابر.

ـ حرف الفاء ـ

٨٣ ـ فضلان بن عثمان بن محمد بن هدبة بن خالد بن قيس بن ثوبان ، وليس هدبة بهدبة بن خالد بن الأسود صاحب حمّاد بن سلمة (٥).

__________________

(١) اليزدي : بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الزاي وفي آخرها الذال المهملة. نسبة إلى يزد مدينة من كور إصطخر فارس بين أصبهان وكرمان. (الأنساب ١٢ / ٣٩٩).

(٢) انظر عن (علي بن محمد المطرّز) في : المنتخب من السياق ٣٨٨ رقم ٣٠٩ ، والمختصر الأول للسياق (مخطوط) ورقة ٦٧ أ.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) البتلهيّ : بفتح أوله وثانيه ، وسكون اللام. نسبة إلى بيت لهيا. قرية مشهورة بغوطة دمشق. (معجم البلدان ١ / ٥٢٢).

(٥) لم أجد مصدر ترجمته.

١٣١

أبو أحمد القيسيّ الأصبهانيّ.

روى عن : أبي بكر بن أبي بكر بن أبي عليّ ، وعليّ بن عبد كويه ، وعبد الواحد الباطرقانيّ.

وعنه : السّلفيّ ، وقال : مات في ربيع الأوّل. وكان أبوه عثمان من طلبة الحديث.

ـ حرف الكاف ـ

٨٤ ـ كامل بن ديسم بن مجاهد (١).

أبو الحسن العسقلانيّ ، الفقيه المعروف بالمقدسيّ (٢).

سمع : محمد بن الحسين بن التّرجمان ، وأبا نصر محمد بن إبراهيم الهارونيّ ، وعليّ بن صالح العسقلانيّ ، وجماعة.

روى عنه : ابنه أبو الحسين ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ ، وغيرهما.

قتلته الفرنج يوم دخولهم القدس وهو يصلّي ، رحمه‌الله.

ـ حرف الميم ـ

٨٥ ـ المبارك عليّ بن الحسن (٣).

أبو سعد البصريّ البزّاز ، ويسمّى أيضا : عليّا.

سمع : عبد الملك بن بشران.

روى عنه : عبد الوهّاب الأنماطيّ ، وغيره.

٨٦ ـ المبارك بن محمد بن عبيد الله (٤).

أبو الحسين بن السّواديّ (٥) الواسطيّ الفقيه.

__________________

(١) انظر عن (كامل بن ديسم) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢١ / ١٣٢ رقم ٩١.

(٢) قدم دمشق مرتين : في سنة ٨٤ وسنة ٤٨٥ ه‍.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) انظر عن (المبارك بن محمد) في : سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢١٢ ، ٢١٣ رقم ١٣١ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ١١.

(٥) السّواديّ : بفتح السين المهملة. نسبة إلى السّواد. والأصل فيه : سواد العراق. (الأنساب ٧ / ١٨٠).

١٣٢

نزيل نيسابور.

قال السّمعانيّ : شيخ كبير فاضل ، من أركان الفقهاء المكثرين ، الحافظين للمذهب والخلاف. تفقّه بواسط ، وقدم بغداد ، فتفقّه على القاضي أبي الطّيّب.

وكان قويّ المناظرة ، ينقل طريقة العراقيّين.

درّس بالمدرسة الشّطبيّة بنيسابور ، وكان متجمّلا قانعا.

وقد سمع الحديث بواسط ، والبصرة ، وبغداد ، ومصر. وأضرّ في آخر عمره ، وسرقت أصوله.

سمع : أبا عليّ بن شاذان ، وأبا عبد الله بن نظيف.

روى عنه : طاهر بن مهديّ الطّبريّ بمرو ، وإسماعيل الحافظ بأصبهان ، وشافع بن عليّ بنيسابور.

وكان يلقي الدّرس فتوفّي فجأة في ربيع الآخر ، وله سبع وثمانون سنة.

وقال السّمعانيّ فيما انتخب لولده : إمام فاضل ، ومفت مصلب ، عديم النّظير ، وورع ، حسن السّيرة ، متجمّل ، قانع بقليل من التّجارة. ثنا عنه عبد الخالق بن زاهر ، وعمر الصّفّار ، وجماعة.

٨٧ ـ محمد بن أحمد بن عليّ (١).

