تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٥٠

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

١
٢

٣

٤

بسم الله الرّحمن الرّحيم

اللهمّ إنّي أسألك حسن الخاتمة بمنّك وكرمك

ذكر الحوادث الكائنة في الطّبقة الثّامنة والسّتّين من «تاريخ الإسلام»

سنة إحدى وسبعين وستّمائة

مسير السلطان بيبرس إلى دمشق

ففي المحرّم سار السّلطان من دمشق على البريد ، وفي صحبته البيسريّ ، وجرمك النّاصريّ ، وأقوش الرّوميّ ، فوصلوا في ستّة أيّام ، وأقام خمسة ، ورجع فوصل دمشق في خمسة (١).

[عدوان صاحب النّوبة والردّ عليه]

وفي المحرّم قدم الكافر صاحب النّوبة (٢) فنهب عيذاب ، وقتل خلقا ، منهم واليها وقاضيها ، فسار متولّي قوص وقصد بلاد النّوبة ، فدخل بلد الجون ، وقتل من فيه وأحرقه ، وكذا فعل بحصن إبريم ، وأرمنا (٣) ، وغير ذلك. وهو علاء الدّين آيدغديّ الحرب دار (٤).

__________________

(١) تاريخ الملك الظاهر ، لابن شدّاد ٥١ ، التحفة الملوكية ٧٥ ، زبدة الفكرة ٧٧ ب ، المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٣١ أ ، تاريخ الدولة التركية ، ورقة ١١ ، منتخب الزمان لابن الحريري ٢ / ٣٥٨ ، دول الإسلام ٢ / ١٧٣ ، الجوهر الثمين ٢ / ٧٦ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٦٠٤ ، ٦٠٥ ، عقد الجمان (٢) ١٠٠ ، النجوم الزاهرة ٧ / ١٥٨ ، ذيل مرآة الزمان ٣ / ١.

(٢) هو «داود ابن أخت مرتشكر» ، كما في المصادر.

(٣) في الأصل : «ارميا» ، والتصحيح من : تاريخ الملك الظاهر.

(٤) تاريخ الملك الظاهر ٥٣ ، ذيل مرآة الزمان ٣ / ٢ و١٩٠ وفيه : «أيدكين بن عبد الله علاء الدين الخزندار الصالحي» ، الدرّة الزكية ١٦٨ ، النهج السديد ، لمفضّل ابن أبي الفضائل ، ورقة ٤٠ ب ، البداية والنهاية ١٣ / ٢٦٣ ، حسن المناقب ، ورقة ١٣٢ ب ، المقتفي

٥

[موقعة البيرة]

وفي جمادى الأولى بلغ السّلطان ، وهو بدمشق أنّ فرقة من التّتار نازلوا البيرة ، فسار إلى حمص ، ثم إلى بزاعة (١) ، فأخبر أنّ التّتار على الفرات ثلاثة آلاف ، فرحل إلى الفرات ، وأمر الجيش بخوضها ، فخاض الأمير سيف الدّين قلاوون ، وبدر الدين بيسريّ في أوّل النّاس ، ثمّ تبعهما هو ، ووقعوا على التّتار ، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة ، وأسروا نحو المائتين ، وساق وراءهم البيسريّ إلى سروج. أمّا الّذين نازلوا البيرة فإنّهم سمعوا بذلك ، فترحّلوا عن البيرة منهزمين ، وأتاها السّلطان فخلع على الكبار ، وفرّق في أهلها مائة ألف درهم (٢).

وللشّهاب محمود ، أبقاه الله ، في ذلك :

سر حيث شئت لك المهيمن جار

واحكم فطوع مرادك الأقدار

حملتك أمواج الفرات ومن رأى

بحرا سواك تقلّه الأنهار

وتقطّعت فرقا ولم يك طودها

إذ ذاك إلّا جيشك الجرّار (٣)

 __________________

(١) / ورقة ٣١ ب ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٦٠٨ ، عقد الجمان (٢) ١٠٥.

(١) في الأصل بالغين المعجمة. وتكتب : «بزاعا». وهي بلدة من أعمال حلب تقع بينها وبين منبج.

