تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٥

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

١
٢

٣

٤

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الطبقة الحادية والخمسون

حوادث سنة إحدى وخمسمائة

[فتنة العميد على سيف الدولة صدقة بن مزيد]

كان سيف الدّولة صدقة قد صار ملك العرب في زمانه ، وبنى مدينة الحلّة وغيرها. وقبل ذلك كان صاحب عمود وسيف ، فعظم شأنه ، وارتفع قدره ، وصار ملجأ لمن يستجير. وكان معينا للسّلطان محمد على حروبه مع أخيه ، وناصرا له ، فزاد في إقطاعه مدينة واسط ، وأذن له في أخذ البصرة ، ثمّ افتن ما بينهما العميد أبو جعفر محمد بن الحسين البلخيّ مع ما كان يفعله صدقة من إجارة من يلتجئ إليه من أعداء السّلطان محمد. وشغّب العميد السّلطان عليه ، ثمّ زاد عليه بأن صبغه بأنّه من الباطنيّة ، ولم يكن كذلك ، كان شيعيّا. وسخط السّلطان على سرخاب بن دلف صاحب ساوة ، فهرب منه ، فأجاره صدقة ، فطلبه السّلطان منه ، فامتنع. إلى أمور أخر ، فتوجّه السّلطان إلى العراق.

فاستشار صدقة أصحابه ، فأشار إليه ابنه دبيس بأن ينفّذه إلى السّلطان بتقادم وتحف وخيل ، وأشار سعيد بن حميد صاحب جيش صدقة بالحرب ، فأصغى إليه ، وجمع العساكر ، وبذل الأموال ، فاجتمع له عشرون ألف فارس ، وثلاثون ألف راجل. فأرسل إليه المستظهر ينهاه عن الخروج ، ويعده بأن يصلح أمره. وأرسل السّلطان يطلبه ويطيّب قلبه ، ويأمره بالتّجهّز معه لقصد غزو الفرنج ، فأجاب بأنّهم ملئوا قلب السّلطان عليّ ، ولا آمن من سطوته (١).

وقال صاحب جيشه : لم يبق لنا في صلح السّلطان مطمع.

__________________

(١) دول الإسلام ٢ / ٢٩.

٥

[دخول السلطان بغداد]

ودخل السّلطان بغداد في العشرين من ربيع الآخر جريدة لا يبلغ عسكره ألفي فارس ، فلمّا اطمأنّ ببغداد ، وتحقّق معاندة صدقة له بعث شحنة بغداد سنقر البرسقيّ في عسكر ، فنزل على صرصر ، وبعث بريدا يستحثّ عساكره فأسرعوا إليه.

[الحرب بين السلطان وصدقة بن مزيد]

ثمّ نشبت الحرب بين الفريقين شيئا فشيئا ، وتراسلوا في الصّلح غير مرّة ، فلم يتّفق ، وجرت لهم أمور طويلة. ثمّ التقى صدقة والسّلطان في تاسع عشر رجب ، فكانت الأتراك ترمي الرّشقة عشرة آلاف سهم ، فتقع في خيل العرب وأبدانهم. وبقي أصحاب صدقة كلّما حملوا منعهم نهر بين الفريقين من الوصول ، ومن عبر إليهم لم يرجع. وتقاعدت عبادة وخفاجة شفقة على خيلها.

وبقي صدقة يصيح : يا آل خزيمة ، يا آل ناشرة ، ووعد الأكراد بكلّ جميل لمّا رأى من شجاعتهم. وكان راكبا على فرسه المهلوب ، ولم يكن لأحد مثله ، فجرح الفرس ثلاث جراحات. وكان له فرس آخر قد ركبه حاجبه أبو نصر ، فلمّا رأى التّرك قد غشوا صدقة هرب عليه ، فناداه صدقة ، فلم يردّ عليه.

وحمل صدقة على الأتراك وضرب غلاما منهم في وجهه بالسّيف ، وجعل يفتخر ويقول : أنا ملك العرب ، أنا صدقة. فجاءه سهم في ظهره ، وأدركه بزغش (١) مملوك أشلّ ، فجذبه عن فرسه فوقع فقال : يا غلام أرفق. فضربه بالسّيف قتله ، وحمل رأسه إلى السّلطان ، وقتل من أصحابه أكثر من ثلاثة آلاف فارس ، وأسر ابنه دبيس ، وصاحب جيشه سعيد بن حميد (٢).

