تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٢٩

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

١
٢

٣

٤

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[الطبقة الثالثة والأربعون]

سنة إحدى وعشرين وأربعمائة

[فتنة أهل الكرخ بعاشوراء]

في عاشوراء أغلق أهل الكرخ أسواقهم ، وعلّقوا عليها المسوح وناحوا ، وذلك لأنّ السّلطان انحدر عنهم فوقع القتال بينهم وبين السّنّة (١). ثمّ أنزل المسوح وقتل جماعة من الفريقين ، وخرّبت عدّة دكاكين (٢).

وكثرت العملات من البرجميّ مقدّم العيّارين وأخذ أموالا عظيمة (٣).

[انتهاب الأهواز]

وفيها دخل جلال الدّولة وعسكره إلى الأهواز ونهبتها الأتراك وبدّعوا بها ، وزاد قيمة الّذي أخذ منها على خمسة آلاف ألف دينار ، وأحرقت عدّة أماكن ، بل ما يمكن ضبطه (٤).

[ولاية عهد القادر بالله]

وفي جمادى الأولى جلس القادر بالله ، وأذن للخاصّة والعامّة ، وذلك عقيب شكاة عرضت له. وأظهر في هذا اليوم تقليد ولده أبي جعفر بولاية العهد وهنّى النّاس أبا جعفر ودعوا لله ، وذكر في السّكّة والخطبة (٥).

__________________

(١) الدّرّة المضيّة ٣٢٧ ، النجوم الزاهرة ٤ / ٢٧٢.

(٢) المنتظم ٨ / ٤٦ ، ٤٧ ، و ٥٠ ، (الطبعة الجديدة) ١٥ / ٢٠٤ و ٢٠٨ ، العبر ٣ / ١٣٩ ، دول الإسلام ١ / ٢٥٠ ، البداية والنهاية ١٢ / ٢٨.

(٣) المنتظم ٨ / ٤٧ ، (الطبعة الجديدة) ١٥ / ٢٠٤.

(٤) المنتظم ٨ / ٤٧ ، (الطبعة الجديدة) ١٥ / ٢٠٤ ، ٢٠٥ ، العبر ٣ / ١٣٩ ، ١٤٠ ، دول الإسلام ١ / ٢٥٠.

(٥) المنتظم ٨ / ٤٧ ، ٤٨ ، (الطبعة الجديدة) ١٥ / ٢٠٥ ، ٢٠٦ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٤٠٩ ، ٤١٠ ، نهاية الأرب ٢٣ / ٢١٥ ، مختصر تاريخ الدول ١٨٣. البداية والنهاية ١٢ / ٢٨.

٥

[غزو الخزر]

وجاء الخبر أنّ مطلوب (١) الكرديّ غزا الخزر فقتل وسبى وغنم وعاد ، فاتّبعوه وكسروه واستنقذوا الغنائم والسّبي ، وقتلوا من الأكراد والمطّوعة أكثر من عشرة آلاف ، واستباحوا أموالهم (٢).

[انهزام ملك الروم عند حلب]

وكان ملك الروم ، لعنه الله ، قد قصد حلب في ثلاثمائة ألف (٣) ، ومعه أموال على سبعين جمّازة (٤) ، فأشرف على عسكره مائة فارس من العرب ، وألف راجل ، فظنّ أنّها كبسة ، فلبس ملكهم خفّا أسود (٥) حتّى يخفى ، فهرب. وأخذوا من خاصّه أربعمائة بغل (٦) بأحمالها ، وقتلوا من جيشه مقتلة عظيمة (٧).

[الفتنة بين الهاشميّين والأتراك]

وفي شوّال اجتمع الهاشميّون إلى جامع المنصور ، ورفعوا المصاحف واستنفروا النّاس ، فاجتمع لهم الفقهاء ، وخلق من الكرخ وغيرها ، وضجّوا بالاستعفاء من الأتراك ، فلمّا رأوهم قد رفعوا أوراق القرآن على القصب رفعوا

__________________

(١) هكذا في الأصل والعبر ٣ / ١٤٠ ، أما في : المنتظم : «فضلون».

(٢) المنتظم ٨ / ٤٩ ، ٥٠ ، (الطبعة الجديدة) ١٥ / ٢٠٧ ، ٢٠٨ ، العبر ٣ / ١٤٠ ، دول الإسلام ١ / ٢٥٠ ، البداية والنهاية ١٢ / ٢٧ ، ٢٨.

(٣) هكذا في جميع المصادر ، أما في (البداية والنهاية ١٢ / ٢٨) أقبل في مائة ألف!

(٤) الجمّازة : الإبل.

(٥) كان من عادة ملوك الروم أن يلبسوا خفّا أحمر في أرجلهم ، ولا يلبسه غيره عندهم. (زبدة الحلب ١ / ٢٤٢).

(٦) في (البداية والنهاية ١٢ / ٢٨) «أربعمائة فحل محجّل».

(٧) راجع خبر انهزام ملك الروم في :

تاريخ حلب للعظيميّ ٣٢٩ ، والمنتظم لابن الجوزي ٨ / ٥٠ ، وتاريخ الزمان لابن العبري ٨٣ ، والكامل في التاريخ ٩ / ٤٠٤ ، ٤٠٥ ، وزبدة الحلب لابن العديم ١ / ٢٣٨ ـ ٢٤٣ ، والعبر ٣ / ٤٠ ، ودول الإسلام ١ / ٢٥٠ ، ٢٥١ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٨ ، ومرآة الجنان لليافعي ٣ / ٣٧ ، واتعاظ الحنفا للمقريزي ٢ / ١٧٩ ، والنجوم الزاهرة ٤ / ٢٥٤.