(٢) انظر عن موقعة البيرة في : تاريخ الملك الظاهر ٥٥ ، ٥٦ ، والروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر ٤٠٥ ـ ٤١٠ ، وذيل مرآة الزمان ٣ / ٢ ـ ٥ ، والدرّة الزكية ١٦٩ ـ ١٧١ ، ومسالك الأبصار ، لابن فضل الله العمري ٢٧ / ورقة ٣٣٧ ، والتحفة الملوكية ٧٥ ـ ٧٧ ، وزبدة الفكرة ، ورقة ٧٨ ب ، ٧٩ أ ، والمقتفي ، للبرزالي ١ / ورقة ٣٢ ب ، وتاريخ الدولة التركية ، ورقة ١١ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ٣٣٣ ـ ٣٣٥ ، والمختصر في أخبار البشر ٤ / ٧ ، والعبر ٥ / ٢٩٥ ، ودول الإسلام ٢ / ١٧٣ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٢١ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٦٣ ، وعيون التواريخ ٢١ / ٩ ، ١٠ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٩١ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٦٠٦ ، ٦٠٧ ، وعقد الجمان (٢) ١٠١ ، ١٠٢ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ١٥٩ ، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) ١ / ٤٣٤ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٣٣ ، وتاريخ الأزمنة ٢٥٣ ، (سنة ٦٧٣ ه‍.) ، وبدائع الزهور ج ١ ق / ٣٣٢ (سنة ٦٧٠ ه‍.) ، ومنتخب الزمان ٢ / ٣٥٨ ، والجوهر الثمين ٢ / ٧٦.

(٣) الأبيات في : البداية والنهاية ١٣ / ٢٦٣ ، ٢٦٤ ، وعيون التواريخ ٢١ / ١٠٠ ، وذيل مرآة

٦

[الإفراج عن الأمير الدّمياطيّ]

وفي جمادى الآخرة أفرج عن عزّ الدّين الدّمياطيّ الأمير عن تسع سنين حبسها (١).

[خلعة الأمراء]

وفي رجب خلع على الأمراء وفرّق فيهم نحو ثلاثمائة ألف دينار (٢).

[إطلاق سنجر المعزّي]

وفي شعبان أطلق علم الدّين سنجر الغتميّ المعزّيّ ، واشتراه السّلطان (٣).

[مهاداة السلطان لمنكوتمر]

وبعث السّلطان رسل منكوتمر ابن أخي بركة ومعهم رسولا بتحف وتقادم (٤).

[اعتقال الشيخ خضر]

وفي شوّال استدعى السّلطان الشّيخ خضر (٥) شيخه إلى القلعة في جماعة حاققوه على أشياء ، ورموه بفواحش ، فأمر باعتقاله. وكان السّلطان

__________________

= الزمان ٣ / ٤٠٢ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ١٥٩.

(١) تاريخ الملك الظاهر ٥٧ ، الروض الزاهر ٤١١ ، ذيل مرآة الزمان ٣ / ٥ ، المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٣٢ ب ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٦٠٧ ، النجوم الزاهرة ٧ / ٦٦٠.

(٢) تاريخ الملك الظاهر ٥٧ ، عيون التواريخ ٢١ / ١٣ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٦٠٧ ، عقد الجمان (٢) ١٠٤ ، النجوم الزاهرة ٧ / ١٦١.

(٣) تاريخ الملك الظاهر ٥٧ ، الروض الزاهر ٤١١ ، المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٣٤ ب ، النجوم الزاهرة ٧ / ١٦١.

(٤) تاريخ الملك الظاهر ٥٨ ، الروض الزاهر ٤١١ ، المقتفي ، للبرزالي ١ / ورقة ٣٤ أ.

(٥) هو الشيخ خضر بن أبي بكر بن موسى المهراني العدوي ، أبو العباس. توفي سنة ٦٧٦ ه‍. وستأتي ترجمته.

٧

ينزل إليه ويحبّه ويمازحه ، ويستصحبه في سائر أسفاره ، ويمدّه بالعطاء ، ولا يردّ شفاعته ، وامتدّت يده ، ودخل إلى كنيسة قمامة فذبح قسّيسها بيده ، ونهب أصحابه ما فيها ، ثمّ هجم كنيسة اليهود ونهبها ، وبدّع فيها. ودخل كنيسة الإسكندريّة ونهب ما فيها ، وصيّرها مسجدا. وبنى له السّلطان مسجدا وزاوية بالحسينيّة ، ومن أجله بنى الجامع بالحسينيّة ، وماتا في شهر (١).

__________________

(١) تاريخ الملك الظاهر ٥٨ ـ ٦٠ ، ذيل مرآة الزمان ٣ / ٥ ، ٦ ، مسالك الأبصار ٥ / ورقة ١٦٧ ـ ١٧٢ ، المختصر في أخبار البشر ٤ / ١٠ ، نزهة الناظرين في تاريخ أخبار الماضين ممّن ولي محروسة مصر من سالفي العصر من الخلفاء والسلاطين ، لمرعي بن يوسف الحنبلي ، مخطوطة لندن ، رقم ٢٣٣٢٥ ، ورقة ٨٦ ب ، زبدة الفكرة ، ورقة ٨٠ أ ، المقتفي ، للبرزالي ١ / ورقة ٣٥ أ ، الدرة الزكية ١٧١ ، عيون التواريخ ٢١ / ١٣ ، ١٤ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٦٠٨ ، عقد الجمان (٢) ١٠٤ ، ١٠٥ ، النجوم الزاهرة ٧ / ١٦١.