أبو بكر الطّوسيّ ، الصّوفيّ المقرئ ، إمام صخرة بيت المقدس.

روى عن : عمر بن أحمد الواسطيّ.

وعنه : أبو القاسم بن السّمرقنديّ.

قتلته الفرنج في شعبان فيمن قتلوا.

٨٨ ـ محمد بن سليمان بن لوبا (٢).

البغداديّ.

سمع : عبد الملك بن بشران.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن أحمد) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢١ / ٢٩١ رقم ٢١١.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

١٣٣

٨٩ ـ محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن بردة (١).

القاضي أبو طاهر الفزاريّ (٢) ، قاضي شيراز.

حدّث بأصبهان عن : أبي بكر محمد بن الحسن بن اللّيث الصّفّار ، وجماعة.

روى عنه : السّلفيّ ، وقال : توفّي في صفر بشيراز.

٩٠ ـ محمد بن عبد الله بن محمد بن حسين (٣).

أبو سعد ابن المؤذّن ، الشّيرازيّ ثمّ البغداديّ.

روى عن : أبي عليّ بن دوما ، وبشر بن الفاتنيّ (٤).

روى عنه : المبارك بن المبارك بن السّرّاج.

وتوفّي في رجب.

٩١ ـ محمد بن عليّ بن عبد الواحد بن جعفر (٥).

أبو غالب ابن الصّبّاغ البغداديّ.

سمع من : أبي الحسن أحمد بن محمد الزّعفرانيّ ، وأحمد بن محمد بن قفرجل ، وأبي إسحاق البرمكيّ.

وتفقّه على ابن عمّه القاضي أبي نصر بن الصّبّاغ.

روى عنه : ابنه أبو المظفّر عبد الواحد ، وهزارست الهرويّ.

ومات في شعبان. وقد شهد عنه قاضي القضاة أبي عبد الله الدّامغانيّ وقبله.

٩٢ ـ مجد الملك (٦).

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) الفزاري : بفتح الفاء والزاي والراء في آخرها بعد الألف ، هذه النسبة إلى فزارة وهي قبيلة. (الأنساب ٩ / ٢٩٧).

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) الفاتني : بفتح الفاء وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فاتن مولى أمير المؤمنين المطيع لله. (الأنساب ٩ / ٢٠٧).

(٥) لم أجد مصدر ترجمته.

(٦) انظر عن (مجد الملك) في : الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٨٩ ـ ٢٩١ ، والمناقب المزيدية ٤٢٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٨٠ رقم ١٠٠.

١٣٤

أبو الفضل البلاشانيّ الوزير ، واسمه أسعد بن موسى (١).

وزر للسلطان بركياروق.

من أولاد الكتّاب ، فيه دين وخير وقلّة ظلم وعدم سفك للدّماء.

عاش إحدى وخمسين سنة.

تقدّم في الدّولة الملكشاهيّة ، وعظم محلّه ، وصار يعتضد بالباطنيّة في مقاصده ، فقيل إنّه وضع باطنيّا على قتل الأمير برسق سنة تسعين ، واتّهمه أولاده بذلك ، ونفرت الأمراء منه ، واختلفوا على بركياروق ، وصعدوا فوق تلّ ، وهم طغرل ، وأمير آخر ، وبنو برسق ، وراسلوا السّلطان في أن يسلّمه إليهم ، فمنعهم سنة ، ثمّ اضطرّ إلى أن يسلّمه إليهم ، واستوثق منهم بالأيمان ، على أن يحبسوه لأنّه كان عزيزا عليه ، فلمّا توثّق منهم وبعثه إليهم لم يدعه غلمانهم أن يصل إليهم حتّى قتلوه ، سامحه الله.

وكان شيعيّا قد أعدّ كفنه فيه تربة وسعفة ، فلمّا أحضر بين يديه تفكّر وقال : ما أصنع بهذا؟ ومن يحفظه؟ ، والله ما أبقى إلّا لقا وطريحا. فأنطقه الله بما يصير وأحس قلبه. وكان له ورد باللّيل يقومه ، ولا يتعاطى مسكرا ، ومولاته دارّة على العلويّين.

قتلوه في ثاني عشر رمضان بطرف خراسان.

٩٣ ـ محمد بن الفرج بن منصور بن إبراهيم (٢).