__________________

(١) في الأصل : «برغش» بالراء المهملة. والتصحيح من : المنتظم ٩ / ١٥٦ (١٧ / ١٠٨).

(٢) المنتظم ٩ / ١٥٦ ، ١٥٧ (١٧ / ١٠٨ ، ١٠٩) ، تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٦٣ (تحقيق سويم) ٢٩ ، الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ٢٠٧ ، ذيل تاريخ دمشق ١٥٩ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٤٠ ـ ٤٤٨ ، تاريخ الفارقيّ ٢٧٤ ، مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٢٥ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٢٢ ، ٢٢٣ نهاية الأرب ٢٦ / ٣٦٤ ـ ٣٦٧ ، دول الإسلام ٢ / ٢٩ ، ٣٠ ، العبر ٤ / ١ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١٨ ، ١٩ ، مرآة الجنان ٣ / ١٦٩ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٦٩ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٨ ، النجوم الزاهرة ٥ / ١٩٦ ، شذرات الذهب ٤ / ٢.

٦

[ترجمة صدقة بن منصور]

وكان صدقة كثير المحاسن بالجملة ، محبّبا إلى الرعيّة ، لم يتزوّج على امرأته ، ولا تسرّى عليها. وكان عنده ألوف مجلّدات من الكتب النّفيسة. وكان متواضعا محتملا ، كثير العطاء (١).

[سفر فخر الملك ابن عمّار إلى بغداد]

وأمّا طرابلس ، فلمّا طال حصارها ، وقلّت أقواتها ، وعظمت بليّتها ولا حول ولا قوّة إلا بالله ، منّ الله عليهم سنة خمسمائة بميرة جاءتهم من البحر ، فتقوّوا شيئا. واستناب فخر الملك أبو عليّ بن عمّار على البلدان ابن عمّه ، وسلّف المقاتلة رزق ستّة أشهر. وسار منها إلى دمشق ليمضي إلى بغداد فأظهر ابن عمّه العصيان ، ونادى بشعار المصريّين ، فبعث فخر الملك إلى أصحابه ، فأمرهم بالقبض عليه ، ففعلوا به ذلك. واستصحب فخر الملك معه تحفا ونفائس وجواهر وحلى (٢) غريبة ، فاحترمه أمير دمشق وأكرمه ، ثمّ سار إلى بغداد ، فدخلها في رمضان قاصدا باب السّلطان ، مستنفرا على الفرنج ، فبالغ السّلطان محمد في احترامه. وكان يوم دخوله مشهودا. ورتّب له الخليفة الرّواتب العظيمة. ثمّ قدّم للسّلطان التّقادم ، وحادثة السّلطان في أمر قتال الفرنج ، فطلب النّجدة ، وضمن الإقامة بكفاية العساكر ، فأجابه السّلطان. وقدّم للخليفة أيضا ، وحضر دار الخلافة وخلع عليه. وجرّد السّلطان معه عسكرا (٣) لم يغن شيئا (٤).

__________________

(١) انظر عن (صدقة بن منصور) في : المنتظم ٩ / ١٥٩ رقم ٢٥٥ (١٧ / ١١١ رقم ٣٧٧٧) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٤٤٨ ، ٤٤٩ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٢٥ ، ٢٦ ، ونهاية الأرب ٢٦ / ٣٦٨ ، والعبر ٤ / ١ ، ٢ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٩ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٧٠ ، النجوم الزاهرة ٥ / ١٩٦.

(٢) في الأصل : «حلا».

(٣) في الأصل : «عسكر».

(٤) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٦٣ (تحقيق سويم) ٢٩ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٥٢ ، ٤٥٣ ، أخبار مصر لابن ميسّر ٢ / ٤٣ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٦٥ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٢٣ ، دول الإسلام ٢ / ٣٠ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٦٩ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٨ ، ٣٩ ، وكتابنا : تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ (طبعة ثانية) ج ١ / ٤٢٥ ـ ٤٢٩.

٧

[دخول فخر الملك جبلة]

ثمّ وصل إلى دمشق في المحرّم سنة اثنتين ، وتوجّه بعسكر دمشق إلى جبلة ، وأطاعه أهلها (١).

[القبض على جماعة ابن عمار]

وأمّا أهل طرابلس فراسلوا المصريّين يلتمسون واليا وميرة في البحر ، فجاءهم شرف الدّولة (٢) ومعه الميرة الكثيرة ، فلمّا دخلها قبض على جماعة من أقارب ابن عمّار ، وأخذ نعمهم وذخائرهم ، وحمل الجميع إلى مصر في البحر (٣).