٨

سنة اثنتين وسبعين وستّمائة

[مسير السلطان إلى الشام]

في المحرّم توجّه السّلطان إلى الشّام في طائفة ، منهم سنقر الأشقر ، وبيسريّ ، وأيتمش (١) السّعديّ ، فلمّا وصل إلى عسقلان بلغه أنّ أبغا قدم بغداد ، فنفّذ السّلطان وراء الجيش ، فقدموا في الشّتاء ولم يكن بأس (٢).

[قصّة ملك الكرج]

وكان قد أتى من بلاده ليزور بيت المقدس والقمامة متنكّرا في زيّ الرّهبان هو وطائفة ، فسلك أرض الرّوم إلى سيس ، ثمّ ركب في البحر ، وطلع من عكّا ، وأتى القدس ، فاطّلع الأمير بدر الدّين بيليك الخزندار على أمره وهو على يافا ، فأرسل من قبض عليه ، ثمّ سيّره مع الأمير منكورس إلى السّلطان وهو بدمشق ، فسأله السّلطان ، وقرّره بلطف حتّى اعترف ، فحبسه وأمره أن يكتب إلى بلاده بأسره ، ودخل السّلطان إلى القاهرة في رجب (٣).

__________________

(١) ويقال : «أيتامش» و «أتامش».

(٢) تاريخ الملك الظاهر ٧١ ـ ٧٣ ، النهج السديد ، ورقة ٤٢ ب ، التحفة الملوكية ٧٨ ، زبدة الفكرة ، ورقة ٨٠ ب ، المقتفي ١ / ورقة ٣٦ أ ، الدرّة الزكية ١٧٢ ، عيون التواريخ ٢١ / ٢٩ ، عقد الجمان (٢) ١١٢ ، ذيل مرآة الزمان ٣ / ٣٠.

(٣) تاريخ الملك الظاهر ٧٤ ، ٧٥ ، زبدة الفكرة ، ورقة ٨١ أ ، حسن المناقب ، ورقة ١٣٣ ب ، ١٣٤ أ ، المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٣٩ أ ، ب ، الروض الزاهر ٤٢٣ ، نهاية الأرب ٣٠ / ٢٠٨ ، النجوم الزاهرة ٧ / ١٦٣ ، ١٦٤ ، تاريخ ابن سباط ١ / ٤٣٦ ، ٤٣٧ ، عيون التواريخ ٢١ / ٢٩ ، ٣٠ ، عقد الجمان (٢) ١١٣ ، ذيل مرآة الزمان ٣ / ٣٢ ، ٣٣.

٩

[ختان ولد السلطان]

وفي يوم العيد ختن خضر ولد السّلطان في عدّة صبيان من أولاد الأمراء (١).

[سفر الملك السعيد إلى دمشق]

وفي رمضان توجّه الملك السّعيد في صحبته الفارقانيّ وأربعون نفسا إلى دمشق على البريد ، ثمّ ردّ ثاني يوم (٢).

[حضور قليج خان إلى مصر]

وفي ذي القعدة حضر والي القرافة إلى والي القاهرة ، وأخبر أن شخصا دخل إلى تربة الملك المعزّ ، وجلس عند القبر باكيا ، فسئل عن بكائه ، فذكر أنّه قليج خان (٣) ابن الملك المعزّ. وقد كان السّلطان نفى (٤) آل المعزّ هذا ، والملك المنصور عليّ إلى بلاد الأشكري ، فطلب وقيّد ، وطولع به السّلطان ، فأحضره ، وسأله عن أمره ، فذكر أنّ له في البلاد نحو ستّ سنين يتوكّل الأجناد ، فحبس بمصر ، وحنا عليه بعض مماليك أبيه فأجرى عليه نفقة (٥).

* * *

__________________

(١) تاريخ الملك الظاهر ٧٦ ، الروض الزاهر ٤٢٣ ، التحفة الملوكية ٧٩ ، زبدة الفكرة ، ورقة ٨١ أ ، حسن المناقب ، ورقة ١٣٤ أ ، المقتفي ١ / ورقة ٤١ ب ، ٤٢ أ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٦١٢ ، عقد الجمان (٢) ١١٤ ، النجوم الزاهرة ٧ / ١٦٤.

