تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٥٢

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

١
٢

٣

٤

٥

٦

٧

٨

بِسْمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

من الحوادث الكائنة في هذه الطبقة

سنة إحدى وتسعين وستمائة

ذكر الكأس السمّاقي

في صفر أمر نائب دمشق ، وهو الشجاعي ، بإنزال الكأس السّماقيّ البرّاق من القلعة إلى الجامع ، فأنزل والمؤذنون بين يديه يقرءون ، والصبيان يصيحون ، إلى أن وضع موضع البرّادة. وقلعت البرّادة.

ولم يكن هذا الكأس مثقوبا ، فثقبه المرخمون في أيام. وهو كأس كأنّه هناب مرحرح ، يسع نحو عشرة أرطال ماء أو أقلّ. وحجره من جنس اللّوحين اللّذين عن جنبتي محراب جامع دمشق ، حجر أملس بصّاص مانع قليل الوقوع. ثمّ أجري فيه الماء ، وسمرت المغرفتين (١) مع الركن وشربنا منه. ثمّ أخذوه إلى القلعة ، وعمل في دار السّلطنة بعد أيام (٢).

تخريب حمّام الملك السعيد

وفيه أخرب حمّام الملك السّعيد ، ولم يكن في الشّام بأسرها حمّام أحسن منه ، ومغله عظيم. وكان بينه وبين باب السّرّ الّذي بالقلعة نحو سبعين ذراعا. وأخذوا من حجارة بابا ، وحملوها على باب السّرّ. وخرّبوا ما حوله من الدّور وغيرها (٣).

__________________

(١) كذا في الأصل ، والصواب : «المغرفتان».

(٢) خبر الكأس باختصار في : المقتضي للبرزالي ١ / ورقة ١٨٢ أ.

(٣) خبر الحمام في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٨٣ أ، وذيل مرآة الزمان ٤ / ورقة ١٧.

٩

بناء باب الميدان بقلعة القاهرة

وفيه كان البناء في القلعة والطارمة بجدّ وسهر واجتهاد عظيم. وبني باب الميدان بأعمدة كانت في القلعة ، وعمل له حيطان هائلة العرض. واقتسمت الأمراء عمله ، وأقيم في زمن يسير بهمّة عالية وسرعة زائدة (١).

خطبة الخليفة بجامع القلعة

وفي ربيع الأول خطب أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله يوم الجمعة بجامع قلعة الجبل خطبة جهاديّة ، فقيل هي التي لقّنه إيّاها شيخنا شرف الدّين ابن المقدسيّ (٢).

خطابة دمشق

وفيه ولي خطابة دمشق الشيخ عزّ الدين أحمد ابن الفاروثيّ ، وخرج بعد يوم بالنّاس إلى الصّحراء للاستسقاء. وحضر الشّجاعيّ النّائب ماشيا إلى ميدان الحصى. وذلك في وسط آذار. وبعد يوم أو يومين حصل للغوطة صقعة شديدة أعطبت الصّحراء والثّمار ولم يعهد مثلها من نيف وعشرين سنة (٣).

صلاة الاستسقاء

وفي يوم الإثنين بعد جمعة خرج الناس أيضا للاستسقاء إلى قريب مسجد القدم وخطب الفاروثيّ ، ومشى إلى ثمّ نائب السلطنة الشّجاعيّ والجيش والخلائق وابتهلوا إلى الله ، ثم رزق الله الغيث وجاءت الرحمة (٤).

__________________

(١) المقتفي ١ / ورقة ٨٣ أ.

(٢) المقتفي ١ / ورقة ١٨٤ أ، تاريخ حوادث الزمان ١ / ١٠١ ، ذيل المرآة ٤ / ورقة ١٨.

(٣) المقتفي ١ / ورقة ١٨٤ أ.

(٤) المقتفي ١ / ورقة ١٨٤ أوب.

١٠

التدريس بالقيمرية

وفيه درّس الشيخ صدر الدّين عبد البر بن رزين بالقيمرية لسفر مدرسها القاضي علاء الدّين أحمد بن قاضي القضاة تاج الدّين ابن بنت الأعز (١).