[إظهار السلطان العدل ببغداد]

وفي شعبان أطلق السّلطان الضّرائب والمكوس ببغداد ، وكثر الدّعاء له ، وشرط على وزير الخليفة العدل وحسن السّيرة ، وأن لا يستعمل أهل الذّمّة ، وعاد إلى أصبهان بعد إقامة نحو السّتّة أشهر ، فأحسن فيها ما شاء. وكتب في يوم أربعمائة فقير. ومضى يوما إلى مشهد أبي حنيفة ، فانفرد وغلّق عليه الأبواب يصلّي ويتعبّد ، وكفّ غلمانه عن ظلم الرّعيّة ، وبالغ في ذلك (٤).

[بناء حصن عند صور]

وفيها حاصر بغدوين ملك الفرنج صور ، وبنى (٥) تلقاءها حصنا (٦) ، وضيّق

__________________

(١) الاعتبار لابن منقذ ٩٦ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٥٤ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٦٧ ، تاريخ طرابلس ١ / ٤٢٩ ، مرآة الزمان (مخطوط) ج ١٢ ق ٣ / ٢٦٠ ب ، الأعلاق الخطيرة ٢ / ١١١ ، تاريخ ابن الفرات ٨ / ٧٨.

(٢) هكذا في كل المصادر ما عدا اتعاظ الحنفا ٣ / ٣٨ ففيه : «مشير الدولة».

(٣) ذيل تاريخ دمشق ١٦١ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٥٤ ، أخبار مصر لابن ميسّر ٢ / ٤٣ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٦٥ ، دول الإسلام ٢ / ٣٠ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٩ ، اتعاظ الحنفا ٣ / ٣٨ وفيه يلقّب ابن عمّار ب «فخر الدولة» ، و ٤٢ ، ٤٣ ، الأعلاق الخطيرة ج ٢ ق ٢ / ١١٠ ، مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٤٥ (حوادث سنة ٥٠٧ ه‍ ـ) ، تاريخ ابن الفرات ٨ / ٧٨ ، تاريخ طرابلس ١ / ٤٣٠.

(٤) المنتظم ٩ / ١٥٥ ، ١٥٦ (١٧ / ١٠٧ ، ١٠٨) ، ذيل تاريخ دمشق ١٦٢ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٥٤ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٦٨.

(٥) في الأصل : «بنا».

(٦) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٦٣ (تحقيق سويم) ٢٩ ، الكامل في التاريخ=

٨

عليهم ، فبذل له متولّيها سبعة آلاف دينار ، فرحل عنها (١).

[منازلة الفرنج صيدا]

ونازل صيدا ونصب عليها البرج الخشب ، وقاتلها في المراكب. وجاء أصطول (٢) ديار مصر ليكشف عنها ، فقاتلهم أصطول (٢) الفرنج ، وظهر المسلمون ، وبلغ الفرنج مسير عسكر دمشق نجدة لأهل صيدا ، فتركوها ورحلوا عنها (٣).

[أسر صاحب طبريّة]

وأغار أمير دمشق طغتكين على طبريّة ، فخرج ملكها جرفاس ـ لعنه الله ـ فالتقوا ، فقتل خلق من عسكره وأسر هو ، وفرح المسلمون (٤).

__________________

(١٠) / ٤٥٥ وفيه إن الحصن بني على تل المعشوقة ، وقد تحرّف في المطبوع من مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٢٥ «تل المعسوفة». والخبر في : أخبار مصر لابن ميسّر ٢ / ٤٢ ، ٤٣ ، ودول الإسلام ٢ / ٣٠ ، والإعلام والتبيين ١٧ ، واتعاظ الحنفا ٣ / ٣٨.

(١) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٥٥ ، دول الإسلام ٢ / ٣٠ ، اتعاظ الحنفا ٣ / ٣٨.

(٢) هكذا في الأصل ، وذيل تاريخ دمشق.

(٣) ذيل تاريخ دمشق ١٦٢ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٥٦ ، مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٢٥ ، دول الإسلام ٢ / ٣٠ ، الإعلام والتبيين ١٧ ، اتعاظ الحنفا ٣ / ٤٣.

(٤) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٦٤ (تحقيق سويم) ٢٩ ، ذيل تاريخ دمشق ١٦١ ، ١٦٢ ، مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٢٥ ، دول الإسلام ٢ / ٣٠ ، الإعلام والتبيين ١٧.