(٢) تاريخ الملك الظاهر ٧٦ ، ٧٧ ، الروض الزاهر ٤٢٦ ، ذيل مرآة الزمان ٣ / ٣٣ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٦١٢ ، تاريخ ابن الفرات ٧ / ٨ ، التحفة الملوكية ٧٩ ، زبدة الفكرة ، ورقة ٨١ ب ، حسن المناقب ، ورقة ١٣٤ ب ، المقتفي ١ / ورقة ٤١ أ ، ب ، عقد الجمان (٢) ١١٥ ، النجوم الزاهرة ٧ / ١٦٤.

(٣) في الهامش : «قان» ، وفي المصادر : «قاآن».

(٤) في الأصل : «تفا».

(٥) تاريخ الملك الظاهر ٧٧.

١٠

[رؤية المؤلّف لقليج قان]

قلت : رأيت قليج قان هذا في سنة تسع وثلاثين وسبعمائة ، فحكى لنا أخباره ، وأنّه ولد سنة ثمان وأربعين وستّمائة ، وأنّه نجا من بلاد الأشكريّ ، وأنّ أخاه الملك المنصور عليّ تنصّر هناك ، وبقي إلى سنة سبعمائة أو نحوها ، وله أولاد هناك نصارى ، وأنّه هو الّذي باع للملك الأشرف مملوكه لاجين الّذي تملّك : بخمسة آلاف درهم.

* * *

[كتاب صاحب الحبشة وجواب السلطان عليه]

وفيها ذكر محيي الدّين ابن عبد الظّاهر أنّه وصل كتاب صاحب الحبشة إلى السّلطان في طيّ كتاب صاحب اليمن ، وفيه : «أقلّ المماليك أمحرا ملاك (١) يقبّل الأرض ، وينهي بين يدي السّلطان الملك الظّاهر ، خلّد الله ملكه ، أنّ رسولا وصل إلى والي قوص بسبب الراهب الّذي جاءنا ، ونحن ما جاءنا مطران ، وبلادنا بلاد السّلطان ، ونحن عبيده ، فيأمر الأب البترك يعمل لنا مطرانا رجلا عالما لا يحبّ (٢) ذهبا ولا فضّة ، ويسيّره إلى مدينة عوان ، والمملوك يسيّر إلى أبواب الملك المظفّر ما يلزمه ليسيّره إلى ديار مصر. وقد مات الملك داود ، وتملّك ابنه ، وعندي في عسكري مائة ألف فارس مسلمين ، وأمّا النّصارى فكثير ، وكلّهم غلمانك ويدعون لك» (٣).

فكتب جوابه : «ورد كتاب الملك الجليل الهمام ، العادل في رعيّته (٤) حطي ملك أمحرة (٥) ، أكبر ملوك الحبشان ، نجاشي عصره ، سيف الملّة

__________________

(١) في الدرّة الزكية : «محرا ملالك». (ص ٦٧٣) ، وفي المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٧٣ «أمحرا أملاك» ، وفي عقد الجمان (٢) ١٣١ «محر أملاك».

(٢) في الدرّة الزكية : «لا يجبي» ، والمثبت يتفق مع المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٧٣.

(٣) انظر تكملة النص في : المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٧٤.

(٤) في المختار ٢٧٤ «في رغبته».

(٥) كذا. وقد تقدّم «أمحرا» ، وكذا في : الدرّة الزكية ١٧٤ ، والمختار ٢٧٤.

١١

المسيحيّة ، حرس الله نفسه ، ففهمناه ، فأمّا المطران فلم يحضر من جهة الملك رسول حتّى كنّا نعرف الغرض». في كلام نحو هذا (١).

وأمحرا : إقليم كبير ، صاحبه يحكم على أكثر الحبشة ، ويلقّب حطّي ، وهو الخليفة.

ومدينة عوان : هي ساحل بلاد الحبشة وأوّل الحبشة. وكان قد نفّذ هديّة من جملتها سباع ، فأخذ صاحب سحرت الهدية ونهبها (٢).

[وعظ ابن غانم]

وفيها وعظ بدمشق المعزّ عبد السّلام بن أحمد بن غانم ، فأعجب النّاس جدّا (٣).

__________________

(١) الخبر باختصار في : حسن المناقب ، ورقة ١٣٥ ب ، وهو في : الدرّة الزكية ١٧٣ ـ ١٧٥ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٢٧٤.

(٢) انظر : الدرّة الزكية ١٧٣ ، ١٧٤ ، وفيه «سبع سود مثل الليل الدامس» ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٢٧٤.

(٣) المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٧٤.

١٢

سنة ثلاث وسبعين وستّمائة

[سفر السلطان إلى الكرك]

في صفر توجّه السّلطان إلى الكرك على الهجن ، وكان قد وقع بها برج أحبّ أن يصلّح بحضوره (١).