عمارة دار السلطنة بقلعة دمشق

وفيه ، أعني ربيع الآخر ، انتهت عمارة دار السّلطنة بقلعة دمشق ، ودخل فيها نحو أربعة آلاف دينار في الزّخرفة. وعمل النّائب للسلطان دهليزا عظيما إلى الغاية طول عموده بضعة وثلاثين ذراعا ست وصلات ، لا يمكن الشخص أن يحضنه ، والفلكة الّتي في أعلاه كأنها فردة طاحون. وهو من هذه النّسبة. وتنوع في عمل خامه وغرم عليها أموالا.

ونصب بالميدان ليراه السلطان ، فقاسوا المشاقّ حتى انتصب ، فجاء هواء عاصف فرماه ، فشرعوا في عمل دهليز أصغر منه (٢).

دخول الملك الأشرف دمشق

وفي جمادى الأولى دخل دمشق الملك الأشرف (٣) ، ثمّ صلّى بجامع دمشق يوم الجمعة بالمقصورة ، وأسرجت له شموع كثيرة ، وخلع على الخطيب عزّ الدّين الفاروثيّ.

دخول السلطان حلب

وأقام السّلطان بدمشق عشرة أيام ، وسار إلى حلب فدخلها في أواخر الشهر بالجيوش (٤).

__________________

(١) المقتفي ١ / ورقة ١٨٤ ب.

(٢) المقتفي ١ / ورقة ١٨٤ ب و ١٨٥ أ.

(٣) خبر دخول دمشق في : التحفة الملوكية ١٣٠ ، وتاريخ سلاطين المماليك ٩ ، ونهاية الأرب ٣١ / ٢٢٥ ، وتاريخ حوادث الزمان ١ / ١٠١ ، وعيون التواريخ ٢٣ / ١٠٦ ، ومنتخب الزمان ٢ / ٣٦٩.

(٤) المقتفي ١ / ورقة ١٨٥ أ، تاريخ حوادث الزمان ١ / ١٠١ ، ذيل المرآة ٤ / ورقة ١٨.

١١

التدريس بالظاهرية

وفيه درس الشيخ صفيّ الدّين الهنديّ بالظّاهرية بعد رواح مدرسها ابن بنت الأعز إلى مصر (١).

نكاح الأمير الأعسر

وفيه نكح الأمير شمس الدّين الأعسر ابنة الصّاحب شمس الدّين ابن السلعوس على ألف وخمسمائة دينار.

حبس الشيخة البغدادية

وفيه حبست الشيخة البغدادية ، وتعصّب عليها جماعة من الأحمدية وأوذيت فصبرت وقالت : أنا لا أترك النّهي عن المنكر. ثم سلّمها الله بحسن نيتها.

حصار قلعة الروم

وفي ثامن جمادى الآخرة نازل السّلطان وجيوشه قلعة الرّوم وحاصرها شهرا وثلاثة أيام (٢).

تدريس النجيبية

وفيه نزل الفاروثيّ عن تدريس النجيبية للشيخ ضياء الدّين عبد العزيز الطّوسي (٣).

تسمير مؤذن وعبد

وفيه وقع من أخي رئيس المؤذنين البرهان أمر صعب ، وهو أنّه وعبد أسود تحيلا في النزول على حرم السلطان الذين تركهم بالقلعة وأحضرا سلما

__________________

(١) المقتفي ١ / ورقة ١٨٥ أ، ذيل المرآة ٤ / ورقة ١٨

(٢) المقتفي ١ / ورقة ١٨٥ ب ، تاريخ حوادث الزمان ١ / ١٠١ ، ذيل المرآة ٤ / ورقة ١٨.

(٣) المقتفي ١ / ورقة ١٨٥ ب.

١٢

وأرادا التسلق منه ، ففطن لهما وأخذا وكوتب فيهما ، فجاء الأمر بتسميرهما ، فسمّرا وماتا (١).