أبو الغنائم الفارقيّ (٣) الفقيه.

قدم بغداد مع أبيه سنة نيّف وأربعين ، فسمع من : عبد العزيز الأزجيّ (٤) ، وأبي إسحاق البرمكيّ ،

__________________

(١) في الكامل ، والمناقب المزيدية : «أسعد بن محمد» ، والمثبت يتفق مع : سير أعلام النبلاء.

(٢) انظر عن (محمد بن الفرج) في : الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٩١.

(٣) الفارقيّ : بفتح الفاء والراء المكسورة بينهما الألف وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى ميافارقين. (الأنساب ٩ / ٢١٧).

(٤) في الأصل : «الأرجي» بالراء. والتصحيح من (الأنساب ١٠ / ١٩٧) وفيه : بفتح الألف والزاي وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى باب الأزج وهي محلّة كبيرة ببغداد.

١٣٥

وتفقّه على الشّيخ أبي إسحاق ، وبرع في المذهب ، وعاد إلى ديار بكر ، ثمّ قدم بعد حين.

وحدّث ودرّس. ثمّ عاد فسكن جزيرة ابن عمر.

روى عنه : أبو الفتح بن البطّيّ.

وتوفّي في مستهلّ شعبان سنة اثنتين وتسعين. وكان موصوفا بالزّهد والورع.

٩٤ ـ محمد بن محمد بن أحمد بن عليّ (١).

أبو بكر الشّبليّ (٢) القصّار المدبّر.

شيخ مسند ، من أهل باب البصرة.

سمع : أبا القاسم الحرفيّ ، وأبا عليّ بن شاذان ، وأبا بكر البرقانيّ.

وعنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ ، والمبارك بن أحمد الكنديّ.

توفّي في ثامن عشر صفر.

قال الأنماطيّ : كان رجلا ثقة ، خيّرا.

٩٥ ـ مقرّن بن عليّ بن مقرّن (٣).

العلّامة أبو القاسم الأصبهانيّ الحنفيّ.

من أعيان المناظرين.

روى عن : ابن رندة ، وغيره.

حدّث عنه : السّلفيّ ، وقال : توفّي في صفر سنة اثنتين.

٩٦ ـ مكّيّ بن عبد السّلام بن الحسين بن القاسم (٤).

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) الشبلي : بكسر الشين المعجمة ، وسكون الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى قرية من قرى أسروشنة يقال لها : الشبلية. (الأنساب ٧ / ٢٨١ ، ٢٨٢).

(٣) لم أجد مصدر ترجمته. وسيعاد ثانية برقم (٩٧).

(٤) انظر عن (مكي بن عبد السلام) في : الإكمال لابن ماكولا ٤ / ٢٢٦ ، والفقيه والمتفقه للخطيب ١ / ١٥٨ و ١٩٧ ، والأنساب ١٢٦ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٤٣ / ٣٦٦ ، ومعجم=

١٣٦

أبو القاسم ابن الرّميليّ (١) ، المقدسيّ الحافظ.

قال السّمعانيّ : أحد الجوّالين في الآفاق. وكان كثير النّصب والسّهر والتّعب ، تغرّب ، وطلب ، وجمع. وكان ثقة ، متحرّيا ، ورعا ، ضابطا (٢). شرع في «تاريخ بيت المقدس وفضائله» جمع فيه شيئا وحدّث باليسير ، لأنّه قتل قبل الشّيخوخة.

سمع بالقدس : محمد بن يحيى بن سلوان المازنيّ ، وأبا عثمان بن ورقاء ، وعبد العزيز بن أحمد النّصيبيّ.

وبمصر : عبد الباقي بن فارس ، وعبد العزيز بن الحسن الضّرّاب.

وبدمشق : أبا القاسم إبراهيم بن محمد الحنّائيّ ، وعليّ بن الخضر.

وبعسقلان : أحمد بن الحسين الشّمّاع.

وبصور : أبا بكر الخطيب (٣) ، وعبد الرحمن بن عليّ الكامليّ.

وبأطرابلس : الحسين بن أحمد.

وببغداد : أبا جعفر ابن المسلمة ، وعبد الصّمد بن المأمون ، وطبقتهما.

وسمع بالبصرة ، والكوفة ، وواسط ، وتكريت ، والموصل ، وآمد ، وميّافارقين.