[غزوة سيس]

دخل السّلطان ـ عزّ نصره ـ دمشق في آخر شعبان ، ثمّ سار إلى سيس ، وعبر إليها من الدّربند ، فافتتحها ، وأخذ إياس ، وأذنة ، والمصّيصة في العشر الأخير من رمضان ، وبقي الجيش بها شهرا ، وقتلوا وأسروا وسبوا خلائق وغنموا. وبقي السّلطان بجسر الحديد إلى أواخر ذي القعدة (٢).

__________________

(١) تاريخ الملك الظاهر ١٠١ ، الروض الزاهر ٤٢٩ ، ذيل مرآة الزمان ٣ / ٨٥ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٦١٤ ، النجوم الزاهرة ٧ / ١٦٤ ، التحفة الملوكية ٨٠ ، المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٤٤ أ ، عقد الجمان (٢) ١٣٠.

(٢) تاريخ الملك الظاهر ١٠٦ ، الروض الزاهر ٤٣٢ ـ ٤٣٨ ، مفرّج الكروب ، لابن واصل ، مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس ، رقم ١٧٠٢ ، ورقة ٤٣٨ ، ٤٣٩ ، ذيل مرآة الزمان ٣ / ٨٨ ، الدرّة الزكية ١٧٧ ، التحفة الملوكية ٨٠ ، ٨١ ، حسن المناقب ، ورقة ١٣٧ أ ، ب ، المقتفي ١ / ورقة ٤٨ أ ، تاريخ الدولة التركية ، ورقة ١١ ، نزهة المالك والمملوك ، ورقة ٦٣ أ ، المختصر في أخبار البشر ٤ / ٩ ، نهاية الأرب ٣٠ / ٣٣٧ ـ ٣٤٠ ، تاريخ الزمان ٣٣١ ، دول الإسلام ٢ / ١٧٥ ، العبر ٥ / ٣٠١ ، المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٧٦ ، درّة الأسلاك ١ / ورقة ٤٦ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٢٣ ، البداية والنهاية ١٣ / ٢٦٨ ، عيون التواريخ ٢١ / ٥٣ ، ٥٤ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٩١ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٦١٧ ، ٦١٨ ، عقد الجمان (٢) ١٣١ ـ ١٣٣ ، تاريخ ابن سباط ١ / ٤٣٨ ، ٤٣٩ ، تاريخ الأزمنة ٢٥٣ ، شذرات الذهب ٥ / ٣٤٠ ، ومنتخب الزمان ٢ / ٣٥٨ ، والجوهر الثمين ٢ / ٧٧.

١٣

[ذكر استيلاء بيت لاون على سيس والثغور]

قال العماد الكاتب (١) : كانت هذه البلاد يحميها متملّك الرّوم ويحفظها ، فاستولى عليها مليح بن لاون النّصرانيّ.

قال : وذلك لأنّ السّلطان نور الدّين محمود بن زنكي كان يشدّ منه ويقوّي جأشه ، وكان كما يقال : قد سلّط الكفرة على الفجرة (٢). فلمّا تقوّى مليح بن لاون وجّه صاحب الرّوم جيشا ، فكسرهم ابن لاون ، وأسر من مقدّميهم (٣) ثلاثين نفسا. وذلك في ربيع الآخر سنة ثمان وستّين وخمسمائة (٤). فبلغ ذلك نور الدّين ، فأرسل خلع عليه ، وكتب إلى الخليفة يعظّم أمره ويقول : إنّ مليح بن لاون الأرمنيّ من جملة غلمانه ، وأنّه كسر الرّوم ، ويمتّ على الدّيوان بهذا. ومن هذا الوقت تملّك هذا التّكفور هذه البلاد نيابة عن نور الدّين لا غير ، واستمرّ على ذلك.

وبلاد سيس هذه تعرف بالدّروب ، وتعرف بالعواصم ، وبها كان الرّباط والمثاغرة ، وكان أمرها مضافا إلى مملكة مصر (٥).

__________________

(١) في البرق الشامي ، وسنا البرق الشامي ١ / ١٣٣. وانظر : الدرّة الزكية ١٨٠ ـ ١٨٢ ، والروض الزاهر ٤٤٠ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٢٧٦.

(٢) في الأصل : «العجزة».

(٣) في المختار ٢٧٦ «من مقدّمتهم».