فتح قلعة الروم

وفي حادي عشر رجب فتحت قلعة الروم بالسّيف عنوة ، ودقت البشائر وزينت البلاد ، وترحل السّلطان ، وبقي عليها عسكر الشّام والشجاعي لعمارتها ، وترميم ما تشعث بالمجانيق. فقدم السّلطان حلب وعزل عنها قراسنقر المنصوريّ ، وأمّر عليها سيف الدين بلبان الطّباخيّ المنصوريّ متولي الساحل. وأمر على السواحل طغريل الإيغانيّ. وأمر على قلعة الروم الأمير عزّ الدين الموصليّ (٢).

فتح معاقل الأرمن

وفيه فتح الشجاعيّ الراكات ، وهي معاقل للأرمن على الفرات ، وأخذ منها نحوا من ألف نفس (٣).

إسلام المحقّق معيد القيمرية

وفيه بدت من الجمال المحقّق معيد القيمريّة هفوة في الدّرس ، فقام

__________________

(١) المقتفي ١ / ورقة ٨٦ أ.

(٢) خبر فتح قلعة الروم في : ذيل المرآة ٤ / ورقة ١٨ ، المقتفي ١ / ورقة ١٨٧ أ، التحفة الملوكية ١٣٠ ، ١٣١ ، زبدة الفكرة ٩ / ورقة ١٧٦ أـ ١٧٧ أ، تاريخ سلاطين المماليك ١٠ ، الدرة الزكية ٣٢٣ ، نزهة المالك ، ورقة ١١٢ ، والمختصر في أخبار البشر ٤ / ٢٦ ، ٢٧ ، نهاية الأرب ٣١ / ٢٢٦ ، تاريخ حوادث الزمان ١ / ١٠١ ـ ١٠٩ ، تاريخ الزمان لابن العبري ٣٦٦ ، الحوادث الجامعة ٤٧٠ ـ ٤٧٤ ، دول الإسلام ٢ / ١٩٣ ، العبر ٥ / ٣٧١ ، المختار من تاريخ ابن الجزري ٣٥٢ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٣٧ ، مرآة الجنان ٤ / ٢١٩ ، البداية والنهاية ١٣ / ٣٢٧ ، النهج السديد ٣٨٩ ، عيون التواريخ ٢٣ / ١٠٦ ، ١٠٧ ، تذكرة النبيه ١ / ١٤٩ ـ ١٥٣ ، مآثر الإنافة ٢ / ١٢٢ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ٤٠٤. ٤٠٥ ، الجوهر الثمين ٢ / ١١٠ ، والنفحة المسكية ، ورقة ٣٦ ، السلوك ج ١ ق ٣ / ٧٧٨ ، عقد الجمان (٣) ١١٠ ـ ١٢٥ ، النجوم الزاهرة ٨ / ١٢ ، تاريخ ابن الفرات ٨ / ١٣٥ ، منتخب الزمان ٢ / ٣٦٩ ، مشارع الأشواق ٢ / ٩٤٩ ، تاريخ ابن سباط ١ / ٤٩٩ ، تاريخ الأزمنة ٢٧٢ ، بدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٣٧٠ ، شذرات الذهب ٥ / ٤١٨.

(٣) المقتفي ١ / ورقة ١٨٨ أ.

١٣

مدرس القيمريّة صدر الدين ابن رزين وشكاه ، وجرت أمور أوجبت أنّ المحقق أسلم عند القاضي شرف الدين الحنبليّ ، وحكم بإسلامه وحقن دمه ، وترك إعادة القيمرية ، وقايض نجم الدّين الدّمشقيّ إلى إعادة الرّواحية (١).

أسرى الأرمن

وفي تاسع شعبان دخل السلطان دمشق منصورا والأسرى بين يديه ، منهم خليفة الأرمن (٢).

تراجع الجيش عن جبل الجرديين

وأما نائب السّلطنة بيدارا ، وسنقر الأشقر ، وقراسنقر ، وبكتوت العلائي ، وكثير من الجيش فسار إلى بعلبكّ ، ثمّ إلى جبل الجرديين (٣) ، ووافاهم من جهة السّاحل ركن الدّين طقصو ، وعزّ الدّين أيبك الحموي ، وفنزلوا على الجبل ، فحضر إلى بيدرا من فتر همته عنهم ، وتمكّنوا من أطراف الجيش في تلك الجبال الوعرة ، ونالوا منهم ، فرجع الجيش شبه المقهورين ، وحصل للجبليين الطّمع والقوّة ، ثمّ هادنتهم الدّولة ، وخلع على جماعة منهم. وحصل بذلك للعسكر وهن. ثم قدم بيدرا دمشق ، فعاتبه السّلطان ، فتألّم ومرض ، وزاره السّلطان ، ثمّ عوفي. وعمل السّلطان ختمة بجامع دمشق لعافيته (٤).