سمع منه : هبة الله الشّيرازيّ ، وعمر الرّؤاسيّ.

__________________

= البلدان ٣ / ٧٣ ، واللباب ٢ / ٣٨ ، والإعلام والتبيين في خروج الفرنج الملاعين ١٢ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٤ ، رقم ١٥٧٣ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١٢٢٩ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٣ ، ودول الإسلام ٢ / ٢٢ ، والعبر ٣ / ٣٣٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٧٨ ، ١٧٩ رقم ٩٩ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ٩١ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢٠ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٥٨٣ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٥٥ ، وصلة الخلف بموصول السلف للروداني (نشر في مجلّة معهد المخطوطات) مجلّد ٢٩ ق ١ / ٣٧ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٦٤ ، وطبقات الحفاظ ٤٤٩ ، والأنس الجليل ١ / ٢٦٤ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٨ ، ٣٩٩ ، وهدية العارفين ، ٢ / ٤٧١ ، والأعلام ٨ / ٢١٥ ، ومعجم المؤلفين ١٣ / ٤ ، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين ١٧٦ رقم ١٠١١ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٥ / ٩٢ ـ ٩٤ رقم ١٧٠٣.

(١) الرميلي : بضم الراء وفتح الميم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى الرميلة ، وهي من قرى الأرض المقدّسة. (الأنساب ٦ / ١٦٦).

(٢) تكررت في الأصل.

(٣) سمع منه الجزء الرابع من كتاب «الفقيه والمتفقه» بجامع صور في شهر جمادى الآخرة سنة ٤٥٩ ه‍. (١ / ١٥٨ و ١٩٧).

١٣٧

وروى عنه : محمد بن عليّ بن محمد المهرجانيّ بمرو ، وأبو سعد عمّار (١) بن طاهر التّاجر بهمذان ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ بمدينة السّلام ، وجمال الإسلام ، والسّلميّ ، وحمزة بن كروّس (٢) ، وغالب بن أحمد بدمشق.

ولد يوم عاشوراء سنة اثنتين وثلاثين.

قال السّمعانيّ : أنا عمّار بهمذان : ثنا مكّيّ الرّميليّ ببيت المقدس ، ثنا موسى بن الحسين : حدّثني رجل كان يؤذّن في مسجد الخليل عليه‌السلام قال :كنت أؤذّن الأذان الصّحيح ، حتّى جاء أمير من المصريّين ، فألزمني بأن أؤذّن الأذان الفاسد ، فأذّنت كما أمرني ، ونمت تلك اللّيلة ، فرأيت كأنّي أذّنت كما أمرني الأمير ، فرأيت على باب القبّة الّتي فيها قبر الخليل صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا شيخا قائما ، وهو يستمع أذاني. فلمّا قلت : محمد وعليّ خير البشر ، قال لي : كذبت ، لعنك الله. فجئت إلى رجل آخر غريب صالح ، فقلت (٣) : ما تحتشم من الله تلعن رجلا مسلما. فقال لي : والله ما أنا لعنتك ، إبراهيم الخليل لعنك.

قال ابن النّجّار : مكّيّ بن عبد السّلام الأنصاريّ المقدسيّ من الحفّاظ ، رحل وحصّل ، وكان مفتيا على مذهب الشّافعيّ.

سمع : أبا عبد الله بن سلوان.

قال المؤتمن السّاجيّ : كانت الفتاوى تجيئه من مصر ، والسّاحل ، ودمشق.

وقال أبو البركات السّقطيّ : جمعت بيني وبينه رحلة البصرة ، وواسط. وقد عرّض نفسه ليخرج «تاريخ بيت المقدس» ، ولمّا أخذ الفرنج القدس ، وقبض عليه أسيرا ، نودي عليه في البلاد ليفتدي بألف مثقال ، لمّا علموا أنّه من علماء المسلمين ، فلم يفتده أحد ، فقتل بظاهر [باب] أنطاكية ، رحمه‌الله.

وكان صدوقا ، متحرّيا ، عالما ، ثبتا ، كاد أن يكون حافظا.

__________________

(١) في الأصل : «عماد».

(٢) كروّس : بفتح الكاف والراء والواو المشدّدة ، وآخره سين مهملة.

(٣) في الأصل : «فقال» وهو غلط لا يستقيم مع المعنى.