وهو بالتفصيل المسهب في : تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ص ٤١٣ ـ ٤١٧ ، وانظر أيضا : تاريخ ابن الوردي ١ / ٣٤١ ، حيث ينقل عن تاريخ ابن المهذب المعرّي (حوادث سنة ٤٢٦ ه‍).

٦

لهم قناة عليها صليب. وترامى الفريقان بالآجرّ والنشّاب وقتل طائفة ، ثمّ أصلح الحال (١).

وكثرت العملات والكبسات من البرجمي ورجاله ، وأخذ المخازن الكبار وفتح الدّكاكين ، وتجدّ (٢) دخول الأكراد المتلصّصة إلى بغداد ، وأخذوا خيل الأتراك من الإصطبلات (١).

[امتناع الركب من العراق]

ولم يخرج ركب من العراق في هذه السنة (٣).

[وفاة ابن حاجب النّعمان]

وتوفّى ابن حاجب ، النّعمان الكاتب (٤).

[شراء ملك الروم نصف الرّها]

وفيها اشترى ملك الروم النّصرانيّ نصف مدينة الرّها بعشرين ألف دينار من عطير النّميريّ ، فهدم الملعون المساجد وأجلى المسلمين منها (٥).

__________________

(١) المنتظم ٨ / ٥٠ ، (الطبعة الجديدة) ١٥ / ٢٠٨ ، العبر ٣ / ١٤٠ ، ١٤١ ، دول الإسلام ١ / ٢٥١ ، الدرّة المضيّة ٣٢٧ ، ٣٢٨ ، مرآة الجنان ٣ / ٣٧ ، البداية والنهاية ١٢ / ٢٨ ، ٢٩.

(٢) المنتظم ٨ / ٥٠ ، ٥١ ، (الطبعة الجديدة) ١٥ / ٢٠٩ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٤١٠ ، العبر ٣ / ١٤١ ، دول الإسلام ١ / ٢٥١ ، مرآة الجنان ٣ / ٣٧ ، البداية والنهاية ١٢ / ٢٨.

(٣) في المنتظم ٨ / ٥١ ، و (الطبعة الجديدة) ١٥ / ٢٠٩ : «وتأخّر الحاج من خراسان في هذه السنة ، ولم يخرج من العراق إلّا قوم ركبوا من الكوفة على جمال البادية ، وتخفّروا من قبيلة إلى قبيلة ، وبلغت أجرة الراكب إلى قيد أربعة دنانير» ، البداية والنهاية ٢ / ٢٩ ، النجوم الزاهرة ٤ / ٢٧٢.

(٤) انظر عن (ابن حاجب النعمان) في :

الفهرست لابن النديم ١٩٣ (طبعة مصر) ٢٣٦ ، وتاريخ بغداد ١٢ / ٣١ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٢٠٠ ، ٢٠١ ، وخلاصة الذهب المسبوك ٢٦٣ ، ومجمع الآداب ، رقم ١٤٠٠ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء ١٨٧ ، ومعجم الأدباء ٥ / ٢٥٩ ، والكامل في التاريخ ٩ / ٤١٠ ، ونهاية الأرب ٢٣ / ٢١٥.

(٥) الكامل في التاريخ ٩ / ٤١٣ (حوادث سنة ٤٢٢ ه‍) ، نهاية الأرب ٢٣ / ٢١٦ (حوادث سنة ٤٢٢ ه‍) ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٥٧. ١٥٨ ، مختصر تاريخ الدول ١٨٣ وفيه : «نصير الدولة بن مروان» بدل «ابن عطير النميري» ، وفي : تاريخ الزمان ٨٤ «ابن حطير» ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٣٣٩ ، والدرّة المضيّة ٣٣٣ وفيه إن الروم تسلموا الرها في سنة ٤٢٣ ه‍. ، النجوم الزاهرة ٤ / ٢٧٥.

٧

[استرجاع الرّها]

ثمّ أخذها السّلطان ملك شاه سنة تسع وسبعين (١) ، وسلّمها إلى الأمير توران.

ثمّ أخذتها الفرنج في أوّل ظهورهم على البلاد سنة اثنتين وتسعين (٢) ، وبقيت بأيديهم إلى أن افتتحها زنكي والد الملك نور الدين محمود سنة تسع وثلاثين وخمسمائة (٣).

__________________

(١) الكامل في التاريخ ١٠ / ١٤٩.

(٢) في : كنز الدرر (٤٥٠٦) كان ذلك سنة ٤٩٠ ه‍. وفي التاريخ المظفّري (ميكروفيلم رقم ٩٦٦ تاريخ) في حوادث سنة ٤٩١ ه‍. وسيأتي تحقيق ذلك في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله.

(٣) ذيل تاريخ دمشق ٢٧٩ ، الكامل في التاريخ ١١ / ٩٨ ، كتاب الروضتين ج ١ ق ١ / ٩٤.

٨

سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة

[سرقة دار المملكة]

في المحرّم نقب اللّصوص دار المملكة وأخذوا قماشا وهربوا (١) ، وأقام التّجّار على المبيت في الأسواق ، وأمر العيّارين يتفاقم لأنّ أمور الدّولة منحلّة ، فلا قوّة إلّا بالله (٢).

[عزل أبي الفضل ابن حاجب النعمان]

وفيها عزل أبو الفضل محمد بن عليّ بن عبد العزيز بن حاجب النّعمان عن كتابة الإنشاء للقادر بالله ، وكانت مباشرته سبعة أشهر ، لأنّه لمّا توفّى أبوه أبو الحسن وأقيم مقامه لم تكن له دربة بالعمل (٣).