__________________

(١) المقتفي ١ / ورقة ١٨٨ أ.

(٢) المقتفي ١ / ورقة ١٨٨ ب ، ١٨٩ أ، ذيل المرآة ٤ / ورقة ٢٦.

(٣) جبل الجرديين : جبال الجرد. وهي سلسلة الجبال الغربية من لبنان بين بعلبكّ وساحل البحر.

(٤) المقتفي ١ / ورقة ١٨٩ أ، نهاية الأرب ٣١ / ٢٤٠ ، والدرة الزكية ٣٣٨ ، تاريخ سلاطين المماليك ٢٠ ، تاريخ حوادث الزمان ١ / ١١٠ ، ١١١ ، عقد الجمان (٣) ١٢٧ ـ ١٢٩ ، ذيل المرآة ٤٥ / ورقة ٣١.

١٤

وفاة صدرين موقعين

وليلة نصف رمضان توفي صدران كبيران موقعان عديما النّظير : فتح الدّين محمد بن محيي الدّين ابن عبد الظّاهر (١) ، ومن الغد توفي سعد الدّين بن سعد الله الفارقيّ (٢).

الإفراج عن علم الدين الدواداريّ

وفي رمضان أحضر الأمير علم الدّين الدواداريّ من حبس الديار المصرية إلى دمشق ، وأنعم عليه السّلطان وأعاده إلى الإمرة ، وأفرج عن أمواله وحواصله. ثمّ سار صحبة الرّكاب الشّريف (٣).

خطابة دمشق

وفيه ولي خطابة دمشق موفق الدين محمد بن محمد بن حبيش الحمويّ عوضا عن الشيخ عز الدين الفاروثيّ ، فباشر يوم الجمعة الثّامن والعشرين من رمضان. وحضر السّلطان يومئذ بالمقصورة (٤).

هرب الأمير حسام الدين لاجين

وهرب الأمير حسام الدّين لاجين بسبب مسك الأمير ركن الدّين طقصو ، وخرج السلطان إلى المرج في طلبه ، ونادت المنادية بدمشق على الأمير لاجين (٥)

__________________

(١) المقتفي ١ / ورقة ١٩٠ أ، ب ، وانظر عن (ابن عبد الظاهر) في : تاريخ حوادث الزمان ١ / ١٣٤ ـ ١٣٧ رقم ٦٣ وفيه مصادر ترجمته. وستأتي ترجمته في الوفيات.

(٢) المقتفي ١ / ورقة ١٩٠ ب ، وانظر عن (الفارقيّ) في : تاريخ حوادث الزمان ١ / ١٣٧ ـ ١٤٢ رقم ٦٤ وفيه مصادر ترجمته. وستأتي ترجمته في الوفيات.

(٣) المقتفي ١ / ورقة ١٩١ أ.

(٤) المقتفي ١ / ورقة ١٩١ أ، تاريخ حوادث الزمان ١ / ١١٦ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٣٣٠ ، عيون التواريخ ٢٣ / ١١٦ ، عقد الجمان (٣) ١٣٣ ، ذيل مرآة الزمان ٤ / ورقة ٢٥ و ٢٦.

(٥) المقتفي ١ / ورقة ١٩١ ب ، زبدة الفكرة ٩ / ورقة ١٧٧ ب ، التحفة الملوكية ١٣٢ ، تاريخ سلاطين المماليك ٢١ ، الدرة الزكية ٣٣٩ ، نهاية الأرب ٣١ / ٢٤٥ ، المختصر في أخبار البشر ٤ / ٢٧ ، تاريخ حوادث الزمان ١ / ١١٧ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٣٣٩ ، البداية والنهاية

١٥

دخول الشجاعي دمشق

وفي سابع شوّال دخل الشجاعي بعسكر دمشق ، أتوا من ناحية قلعة الروم. وقد فرغوا من أشغالهم (١).