(٤) انظر : الكامل في التاريخ (بتحقيقنا) ـ طبعة دار الكتاب العربيّ ، بيروت ١٤١٧ ه‍. / ١٩٩٧ م. ج ٩ / ٣٨٠ ، ٣٨١ ، والنوادر السلطانية ٤٥ ، والتاريخ الباهر ١٦٠ ، ١٦١ ، وزبدة الحلب ٢ / ٣٣٧ ، ٣٣٨ ، ومفرّج الكروب ١ / ٢٣٣ ، والروضتين ج ١ ق ٢ / ٥٤٢ ـ ٥٤٥ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٢٩٤ ـ ٢٩٥ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٥٣ ، ودول الإسلام ٢ / ٨٢ ، والعبر ٤ / ٢٠٢ ، وتاريخ الإسلام (حوادث ٥٦٨ ه‍.) ٤١ ، ٤٢ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٨١ ، وعيون التواريخ ١٧ / ورقة ١٤٧ ب ـ ١٤٨ ، والكواكب الدرّية ٢١٧ ، ٢١٨ ، وعقد الجمان ١٢ / ورقة ١٧٥ أ ، ب ، والدرّ المنتخب ١٧١ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ١٣٣ ، ١٣٤ ، والإعلام والتبيين ٣٠.

(٥) المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٧٦.

١٤

وقد افتتح أحمد بن طولون هذه البلاد وأخذها من سيما الطّويل (١).

وفي أيّام كافور الإخشيديّ حصل التّهاون في أمر الثّغور ، فقصدها الملك تكفور ، ويقال : نقفور الرّوميّ ، لعنه الله ، فعصت عليه ، فحرّق قراها ، وقطّع أشجارها (٢) ، فبعث كافور نجدة لها (٣).

والشّرح في ذلك يطول ، وليس هذا موضعه.

وللمولى محيي الدّين بن عبد الظّاهر في هذه النّوبة :

يا ملك (٤) الأرض الّذي جيشه

يملأ من سيس إلى قوص (٥)

مصيصة التّكفور قالت لنا

بالله إفراري وتخصيصي

كم بدن فصّله سيفك

للفرا والأكثر مصّيصيّ (٦)

[الرمل بالموصل]

وفي شعبان وقع رمل عظيم بالموصل ، وظهر من القبلة ، وانتشر يمينا وشمالا حتّى ملأ الأفق ، وعميت الطّرق ، فخرج الخلق إلى ظاهر البلد ، وابتهلوا إلى الله تعالى ، واستغاثوا إلى أن كشف ذلك عنهم (٧).

__________________

(١) في سنة ٢٦٥ ه‍. كما في : المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٧٦ ، والخبر في : تاريخ الطبري ٩ / ٥٤٣ ، وسيرة ابن طولون للبلوي ٩٥ ، ومروج الذهب ٤ / ٢١١ ، ٢١٢ ، وتاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٢٦٥ ، وزبدة الحلب ١ / ٧٧ ، وتاريخ مختصر الدول ١٤٨ ، والكامل في التاريخ (بتحقيقنا) ٦ / ٣٥٣ ، ٣٥٥ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٥١.

(٢) في حوادث سنة ٣٥٣ ه‍. انظر : تكملة تاريخ الطبري ١ / ١٩٠ ، وتجارب الأمم ٢ / ٢٠٨ ، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ١٧ ، وزبدة الحلب ١ / ١٤٢ ، والكامل في التاريخ (بتحقيقنا) ٧ / ٢٥٠ ، والعبر ٢ / ٢٩٦ ، ودول الإسلام ١ / ٢١٩ ، وتاريخ الإسلام (٣٥١ ـ ٣٨٠ ه‍.) ص ١٧ ، ١٨.

(٣) الروض الزاهر ٤٤١ ، المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٧٧ ، الدرّة الزكية ١٨٢.

(٤) في المختار : «يا مالك».

(٥) تحرّفت في المختار إلى : «قومي».

(٦) الأبيات في : الدرّة الزكية ١٨٢ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٢٧٧.

(٧) تاريخ الملك الظاهر ١٠٧ ، ذيل مرآة الزمان ٣ / ٨٩ ، المقتفي ١ / ورقة ٤٨ أ ، دول الإسلام

١٥

[قتل الزنديق بغرناطة]

وفي ربيع الآخر قتل بغرناطة الزّنديق الشّيخ إبراهيم الصّفّار ، قتلوه رجما بالحجارة بأمر السّلطان محمد بن السّلطان محمد بن يوسف بن نصر صاحب الأندلس ، وكتب بذلك إلى أهل المريّة يعلمهم بكفره ، ويحذّرهم من سلوك سبيله. وفي الكتاب : «إنّه كان يفضّل إبراهيم وعيسى على نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وإنّه كان يفضّل الوليّ على النّبيّ ، ويستحلّ المحرّمات».