[فتنة الصّوفّى]

وفيها عزم الحرميّ (٤) الصّوفيّ الملقّب بالمذكور على الغزو ، واستأذن السّلطان ، فأذن له وكتب له منشورا ، وأعطى منجوقا (٥). واجتمع إليه طائفة فقصد الجامع للصّلاة ولقراء المنشور ، ومرّ بطاق الحرّانيّ وعلى رأسه المنجوق (٥) وقدّامه الرّجال بالسّلاح ، وصاحوا بذكر أبي بكر وعمر وقالوا : هذا يوم معاويّ (٦).

__________________

(١) العبر ٣ / ١٤٦.

(٢) المنتظم ٨ / ٥٤ ، (الطبعة الجديدة) ١٥ / ٢١٣ ، دول الإسلام ١ / ٢٥١.

(٣) المنتظم ٨ / ٥٤ ، ٥٥ ، (الطبعة الجديدة) ١٥ / ٢١٣ ، وانظر عن (أبي الفضل) في : نهاية الأرب ٢٣ / ٢١٨ ، والدرّة المضيّة ٣٢٩.

(٤) هكذا في الأصل. وفي (المنتظم) : «الخزلجي».

(٥) المنجوق : كلمة فارسية معناها : علم أو راية. (انظر : تكملة المعاجم لدوزي ٢ / ٦١٧) ، وفي (المنتظم ٨ / ٥٥) «منحوق» بالحاء المهملة ، وهو تحريف.

(٦) هكذا في الأصل ، ومثله في نسخة من : الكامل لابن الأثير ، والعبر ٣ / ١٤٦ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤٠ ، وفي : المنتظم «مغازي» ، وفي المطبوع من الكامل ٩ / ٤١٨ «معاوية».

٩

فرماهم أهل الكرخ ، وثارت الفتنة ، ومنعت الصّلاة ، ونهبت دار الشّريف المرتضى ، فخرج مروّعا ، فجاءه جيرانه الأتراك فدافعوا عنه وعن حرمه. وأحرقت إحدى سريّاته (١). ونهبت دور اليهود وطلبوا لأنّهم أعانوا أهل الكرخ فيما قيل (٢).

ومن الغد اجتمع عامّة السّنّة ، وانضاف إليهم كثير من الأتراك ، وقصدوا الكرخ ، فأحرقوا الأسواق ، وأشرف أهل الكرخ على خطّة عظيمة (٣).

وركب الخليفة إلى الملك والإسفهسلّاريّة (٤) ينكر ذلك ، وأمر بإقامة الحدّ على الجناة ، فركب وزير الملك ، فوقعت في صدره آجرّة وسقطت عمامته ، وقتل من أهل الكرخ جماعة ، وانتهب الغلمان ما قدروا عليه ، وأحرق وخرّب في هذه الفتنة سوق العروس ، وسوق الصّفّارين ، وسوق الأنماط ، وسوق الزّيّاتين (٥) ، وغير ذلك. وزاد الاختلاف والفرقة (٦).

وعبر سكران بالكرخ فضرب بالسّيف فقتل ، ولم يجر في هذه الأشياء إنكار من السّلطان لسقوط هيبته (٧).

[مقتل الكلالكيّ ناظر المعونة]

ثمّ قتلت العامّة الكلالكيّ ، وكان ينظر في المعونة ، وتبسّط العوامّ وأثاروا الفتن ، ووقع القتال في البلد من الجانبين ، واجتمع الغلمان ، وأظهروا الكراهة للملك جلال الدّولة ، وشكوا اطّراحهم واطّراح تدبيرهم ، وأشاعوا أنّهم يقطعون

__________________

(١) هكذا في الأصل. وفي العبر ٣ / ١٤٦ «سرية» بدون تنقيط. أما في (المنتظم ٨ / ٥٥) : «وأحرقت إحدى سميرتيه» ، وفي : مرآة الجنان ٣ / ٤٠ : «سرية».

(٢) جاء على هامش الأصل : «ث. إن صحّ فقد دافعوا عن حميرهم ، على رأى من قال : الرافضيّ حمار اليهوديّ. وهذا الحاشية من لطافة مؤلّفه رحمه‌الله».

والخبر في :

المنتظم ٨ / ٥٥ ، و (الطبعة الجديدة) ١٥ / ٢١٣ ، ٢١٤ ، والكامل في التاريخ ٩ / ٤١٨ ، والعبر ٣ / ١٤٦ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤٠ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣١.

(٣) مرآة الجنان ٣ / ٤٠.

(٤) يقال : «الإسفهسلارية» و «الإصفهسلارية» (بالصاد) كما في (المنتظم) ، وغيره.

(٥) في : المنتظم ، والكمال : «سوق الدقّاقين» ، وفي : العبر «سوق الزيت».

(٦) المنتظم ٨ / ٥٥ ، (الطبعة الجديدة) ١٥ / ٢١٤ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٤١٩ ، العبر ٣ / ١٤٦ ، ١٤٧ ، دول الإسلام ١ / ٢٥١ ، مرآة الجنان ٣ / ٤٠ ، ٤١.

(٧) المنتظم ٨ / ٥٥ ، (الطبعة الجديدة) ١٥ / ٢١٤.

١٠

خطبته. وعلم الملك فقلق ، وفرّق مالا في بعضهم ، ووعدهم وحلف لهم (١).