تقييد الأمير الأعسر

ويومئذ قيد شمس الدّين الأعسر وبعث إلى مصر (٢).

عزل الشجاعي

وعزل الشجاعي من نيابة دمشق بعز الدّين الحمويّ (٣).

عودة السلطان إلى مصر

وتوجّه السّلطان إلى مصر في عاشر شوال بسحر ، وبات أهل الأسواق بظاهر البلد مرتين بالشّمع إلى ميدان الحصى (٤).

القبض على حسام الدين لاجين

وأما لاجين ، فلمّا هرب قصد بعض أمراء العرب بأرض صرخد وطلب منه أن يوصله إلى الحجاز ، فقبض عليه ، وأتى به إلى السلطان يوم الرابع من شوال. فقيده وبعث به إلى مصر (٥).

__________________

= ١٣ / ٣٣٠ ، عيون التواريخ ٢٣ / ١١٧ ، النفحة المسكية ، ورقة ٣٤.

(١) المقتفي ١ / ورقة ١٩١ ب ، تاريخ حوادث الزمان ١ / ١١٨.

(٢) المقتفي ١ / ورقة ١٩١ ب ، تاريخ حوادث الزمان ١ / ١١٧.

(٣) المقتفي ١ / ورقة ١٩١ ب ، تاريخ حوادث الزمان ١ / ١١٧ ، ١١٨.

(٤) المقتفي ١ / ورقة ١٩١ ب ، تاريخ سلاطين المماليك ٢١ ، نهاية الأرب ٣١ / ٢٤٣ ، المختصر في أخبار البشر ٤ / ٢٧ ، تاريخ حوادث الزمان ١ / ١١٨.

(٥) المقتفي ١ / ورقة ١٩١ ب ، زبدة الفكرة ٩ / ورقة ١٧٧ ، التحفة الملوكية ١٣٢ ، تاريخ سلاطين المماليك ٢١ ، الدرة الزكية ٣٣٩ ، نهاية الأرب ٣١ / ٢٤٥ ، المختصر في أخبار البشر ٤ / ٢٧ ، تاريخ حوادث الزمان ١ / ١١٧ ، النفحة المسكية ، ورقة ٣٤ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٣٣٩ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٣٣٠ ، وعيون التواريخ ٢٣ / ١١٧ ، وتاريخ ابن

١٦

تقييد سنقر الأشقر

ثم قيّد سنقر الأشقر وبعث به أيضا (١).

نظارة الدواوين

وولي جمال الدّين بن صصريّ نظر الدّواوين ، وأعفي من ذلك محيي الدّين ابن النّحاس ، وعوض بنظر الخزانة. وعزل أمين الدّين ابن هلال (٢).

ركب الحجاج

ويوم تاسع عشر شوّال توجّه الركب وأميرهم سيف الدّين باسطي المنصوري (٣).

حبس خطيب جامع جراح

ويومئذ أمسك علاء الدّين ابن الجابي خطيب جامع جرّاح وأخذ ماله ، واتّهم بضرب الزّغل. وكان مغرى بالكيميا فضرب وحبس مدّة ثم أطلق بعد شهر ونصف (٤).

الإفراج عن الأمير لاجين

وفي ذي القعدة دخل السّلطان مصر ، وأفرج عن حسام الدّين لاجين ، وأعطاه مائة فارس (٥).

__________________

= الفرات ٨ / ١٤٣ ، وتذكرة النبيه ١ / ١٥٤ ، وعقد الجمان (٣) ١٣٣.

(١) المقتفي ١ / ورقة ١٩١ ب ، والمصادر المذكورة سابقا.

(٢) المقتفي ١ / ورقة ١٩٢ أ، نهاية الأرب ٣١ / ٢٤٤ ، تاريخ حوادث الزمان ١ / ١٢٠.

(٣) المقتفي ١ / ورقة ١٩٢ أ، تاريخ حوادث الزمان ١ / ١٢٢ ، عيون التواريخ ٢٣ / ١١٩.