وفي الكتاب : «وإنّ هؤلاء الكفرة ، يعني أصحاب إبراهيم الصّفّار ، تلاعبوا بالدّين ، واعتقدوا الولاية في كثير من الفسّاق المكبّين على الكبائر ، كالمشورب المشهور ، وأبي زيدان ، وأشباههما من سخفاء المجانين والمجّان». وهذا في مجلّد بخطّ أبي الوليد المالكيّ.

[القحط باليمن]

وفيها كان القحط المفرط باليمن ، حتى أكلوا الميتات.

__________________

(٢) / ١٧٥ ، تاريخ الزمان ٣٣٣ (حوادث ١٢٧٦ م.) ، عقد الجمان (٢) ١٣٤.

١٦

سنة أربع وسبعين وستّمائة

[منازلة التتار البيرة]

في شهر جمادى الآخرة نزلت التّتار على البيرة في ثلاثين ألفا ، وأكثرهم من عسكر الرّوم وماردين ، فبيّتهم أهل البيرة ، وأحرقوا المجانيق ، ونهبوا وعادوا ، فجدّ التّتار في الحصار ، والقلعة ، بحمد الله ، عاصية ، ثمّ رحلوا عنها ، وسلّم الله ، وله الحمد. وأقاموا عليها تسعة أيّام. ولمّا بلغ السّلطان ذلك أنفق في الجيش ستّمائة ألف دينار وأكثر ، وسار ، فبلغه وهو بالقطيفة (١) رحيل التّتار ، فوصل إلى حمص ، ورجع إلى القاهرة (٢).

[اتفاق البرواناه مع السلطان الظاهر]

ولمّا رحلت التّتار اتّفقوا مع البرواناه على منابذة ملكهم أبغا ، فحلف البرواناه ، والأمير حسام الدين بيجار (٣) ، وولده بهاء الدّين ، وشرف الدّين مسعود الخطير ، وأخوه (٤) ضياء الدّين (٥) ، والأمير ميكال (٦) ، على أن يكونوا

__________________

(١) القطيفة : بالشام بينها وبين دمشق ٢٤ ميلا. (الروض المعطار ، للحميري ٤٦٦).

(٢) تاريخ الملك الظاهر ١٢٤ ـ ١٢٨ ، ذيل مرآة الزمان ٣ / ١١٤ ، ١١٥ ، التحفة الملوكية ٨٢ ، حسن المناقب ، ورقة ١٣٩ أ ، ب ، المختصر في أخبار البشر ٤ / ٩ ، تاريخ الزمان ٣٣٣ ، نهاية الأرب ٣٠ / ٢١٩ ، ٢٢٠ ، مسالك الأبصار ٢٧ / ورقة ٣٣٩ ، دول الإسلام ٢ / ١٧٥ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٢٣ ، البداية والنهاية ١٣ / ٢٦٩ ، عيون التواريخ ٢١ / ٦٩ ـ ٧١ ، تاريخ الخميس ٢ / ٤٢٤ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٦٢١ ، عقد الجمان (٢) ١٣٩ ، ١٤٠ ، تاريخ الأزمنة ٢٥٣ ، شذرات الذهب ٥ / ٣٤٢.

(٣) في تاريخ الملك الظاهر ١٢٨ «بيجار البابيري» ، وفي ذيل مرآة الزمان ٣ / ١١٦ «النابتري».

(٤) في الأصل : «وأخاه».

(٥) هو ضياء الدين محمود.

(٦) في تاريخ الملك الظاهر : «أمين الدين ميكائيل».

١٧

مع الملك الظّاهر ، ثمّ كتب إلى الظّاهر بذلك على أن يرسل إليهم جيشا ، ويحمل إلى الظّاهر ما يحمل إلى التّتار ، ويكون غياث الدّين على ما هو عليه من السّلطنة (١).

[غزوة النّوبة ودنقلة]

توجّه من مصر جيش عليهم عزّ الدّين أيبك الأفرم ، وشمس الدّين الفارقانيّ إلى النّوبة في ثلاثمائة فارس ، فوصلوا دنقلة (٢) ، فخرج إليهم ملكها داود على النّجب ، بأيديهم الحراب ، وليس عليهم لامة ، فرموهم بالنّشّاب ، فانهزموا ، وقتل منهم خلق ، وأسر خلق ، وبيع الرّأس من السّبي بثلاثة دراهم ، ومرّ داود في هروبه بملك من ملوك النّوبة ، فقبض عليه وأرسله إلى الملك الظّاهر ، ووضعت الجزية على أهل دنقلة ، ولله الحمد (٣).

وأوّل ما غزيت النّوبة في سنة إحدى وثلاثين ، غزاها عبد الله بن سعد بن أبي سرح في خمسة آلاف فارس ، وأصيبت في هذه الغزوة عين حديج بن معاوية ، وعين أبرهة بن الصّباح. ثمّ هادنهم عبد الله وردّ. ثمّ غزيت في زمن هشام ، ولم تفتح.