ثمّ عادوا للخوض في قطع خطبته وقالوا : قد وقف أمورنا وانقطعت موادّنا ويئسنا (٢) من خير ذا (٣). ودافع عنه الخليفة.

هذا ، والعامّة في هرج وبلاء ، وكبسات وويل (٤).

[أخذ الروم قلعة فامية]

وأقبلت النّصاري الرّوم ، فأخذوا من الشّام قلعة فامية (٥).

[وفاة القادر بالله]

ومات في آخر السّنة القادر بالله (٦).

__________________

(١) العبر ٣ / ١٤٧ ، دول الإسلام ١ / ٢٥١ ، مرآة الجنان ٣ / ٤١.

(٢) في الأصل والمنتظم بطبعتيه ٨ / ٥٦ و ١٥ / ٢١٥ : «يأسنا».

(٣) في المنتظم ٨ / ٥٦ و ١٥ / ٢١٥ : «وانقطعت موادنا ويأسنا من أن يجري لنا على يد هذا الملك خير».

(٤) المنتظم ٨ / ٥٦ ، ٥٧ ، (الطبعة الجديدة) ١٥ / ٢١٤ ـ ٢١٦ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٤١٩ ، ٤٢٠ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٣.

(٥) انظر عن خبر أفامية في : تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ص ٤٢٦ ، والكامل في التاريخ لابن الأثير ٩ / ٤٢٠ ، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء ٢ / ١٥٨ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٣٤٠.

(٦) انظر عن الخليفة القادر بالله العباسي في :

تاريخ الأنطاكي ٤٢٥ ، وتاريخ بغداد ٤ / ٣٧ ، ٣٨ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٣٣٠ ، تاريخ البيهقي ٣٢٧ ، ٣٢٨ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ١٨٣ ـ ١٨٧ ، والمنتظم ٧ / ١٦٠ ـ ١٦٥ و ٨ / ٦٠ ، ٦١ ، والكامل في التاريخ ٩ / ٨٠ وما بعدها ، وتاريخ الفارقيّ ١٣٢ ، والنبراس ١٢٧ ـ ١٣٦ ، ومختصر تاريخ الدول ١٨١ ، وتاريخ الزمان ٨٤ ، والفخري ٢٥٤ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ١٩٦ ـ ٢٠١ ، وخلاصة الذهب المسبوك ٢٦١ ـ ٢٦٣ ، ونهاية الأرب ٢٣ / ٢١٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٥٨ ، والعبر ٣ / ١٤٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٥ / ١٢٧ ـ ١٣٧ ، ودول الإسلام ١ / ٢٥٢ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٧٧ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٣٤٠ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤١ ، وفوات الوفيات ١ / ٥٨ ، ومحاضرة الأبرار ومسامرة الأخبار ١ / ٨٤ ، ٨٥ ، والنزهة السنية ١٠٧ ، وشرح رقم الحلل ١١٩ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٢٣٩ ـ ٢٤١ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣١ ، وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٣٦ و ٤٤٧ ، ٤٤٨ ، والجوهر الثمين ١ / ١٩٠ ، ١٩١ ، ومآثر الإنافة ١ / ٣٨ ـ ٣٣٤ ، والنجوم الزاهرة ٤ / ١٦٠ وما بعدها ، وتاريخ الخلفاء ٤١١ ـ ٤١٧ ، وشذرات الذهب ٣ / ٢٢١ ـ ٢٢٣ ، وأخبار الدول ١٧١ ، (الطبعة الجديدة بتحقيق د. حطيط ، د. سعد) ٢ / ١٥٨ ، ١٥٩.

١١

[خلافة القائم بأمر الله]

واستخلف القائم بأمر الله (١) ، وله إحدى وثلاثون سنة ، وأمّه أمّ ولد أرمنيّة اسمها بدر الدّجى (٢) ، أدركت خلافته.

فأوّل من بايعه الشّريف المرتضى ، وقال :

إذا ما مضى (٣) جبل وانقضى

فمنك لنا جبل قد رسى (٤)

وإنّا (٥) فجعنا ببدر التّمام

وعنه لنا ناب بدر الدّجى (٦)

لنا (٧) حزن في (٨) محلّ السّرور

وكم (٩) ضحك في خلال البكا (١٠)

__________________

(١) انظر عن (خلافة القائم بأمر الله) في :

تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ٤٢٥ ، وتاريخ بغداد ٩ / ٣٩٩ ـ ٤٠٤ رقم ٥٠٠٧ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٣٣٠ ، وتاريخ الفارقيّ ١٣٤ ـ ١٣٦ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء ١٨٨ ، والكامل في التاريخ ٩ / ٤١٧ ، والمنتظم ٨ / ٥٨ ، و (الطبعة الجديدة) ١٥ / ٢١٧ ، والنبراس ١٣٦ ، والفخري ٢٩٢ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٢٠٢ ، وتاريخ الزمان ٨٤ ، وتاريخ مختصر الدول ١٨٣ ، وخلاصة الذهب المسبوك ٢٦٤ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٥٨ ، ونهاية الأرب ٢٣ / ٢١٩ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ٢٠ ، ٢١ رقم ١٨ ، ومعجم الألقاب ج ٤ ق ٣ / ٥٦٦ ، ٥٦٧ رقم ٢٧١١ ، وسير أعلام النبلاء ١٥ / ١٣٨ ، رقم ٦٤ ، والعبر ٣ / ٢٦٤ ، ودول الإسلام ١ / ٢٥٢ ، وفوات الوفيات ٢ / ١٥٧ رقم ٢١٣ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٣٤٠ ، ومرآة الجنان ٣ / ٩٤ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣١ ، والنجوم الزاهرة ٤ / ٢٧٥ ، ٢٧٦ ، وتاريخ الخلفاء ٤١٧ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٢٦ ، وأخبار الدول ١٧١ ، ١٧٢ (الطبعة الجديدة) ٢ / ١٦٠ ، ومحاضرة الأبرار ١ / ٨٥ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٣٥٧ ، والنزهة السنية ١٠٩.