(٤) المقتفي ١ / ورقة ١٩٢ أ.

(٥) المقتفي ١ / ورقة ١٩٣ ب ، زبدة الفكرة ٩ / ورقة ١٧٧ ب ، التحفة الملوكية ١٣٤ ، الدرة الزكية ٣٤٠ ، المختصر في أخبار البشر ٤ / ٢٩ ، تاريخ حوادث الزمان ١ / ١٢٠ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٣٨ ، تاريخ ابن سباط ١ / ٥٠١.

١٧

توجه جماعة من التتار إلى مصر

وفي ذي الحجّة قدم الشام نحو ثلاثمائة فارس من التّتار مقفزين ، وتوجّهوا إلى القاهرة (١).

خنق الأميرين سنقر وطقصو

وفي أواخرها ، وقيل في أول سنة اثنتين أحضر السّلطان بين يديه سنقر الأشقر وطقصو فعاقبهما ، فأقرّا أنّهما عزما على قتله ، وأنّ حسام الدّين لاجين لم يكن معهم ، فأمر بهما فخنقا بوتر ، وأفرج عن لاجين بعد أن كان الوتر في حلقه. وقيل خنق وترك بآخر رمق ، فشفع فيه بيدرا والشجاعيّ فأطلقه ، وأنزل الآخران إلى البلد فسلما إلى أهاليهما. وأهلك معهما أمراء منهم جرمك ، وسنقران ، والهارونيّ (٢).

ذكر القصيدة التي أنشأها المولى شهاب الدّين محمود في السلطان

وقيل إنها لغيره ، فقد سألته عنها فلم يعرفها ، وإنّما هي لشاعر من تجّار بغداد مات سنة بضع وسبعمائة ، سمعها منه ابن منتاب. وبعد ذلك ظهرت أنّها للمولى شهاب الدّين ، وأخرجها بالخطّ العتيق ، وحدّث بها. سمعها منه العلائيّ ، وغيره. وهي :

لك الراية الصّفراء يقدمها النصر

فمن كيقباذ إن رآها وكيخسرو

إذا خفقت في الأفق هدب بنودها

هوى الشّرك واستعلى الهدى وانجلى الثغر

وإن نشرت مثل الأصائل في وغى

جلا النقع من لألاء طلعتها البدر

وإن يمّمت زرق العدي سار تحتها

كتائب خضر دوحها البيض والسمر

كأنّ مثار النّقع ليل وخفقها

بروق وأنت البدر والفلك الجتر

فكم وطئت طوعا وكرها معاقلا (٣)

مضى الدّهر عنها وهي عانسة بكر

 __________________

(١) المقتفي ١ / ورقة ١٩٥ ب.

(٢) المقتفي ١ / ورقة ١٩٦ أ، تاريخ حوادث الزمان ١ / ١٦٠ وفيه مصادر ترجمتهما رقم ٧١ و ٧٢.

(٣) في فوات الوفيات : «معاقل».

١٨

وإن رمت حصنا سابقتك كتائب

من الرّعب أو جيش (١) تقدّمه النّصر

فلا حصن إلا وهو سجن لأهله

ولا جسد إلا لأرواحهم قبر

قصدت حمى من قلعة الروم لم يتح

لغيرك إذا غرّتهم المغل فاغتروا

وما المغل أكفاء فكيف بأرمن (٢)

ولكنّه غزو (٣) وكلّهم كفر

صرفت إليهم همة لو صرفتها

إلى البحر لاستولى على مده الجزر

وما قلعة الروم التي حزت فتحها

وإن عظمت إلا إلى غيرها جسر

طليعة ما يأتي من الفتح بعدها

كما لاح قبل الشمس في الأفق الفجر

محجبة بين الجبال كأنّها

إذا ما تبدت في ضمائرها ستر (٤)

تفاوت نصفاها (٥) فللحوت فيهما

مجال وللنسرين بينهما وكر

فبعض رسا (٦) حتّى علا الماء فوقه

وبعض سما حتّى هما دونه القطر

أحاط بها نهران تبرز منهما (٧)