ثمّ غزيت زمن المنصور ، ثمّ غزاها تكين التّركيّ ، ثمّ غزاها كافور صاحب مصر ، ثمّ غزاها ناصر الدّولة ابن حمدان ، فبيّتوه وردّ مهزوما. وغزاها

__________________

(١) تاريخ الملك الظاهر ١٢٨ ، ١٢٩ ، التحفة الملوكية ٨٢ ، عيون التواريخ ٢١ / ٧١ ، ٧٢.

(٢) دنقلة ، ويقال : «دمقلة» بالميم.

(٣) تاريخ الملك الظاهر ١٢٩ ـ ١٣١ ، ذيل مرآة الزمان ٣ / ١١٧ ، النهج السديد ، ورقة ٤٧ ب ، الدرّة الزكية ١٨٣ ، التحفة الملوكية ٨٢ ، ٨٣ ، حسن المناقب ، ورقة ١٣٩ ب ، تاريخ الدولة التركية ، ورقة ١١ ، المختصر في أخبار البشر ٤ / ٨ ، نهاية الأرب ٣٠ / ٣٤٤ ـ ٣٤٨ ، المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٨٠ ، ٢٨١ ، درّة الأسلاك ١ / ورقة ٤٧ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٤٣ ، البداية والنهاية ١٣ / ٢٦٩ ، ٢٧٠ ، عيون التواريخ ٢١ / ٧٢ ، ٧٣ ، الجوهر الثمين ٢ / ٧٧ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٦٢١ ـ ٦٢٣ ، عقد الجمان (٢) ١٤٣ ـ ١٤٥ ، تاريخ ابن سباط ١ / ٤٤٠ ، بدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٣٣٥.

١٨

توران شاه أخو السّلطان صلاح الدّين في سنة ثمان وستّين وخمسمائة (١) ، ووصل إلى أبريم ، ولم تفتح إلّا الآن (٢) كما قال ابن عبد الظّاهر :

هذا هو الفتح لا شيء سمعت به

في شاهد العين لا ما في الأسانيد

 __________________

(١) الدرّة الزكية ١٨٧.

(٢) نهاية الأرب ٣٠ / ٣٤٨ ، ٣٤٩.

١٩

سنة خمس وسبعين وستمائة

[نزول السلطان على حارم]

في أوّلها دخل السّلطان دمشق ، من الكرك ، فبعث بدر الدّين الأتابكيّ في ألف إلى الرّوم ، فوصلوا إلى البلستين (١) ، فصادفوا بها جماعة من عسكر الرّوم ، فبعثوا إلى بدر الدّين بإقامات وخدموه ، وسألوه أن يقتل التّتر الّذين بالبلستين ، ويصيروا معه إلى السّلطان ، فأخذهم معه ، ووافوا السّلطان على حارم ، فأكرم موردهم (٢) ، ثمّ بعث الأمير حسام الدّين بيجار إلى مصر ، فخرج الملك السّعيد لتلقّيه ، ثمّ قدم على السّلطان ضياء الدّين ابن الخطير ، ورجع السّلطان إلى مصر بعد ذلك (٣).

[مقتل ابن الخطير]

وحضر إلى الرّوم طائفة كبيرة من المغول ، فقتلوا شرف الدّين ابن الخطير ، وبعثوا برأسه إلى قونية (٤) ، وقتل معه جماعة من الأمراء والتّركمان ، وذلك لأنّ ابن الخطير شرع يفرّق العساكر ، وأذن لهم في نهب من يجدونه من التّتار وقتلهم.

__________________

(١) البلستين : وتسمّى : الأبلستين. وهي مدينة مشهورة في بلاد الروم ، قريبة من آبس مدينة أصحاب الكهف. (معجم البلدان).

(٢) تاريخ الملك الظاهر ١٥٤ ، ١٥٥ ، ذيل مرآة الزمان ٣ / ١٦٥ ، النهج السديد ، ورقة ٥٠ أ ، الدرّة الزكية ١٨٩ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٦٢٥ ، التحفة الملوكية ٨٤ ، ٨٥.

(٣) حسن المناقب ، ورقة ١٤٣ أ ، المختصر في أخبار البشر ٣ / ٩ ، الدرّة الزكية ١٨٩.

(٤) تاريخ الملك الظاهر ١٦٣ ، ١٦٤ ، ذيل مرآة الزمان ٣ / ١٧٣ ، النهج السديد ، ورقة ١٩٦ ، تاريخ الدولة التركية ، ورقة ١١ ، الجوهر الثمين ٢ / ٧٨ ، عيون التواريخ ٢١ / ٩٠.

٢٠