(٢) وقيل «قطر الندى». (تاريخ بغداد ٩ / ٣٩٩) وفي : (تاريخ الخميس ٢ / ٣٩٩) اسمها «قطن»

(٣) في «المنتظم» ٨ / ٥٨ ، و (الطبعة الجديدة) ١٥ / ٢١٨ ، ونهاية الأرب ٢٣ / ٢١٩ ، والكامل في التاريخ ٩ / ٤١٧ : «فإمّا مضى». وفي : خلاصة الذهب المسبوك ٢٦٤ : «فلمّا مضى». والمثبت يتّفق مع : مختصر التاريخ لابن الكازروني ٢٠٣.

(٤) كذا في الأصل ونهاية الأرب ، وخلاصة الذهب. والصواب «رسا» كما في : المنتظم ، ومختصر التاريخ ، والكامل.

(٥) في : الكامل ، ونهاية الأرب : «وإمّا».

(٦) في : المنتظم ورد هذا الشطر : «فقد بعثت منه شمس الضحى».

وفي : الكامل ، ومختصر التاريخ ، ونهاية الأرب : «فقد بقيت منه شمس الضحى» وفي خلاصة الذهب المسبوك : «فقد عقبت منه شمس الضحى»

(٧) في : نهاية الأرب : «فكم».

(٨) في : مختصر التاريخ ، وخلاصة الذهب : «من».

(٩) في : المختصر ، والخلاصة : «فكم».

(١٠) في : المنتظم : «خلال الرجا». وفي : البداية والنهاية ١٢ / ٣٢ :

«فكم ضحك في محلّ البكا».

١٢

فيا صارما (١) أغمدته يد

لنا بعدك الصّارم المنتضى

ولمّا حضرناك عند (٢) البياع

عرفنا بهداك طرق الهدى

فقابلتنا بوقار المشيب

كمالا وسنّك سنّ الفتى (٣)

وصلّى بالنّاس في دار الخلافة المغرب ، ثمّ بايعه من الغد الأمير حسن بن عيسى بن المقتدر (٤).

[شغب الأتراك للحصول على رسم البيعة]

ولم يركب السّلطان للبيعة غضبا للأتراك وذلك لأنّهم همّوا بالشّغب ، لأجل رسمهم على البيعة ، فتكلّم تركيّ بما لا يصلح في حقّ الخليفة ، فقتله هاشمي ، فثار الأتراك وقالوا : إن كان هذا بأمر الخليفة خرجنا عن البلد. وإن لم يكن فيسلّم إلينا القاتل.

فخرج توقيع الخليفة : لم يجر ذلك بإيثارنا ، ونحن نقيم في القاتل حدّ الله.

ثمّ ألحّوا في طلب رسم البيعة ، فقيل لهم : إنّ القادر لم يخلّف مالا. ثمّ صولحوا على ثلاثة آلاف دينار. فعرض الخليفة خانا بالقطيعة وبستانا وشيئا من أنقاض الدّور (٥) على البيع (٦).

[وزراء القائم بأمر الله]

ووزر له : أبو طالب محمد بن أيّوب (٧) ثمّ جماعة منهم : أبو الفتح بن

__________________

(١) في : الكامل : «فيا صارم» ، والمثبت يتفق مع بقية المصادر.

(٢) هكذا في الأصل : ومختصر التاريخ ، وخلاصة الذهب : أما في (المنتظم) : «عقد» (بالقاف).

(٣) الأبيات في : المنتظم ٨ / ٥٨ ، و (الطبعة الجديدة) ١٥ / ٢١٨ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٢٠٣ ، وخلاصة الذهب المسبوك ٢٦٤ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣٢.

وفي : الكامل في التاريخ ٩ / ٤١٧ ، ٤١٨ ، ونهاية الأرب ٢٣ / ٢١٩ ، الأبيات الأربعة الأولى فقط.

(٤) المنتظم ٨ / ٥٨ ، (١٥ / ٢١٨) ، مرآة الجنان ٣ / ٤١.

(٥) المنتظم ٨ / ٥٩ ، (١٥ / ٢١٨) وفيه : «من أنقاض الدار».

(٦) قال ابن العبري : إن الأمراء الأعاجم كانوا متولّين البلاد كلها حتى بغداد عينها ، ولم يدعوا للخليفة سوى أرزاقه لا غير ، فاضطرّ أن يبيع الفندق والحدائق وبعض أمتعة داره ويؤدّي للأتراك ما طلبوه. (تاريخ الزمان ٨٤) ، العبر ٣ / ١٤٧ ، دول الإسلام ١ / ٢٥٢ ، مرآة الجنان ٣ / ٤١ شذرات الذهب ٣ / ٢٢٣.

(٧) الإنباء في تاريخ الخلفاء ١٨٧ ، المنتظم ٥ / ١٧٥ ، معجم الأدباء ٥ / ١٤٥ ، مجمع الآداب=

١٣

دارست (١) ، وأبو القاسم بن المسلمة (٢) ، وأبو نصر بن جهير (٣).

[قضاة القائم]

وكان قاضيه : أبو عبد الله بن ماكولا (٤) ، ثمّ أبو عبد الله الدّامغانيّ (٥).

[عناية القائم بالأدب]

وكان للقائم عناية بالأدب (٦).