١٣٨

وقال مكّيّ : ولدت يوم عاشوراء سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.

وقال غيث الأرمنازيّ : حدّثني محمد بن خلف الرّمليّ قال : قتل مكّيّ بن عبد السّلام ، قتلته الإفرنج بالحجارة في ثاني عشر سنة اثنتين وتسعين عند النّزول (١) ، وكنت معهم إذ ذاك مأسورا.

٩٧ ـ مقرّن بن عليّ بن مقرّن بن عبد العزيز (٢).

أبو القاسم الحنفيّ الفقيه.

أحد أعيان فقهاء أصبهان.

روى عن : ابن رندة.

روى عنه : السّلفيّ ، وقال : توفّي في صفر.

ـ حرف النون ـ

٩٨ ـ نجاح بن عليّ بن زقاقيم (٣).

أبو القاسم البغداديّ الطّحّان.

سمع : أبا عليّ بن شاذان.

وعنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ.

__________________

(١) هكذا هنا. وفي تاريخ دمشق ٤٣ / ٣٦٦ «عند بيروت». وفي سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٧٩ «عند البثرون». والاثنان وهم ، فهو قتل في بيت المقدس عند نزول الإفرنج عليها كما هو مثبت هنا. فقد قال ابن السمعاني : «ورجح إلى بيت المقدس وسكنها إلى أن قتل بها شهيدا متقدّما محاربا غير فار وقت استيلاء الإفرنج على بيت المقدس ، والله تعالى يرحمه. (الأنساب ٦ / ١٦٦).

وقال أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ : وحدّث ببغداد وسمع منه أبي أحاديث كتبها له بخطّه ، وصنّف كتابا في تاريخ بيت المقدس ، وسمع من الخطيب بالشام وببغداد ، وكان فاضلا صالحا ثبتا ، وعاد إلى بيت المقدس فأقام بها يدرّس الفقه على مذهب الشافعيّ ويروي الحديث إلى أن غلبت الإفرنج على بيت المقدس ، فحكى لي من رآه وهو يحمل عليهم حتى يخرجهم من المسجد وقتل منهم ، ثم قتل شهيدا في سنة تسعين وأربعمائة. قال ابن السمعاني : وهم في التاريخ ، كان استيلاء الإفرنج على بيت المقدس سنة اثنتين وتسعين. وروى لي عن مكي بن عبد السلام الرميلي أبو عبد الله محمد بن علي الأسفرائيني بمرو ، وأبو سعد عمار بن طاهر التاجر بهمذان ، ولم يحدّثنا عنه سواهما. (الأنساب ٦ / ١٦٦ ، ١٦٧).

(٢) تقدّم برقم (٩٥).

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

١٣٩

توفّي في ربيع الأخر.

٩٩ ـ نصر بن أحمد بن الفتح (١).

أبو القاسم الهمذانيّ المؤدّب.

قدم دمشق وسمع : أبا عبد الله بن سلوان ، ورشأ بن نظيف ، وجماعة.

قال ابن عساكر : ثنا عنه محفوظ بن الحسن بن صصريّ ، وأبو القاسم بن عبدان ، وعبد الرحمن الدّارانيّ.

ـ حرف الهاء ـ

١٠٠ ـ هبة الله بن محمد بن عليّ بن عبد السّميع (٢).

أبو تمّام الهاشميّ.

أحد الأشراف ببغداد.

سمع : أبا الحسن بن مخلد ، والبزّار.

روى عنه : أبو بكر الأنصاريّ ، وأبو بكر بن الزّاغونيّ.

ـ حرف الياء ـ

١٠١ ـ يوسف بن إبراهيم (٣).

أبو الفتح الزّنجانيّ الصّوفيّ.

ممّن قتل بالقدس.

١٠٢ ـ يوسف بن عليّ (٤).

أبو الحجّاج ابن الملجوم الأزديّ الفاسيّ.

أحد الأعلام.

تفقّه بأبيه ، وولي قضاء الجماعة لابن تاشفين وغزا معه مرّات. وكان رأسا في الفقه والحديث والآداب.

روى عنه : ابنه أبو موسى.

توفّي في ذي الحجّة.

__________________

(١) انظر عن (نصر بن أحمد) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢٦ / ١٢٤ رقم ٨١.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

١٤٠