كما لاح يوما في قلائده النّحر

فبعضهما (٨) العذب الفرات وإنه

لتحصنها (٩) كالبحر بل دونه البحر

سريع (١٠) يفوت الطّرف جريا وحدّه

كريح سليمان التي يومها شهر

منها :

فصبحتها بالجيش كالروض بهجة

صوارمه أنهاره والقنا الزّهر

وأبعدت (١١) بل كالبحر والبيض موجه

وجرد المذاكي السّفن والخوذ الدّرّ

وأغربت بل كاللّيل عوج سيوفه

أهلته والنّبل أنجمه الزّهر

 __________________

(١) في الدرة الزكية ، وتاريخ حوادث الزمان : «جيشا».

(٢) في تاريخ حوادث الزمان : «فكيف سواهم».

(٣) في تاريخ حوادث الزمان : «ولكنه عزّ».

(٤) في تاريخ حوادث الزمان : «سرّ».

(٥) في تاريخ حوادث الزمان : «وصفاها» وفي الدرّة الزكية : «مرقاها».

(٦) في الأصل : «رسى».

(٧) في تاريخ حوادث الزمان : «يحيط بهما نهران تبرز فيهما».

(٨) في تاريخ حوادث الزمان : «يعتصمها».

(٩) في تاريخ حوادث الزمان : «لتحصينها».

(١٠) في تاريخ حوادث الزمان : «سريعا».

(١١) في فوات الوفيات : «وأبدعت».

١٩

وأخطأت لا بل كالنّهار فشمسه (١)

محيّاك (٢) والآصال راياتك الصّفر

ليوث من الأتراك آجامها (٣) القنا

لها كلّ يوم في ذرى (٤) ظفر ظفر

فلا الريح تسري بينهم لاشتباكها

عليهم ولا ينهلّ من فوقهم قطر

غيوث (٥) إذا الحرب العوان تعرّضت

لخطّابها بالنّفس لم يغلها مهر

ترى الموت معقودا بهدب نبالهم

إذا ما رماها القوس والنّظر الشزر

ففي كل سرح غصن بان مهفهف

وفي كلّ قوس مدّه ساعد بدر

فلو وردت ماء الفرات خيولهم

لقيل : هنا قد كان فيما مضى نهر

أداروا بها سورا (٦) فأضحت كخنصر (٧)

لدى (٨) خاتم أو تحت منطقة خصر

كأن المجانيق التي قمن حولها

رواعد سخط وبلها (٩) النّار والصّخر

أقامت صلاة الحرب ليلا صخورها

فأكثرها شفع وأقتلها (١٠) وتر

لها أسهم مثل الأفاعي طوالها

فواتك (١١) إلّا أنّ أفتكها البتر

سهام حكت سهم اللحاظ بقتلها (١٢)

وما فارقت جفنا وهذا هو السّحر

منها :

فبشراك أرضيت المسيح وأحمدا

وإن غضب التكفور (١٣) من ذاك والكفر

فسر حيث ما تختار فالأرض كلها

بحكمك والأمصار أجمعها مصر (١٤)

 __________________

(١) في البداية والنهاية : «شموسه».

(٢) في فوات الوفيات : «جيوشك».

(٣) في عيون التواريخ : «آثامها».

(٤) في تاريخ حوادث الزمان : «في ذوي».

(٥) في الدرّة الزكية : «عيون».

(٦) في الدرّة الزكية : «نهر».

(٧) في عيون التواريخ : «كخصر».

(٨) في تاريخ حوادث الزمان : «الّذي».

(٩) في عيون التواريخ : «وبلهار».

(١٠) في تاريخ حوادث الزمان : «وأقلها».

(١١) في هامش المخطوط ، وتاريخ حوادث الزمان : «قواتل».

(١٢) في تاريخ حوادث الزمان : «لقتلها» ، وفي عيون التواريخ : «لفتكها».

(١٣) التكفور : مصطلح يطلق على الامبراطور البيزنطي.

(١٤) راجع القصيدة بكاملها أو بعضها في : تاريخ سلاطين المماليك ١٧ ـ ٢٠ ، والدرة الزكية

٢٠