[الاحتفال بيوم الغدير ويوم الغار]

وفي ثامن عشر ذي الحجّة عملت الشّيعة ، «يوم الغدير» ، وعمل بعدهم أهل السّنّة الّذي يسمّونه «يوم الغار». وهذا هذيان وفشار (٧).

[سرقات العيّارين وكبساتهم]

ثمّ إنّ العيّارين ألهبوا النّاس بالسّرقة والكبسات ، ونزلوا بواسط على قاضيها أبي الطّيّب (٨) وقتلوه ، وأخذوا ما وجدوا.

[امتناع الحجّ العراقي]

ولم يحجّ أحد من العراق لاضطراب الوقت (٩).

__________________

= للفوطي ، رقم ١٤٠٠ ، زبدة النصرة ١٢ ، مطالع البدور ومنازل السرور ٢ / ١١٨ ، الوافي بالوفيات ٢ / ٢٣٤ ، البداية والنهاية ١٢ / ٣٢ ، الدّرّة المضيّة ٣٢٩.

(١) المنتظم ٨ / ٥٩ ، (١٥ / ٢١٨).

(٢) المصدر نفسه ، وهو : علي بن الحسين بن أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة. انظر عنه في : الفخري ٢٩٥.

(٣) المصدر نفسه ، وهو : محمد بن محمد بن جهير الملقّب بفخر الدولة. انظر عنه في : الفخري ٢٩٣ ـ ٢٩٥.

(٤) المنتظم ٨ / ٥٩ ، (١٥ / ٢١٨) ، الإنباء في تاريخ الخلفاء ١٨٨ ، البداية والنهاية ١٢ / ٣٢.

(٥) الإنباء في تاريخ الخلفاء ١٩٠ ، المنتظم ٩ / ٢٢ ـ ٢٤ ، زبدة النصرة للاصفهاني ١١ ، ٨٢ ، مختصر التاريخ لابن الكازروني ٢١٤ ، البداية والنهاية ١٢ / ٦٧ ، ٢١٤.

(٦) المنتظم ٨ / ٥٩ ، مختصر التاريخ لابن الكازروني ٢٠٤ ، خلاصة الذهب المسبوك ٢٦٥ ، الدّرة المضيّة ٣٣١ ، وله شعر في «دمية القصر» للباخرزي.

(٧) المنتظم ٨ / ٥٩ ، ٦٠ (١٥ / ٢١٩).

(٨) هو : أبو الطّيب ابن كمارويه ، كما في : المنتظم ٨ / ٦٠ ، (١٥ / ٢١٩).

(٩) في : المنتظم ٨ / ٦٠ ، (١٥ / ٢٢٠) : «ولم يحجّ الناس في هذه السنة من خراسان=

١٤

[انحلال أمر الخلافة]

وخرجت السّنة ومملكة جلال الدّولة ما بين بغداد وواسط والبطائح (١) ، وليس له من ذلك إلّا الخطبة. فأمّا الأموال والأعمال فمنقسمة بين الأعراب والأكراد ، والأطراف منها في أيدي المقطعين من الأتراك ، والوزارة خالية من ناظر فيها (٢). والخلافة مستضعفة ، والنّاس بلا رأس (٣). فلله الأمر.

__________________

= والعراق ...» ، البداية والنهاية ١٢ / ٣٢ وفيه : «ولم يحجّ أحد من أهل المشرق سوى شرذمة خرجوا من الكوفة مع العرب فحجّوا».

(١) في المنتظم ٨ / ٦٠ ، (١٥ / ٢١٩) : «والبطيحة».

(٢) حتى هنا في : المنتظم ٨ / ٦٠ ، (١٥ / ٢١٩ ، ٢٢٠).

(٣) العبر ٣ / ١٤٧ ، ١٤٨.

١٥

سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة

[الاستسقاء ببغداد]

في المحرّم خرجوا ببغداد للاستسقاء (١).

[تعليق المسوح في عاشوراء]

وفي عاشوراء علّقت المسوح ، وناحوا. أقام ذلك العيّارون (٢).

[ثورة أهل الكرخ بالعيّارين]

وفيها ثار أهل الكرخ بالعيّارين فهربوا ، وكبسوا دورهم ونهبوا سلاحهم ، وطلبوا من السلطان المعاونة ، لأنّ العيّارين نهبوا تاجرا فغضب له أهل سوقه ، فردّ العيّارون بعض ما أخذوا ، ثمّ كبسوا دار ابن الفلو (٣) الواعظ وأخذوا ماله.

وأخذوا في الكبسات ، وانضاف إليهم مولّدو الأتراك وحاشيتهم (٤).

ثمّ إنّ الغلمان صمّموا على عزل جلال الدّولة وإظهار أمر أبي كاليجار ، وتحالفوا وقالوا : لا بدّ أن يروح عنّا إلى واسط (٥).

[إرغام الملك جلال الدولة على النزوح]

ثمّ قطعوا خطبته ، فانزعج وأرسل سراريه إلى دار الخلافة ، وخيّر الباقيات

__________________

(١) المنتظم ٨ / ٦٢ ، (١٥ / ٢٢٢) ، الكامل في التاريخ ٩ / ٤٢٦ ، تاريخ الزمان ٨٥ ، البداية والنهاية ١٢ / ٣٣ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٢٧٨ (حوادث سنة ٤٢٤ ه‍).

(٢) المنتظم ٨ / ٦٢ ، (١٥ / ٢٢) ، الدّرة المضيّة ٣٣٣ ، البداية والنهاية ١٢ / ٣٣.

(٣) في : المنتظم : ابن الفلواء ، وفي : النجوم الزاهرة ٤ / ٢٧٨ «ابن العلواء». (حوادث سنة ٤٢٤ ه‍).

(٤) النجوم الزاهرة ٤ / ٢٧٨ (حوادث سنة ٤٢٤ ه‍).

(٥) المنتظم ٨ / ٦٢ ، ٦٣ ، (١٥ / ٢٢٢ ، ٢٢٣) ، الكامل في التاريخ ٩ / ٤٣١ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٥٨ ، العبر ٣ / ١٥١ ، تاريخ ابن الوردي ١ / ٣٤٠ ، مرآة الجنان ٣ / ٤٢ ، البداية والنهاية ١٢ / ٣٣ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٤٨ ، مآثر الإنافة ١ / ٣٣٦.

١٦

في أن يعتقهنّ. وطلب من الغلمان أن يخفروه ، وقال : لا أخرج على غير قاعدة.

وامتلأ جانبا دجلة بالنّاس ، وتردّدت الرسل إلى الملك بالنّزوح ، وقال : ابعثوا معي مائة غلام يحرسوني.

فقالوا : بل عشرون.

فقال : أريد سفينة تحملني ، ونفقة توصلني (١).

فقرّروا بينهم إطلاق ستّين دينارا نفقة ، فالتزم بعض القوّاد منها بثلاثة دنانير (٢) ، فلمّا كان اللّيل خرج نفر من غلمانه إلى عكبرا على وجه المخاطرة ، فبادر الغلمان إلى دار المملكة فنهبوها (٣).

[تردّد أبي كاليجار في التّجاوب مع الثّائرين]

وكتب الملأ إلى أبي كاليجار بما فعلوه من اجتماع الكلمة عليه ، وطلبوا منه من ينوب عنه. فلمّا بلغه قال : هؤلاء الأتراك يكتبون ما لا يعتقدون الوفاء به ولا يصدقون. فإن كانوا محقّين في طاعتهم فليظهروا شعارنا وليخرجوا من عندهم. ولا أقلّ من أن يسيّروا إليّ منهم خمسمائة غلام لأتوجّه معهم.

[الوزير ابن فنة]

وكان وزيره ابن فنة (٤) الّذي وقف الكتب على العلماء ، وهي تسعة عشر ألف مجلّد ، فيها أربعة آلاف بخطّ ابن مقلة (٥).

[إفتقار جلال الدولة]

ثمّ اختلّت المملكة ، وقطع عن جلال الدّولة المادّة حتّى باع من ثيابه

__________________

(١) في : المنتظم ٨ / ٦٣ ، (١٥ / ٢٢٤) : «فقال : أريد شفيقا يحملني ، ونفقة تتخصصني» ، وفي رواية : «تنهضني».

(٢) في : المنتظم ٨ / ٦٤ ، (١٥ / ٢٢٤) «ثلاثة دنانير ونصفا».

(٣) العبر ٣ / ١٥١ ، مرآة الجنان ٣ / ٤٢ ، البداية والنهاية ١٢ / ٣٣.

(٤) في الأصل : «ابن قبة» والتصحيح من : المنتظم ٨ / ٦٤ ، (١٥ / ٢٢٤) وهو : «أبو منصور» وفي : الكامل في التاريخ ٩ / ٤٢٣ : «العادل بن مافنّة».

(٥) المنتظم ٨ / ٦٤ ، (١٥ / ٢٢٤ ، ٢٢٥) ، وفيه : «فيها أربعة آلاف ورقة بخط بني مقلة».

١٧

الملبوسة في الأسواق (١) ، وخلت داره من حاجب وفرّاش. وقطع ضرب الطّبل لانقطاع الطّبّالين (٢).

[تخبّط الأمر ببغداد]

وتخبّط أمر بغداد ، ومدّ الأتراك أيديهم إلى النّهب (٣).

[التشاور في الخطبة لأبي كاليجار]

وتشاور القوّاد أن يخطبوا للملك أبي كاليجار ، وتوقّفوا (٤).

[خروج جلال الدولة إلى عكبرا وزواجه]

وخرج جلال الدّولة إلى عكبرا (٥) وقصد كمال الدّولة أبا سنان ، فاستقبله أبو سنان وقبّل الأرض وقال : خزائني وأولادي لك. وأنا أتوسّط بينك وبين جندك.

وزوّجه ابنته (٦).

ثمّ جاءه جماعة من الجند معتذرين ، وأعيدت خطبته. وجاءته رسل الخليفة وهو يستوحش له (٧).

[سفارة الماورديّ إلى أبي كاليجار]

ثمّ بعث الخليفة القاضي أبا الحسن الماورديّ والطّواشيّ مبشّرا إلى الأهواز إلى أبي كاليجار (٨).

قال الماورديّ : قدمنا عليه فأنزلنا ، وحملت إلينا أموال كثيرة. وأحضرنا وقد فرشت دار الإمارة ، ووقف الخواصّ على مراتبهم من جانبي سريره. وفي

__________________

(١) العبر ٣ / ١٥١ ، البداية والنهاية ١٢ / ٣٣.

(٢) المنتظم ٨ / ٦٤ ، (١٥ / ٢٢٥) ، وانظر : تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٤٨.

(٣) المنتظم ٨ / ٦٤ ، (١٥ / ٢٢٥) ، الكامل في التاريخ ٩ / ٤٢٣ (حوادث سنة ٤٢٤ ه‍).

(٤) المنتظم ٨ / ٦٤ ، (١٥ / ٢٢٥) ، الكامل في التاريخ ٩ / ٤٢٣ ، ٤٣١ (حوادث سنة ٤٢٤ ه‍).

(٥) الكامل في التاريخ ٩ / ٤٢٣ (حوادث سنة ٤٢٤ ه‍) ، تاريخ ابن الوردي ١ / ٣٤٠.

(٦) العبر ٣ / ١٥١ ، ١٥٢ ، دول الإسلام ١ / ٢٥٢.

(٧) المنتظم ٨ / ٦٤ ، (١٥ / ٢٢٥) ، الكامل في التاريخ ٩ / ٤٣٢ (حوادث سنة ٤٢٤ ه‍) ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٥٨ ، العبر ٣ / ١٥٢ ، تاريخ ابن الوردي ١ / ٣٤٠ ، البداية والنهاية ١٢ / ٣٣ ، مآثر الإنافة ١ / ٣٣٦.

(٨) المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٥٨ ، البداية والنهاية ١٢ / ٣٣.

١٨

آخر الصّفّين ستّمائة غلام داغريّة بالبزّة الحسنة الملوّنة ، فخدمنا وسلّمنا عليه وأوصلنا الكتاب.

[تلقيب أبي كاليجار بملك الدولة]

وتردّد القول بين إخبار واستخبار ، وانصرفنا.

ثمّ جرى القول فيما طلب من اللّقب ، واقترح أن يكون اللّقب : «السّلطان الأعظم ، مالك الأمم» قلنا : هذا لا يمكن لأنّ السّلطان المعظّم الخليفة ، وكذلك مالك الأمم.

فعدلوا إلى : «ملك الدّولة».

فقلت : هذا ربّما جاز. وأشرت بأن يخدم الخليفة بألطاف.

وقالوا : يكون ذلك بعد التّلقيب.

قلت : الأولى أن يقدّم. ففعلوا.

[هدايا أبي كاليجار للخليفة]

وحمّلوا معي ألفي دينار ، وثلاثين ألف درهم نقره ، ومائتي ثوب ديباج ، وعشرين منّا عود ، وعشرة أمناء كافور ، وألف مثقال عنبر ، وألف مثقال مسك ، وثلاثمائة صحن صينيّ.

[إقطاع وكيل الخدمة]

ووقّع بإقطاع وكيل الخدمة خمسة آلاف دينار من معاملة البصرة. وأن يسلّم إليه ثلاثة آلاف قوصرة تمر كلّ سنة.

[مرتّب عميد الرؤساء]

وأفرد عميد الرؤساء أبو طالب بن أيّوب بخمسمائة دينار وعشرة آلاف درهم ، وعشرة أثواب.

وعدنا إلى بغداد ، فرسم لي الخروج إلى جلال الدّولة ، فأجريت معه

١٩

حديث اللّقب ، وما سأله الملك. فثقل عليه ، واقتضى وقوف الأمر (١).

[تأخّر المطر]

واستمرّ تأخّر الأمطار ، واستسقوا مرّتين وما سقوا. وكان الّذين خرجوا إلى الاستسقاء عدد قليل. وأجدبت الأرض ، وهلكت المواشي ، وتلف أكثر الثّمار (٢).

[كبسات رئيس العيّارين البرجميّ]

وكبس رئيس العيّارين البرجميّ خانا فأخذ ما فيه ، فقوتل ، فقتل جماعة (٣).

وكان يأخذ كلّ مصعّد ومنحدر. وكبس دارا وأخذ ما فيها وأحرقها.

هذا والعسكر ببغداد (٤).

[منع الخطبة للخليفة]

واجتمع الخدم ومنعوا من الخطبة للخليفة لأجل تأخّر رسم البيعة ، فلم تصلّ الجمعة ، ثمّ تلطّف في الأمر في الجمعة الآتية (٥).

[تحليف الملك للخليفة يمينا]

وفيها حلف الملك للخليفة يمينا حضرها المرتضى وقاضي القضاة ، وركب الوزير أبو القاسم بن المسلمة من الغد ، فحضر عند الخليفة هو والمرتضى والقاضي ، فحلف للملك وهي :

أقسم عبد الله أبو جعفر القائم بأمر الله بالله الّذي لا إله إلّا هو الطّالب الغالب المدرك المهلك ، عالم السّرّ والعلانية ، وحقّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وحقّ القرآن الكريم ، لأقيمنّ لركن الدّين (٦). جلال الدّولة أبي طاهر بن بهاء الدّولة أبي

__________________

(١) المنتظم ٨ / ٦٥ ، ٦٦ ، (١٥ / ٢٢٦).

(٢) المنتظم ٨ / ٦٦ ، (١٥ / ٢٢٦) ، الكامل في التاريخ ٩ / ٤٢٦ ، تاريخ الزمان ٨٥ ، الدرّة المضيّة ٣٣٣ ، البداية والنهاية ١٢ / ٣٣ ، النجوم الزاهرة ٤ / ٢٧٧ ، وانظر : تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ص ٤٣٨ (حوادث سنة ٤٢٤ ه‍).

(٣) العبر ٣ / ١٥٢ ، دول الإسلام ١ / ٢٥٢ ، الدّرة المضيّة ٣٣٣.

(٤) المنتظم ٨ / ٦٦ ، (١٥ / ٢٢٦).

(٥) المنتظم ٨ / ٦٦ ، (١٥ / ٢٢٦) ، البداية والنهاية ١٢ / ٣٤.

(٦) في : المنتظم ٨ / ٦٦ ، (١٥ / ٢٢٧) : «الركن الدولة».

٢٠