٩

سنة اثنتين وخمسمائة

[حصار مودود الموصل]

كان السّلطان قد بعث الأمير مودود إلى الموصل فحاصرها مدّة ، وانتزعها من يد جاولي سقاووا (١). وكان جاولي قد سار في سنة خمسمائة في المحرّم منها ، قد بعثه السّلطان محمد إلى الموصل والأعمال الّتي بيد جكرمش ، وكان جاولي سقاووا قبل هذا قد استولى على البلاد الّتي بخوزستان وفارس ، فأقام بها سنتين ، وعمّر قلاعها ، وظلم وعسف ، وقطع ، وشنق ، ثمّ خاف جاولي من السّلطان ، فبعث إليه السّلطان الأمير مودود ، فتحصّن جاولي ، وحصره مودود ثمانية أشهر ، ثمّ ، نزل بالأمان ووصل إلى السّلطان فأكرمه ، وأمره بالمسير لغزو الفرنج ، وأقطعه الموصل ونواحيها (٢).

[الحرب بين جاولي وجكرمش]

وكان جكرمش لمّا عاد من عند السّلطان قد التزم بحمل المال وبالخدمة ، فلمّا حصل ببلاده لم يف بما قال ، فسار جاولي إلى بغداد ثمّ إلى الموصل ، ونهب في طريقه البواريج بعد أن أمّن أهلها ، ثمّ قصد إربل ، فتجمّع جكرمش في ألفين ، وكان جاولي في ألف ، فحمل جاولي على قلب جكرمش فانهزم من فيه ، وبقي جكرمش وحده لا يقدر على الهزيمة ، فعالج به فأسروه. ونازل

__________________

(١) في الكامل في التاريخ : «سقاوو».

(٢) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٥٧ ـ ٤٥٩ ، التاريخ الباهر ١٦ ، ١٧ ، تاريخ الفارقيّ ٢٧٥ ، تاريخ الزمان لابن العبري ١٣٠ ، تاريخ مختصر الدول ١٩٩ ، كتاب الروضتين ١ / ٦٨ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٢٣ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٦٩ ، العبر ٤ / ٣ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١٩ ، الدّرّة المضيّة ٤٧٢ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٩.

١٠

جاولي الموصل فحاصرها وبها زنكي بن جكرمش ، ومات جكرمش أمام الحصار عن نحو ستّين سنة (١).

[تملّك قلج أرسلان الموصل]

وأرسل غلمان جكرمش إلى الأمير صدقة بن مزيد وإلى قسيم الدّولة البرسقيّ وإلى صاحب الرّوم قلج أرسلان قتلمش يستدعون كلّا منهم ليكشف عنهم ، ويسلّمون إليه الموصل. فبادر قلج أرسلان ، وخاف جاولي فترحّل. وأمّا البرسقيّ شحنة بغداد فسار فنزل تجاه الموصل بعد رحيل جاولي بيوم ، فما نزلوا إليه ، فغضب ورجع ، وتملّكها قلج أرسلان ، وحلفوا له في رجب. وأسقط خطبة السّلطان محمد ، وتألّف النّاس بالعدل وقال : من سعى إليّ في أحد قتلته (٢).

[منازلة جاولي الرحبة]

وأمّا جاولي فنازل الرّحبة يحاصرها ، ثمّ افتتحها بمخامرة وأنهبها إلى الظّهر. وسار في خدمته صاحبها محمد بن سبّاق الشّيبانيّ (٣).

[غرق قلج بالخابور]

ثمّ سار قلج أرسلان ليحارب جاولي ، فالتقوا في ذي القعدة فحمل قلج أرسلان بنفسه ، وضرب يد صاحب العلم فأبانها ، ووصل إلى جاولي فضربه بالسّيف ، فقطع الكزاغند (٤) فقط. وحمل أصحاب جاولي على الآخرين فهزموهم ، فعلم قلج أرسلان أنّه مأسور ، فألقى نفسه في الخابور ، وحمى نفسه من أصحاب جاولي ، فدخل به فرسه في ماء غميق ، فغرق ، وظهر بعد أيّام ، فدفن ببعض قرى الخابور (٥).

__________________

(١) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٥٧ ، ٤٥٨ ، تاريخ مختصر الدول ١٩٨.

(٢) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٢٦ ، ٤٢٧ ، (حوادث سنة ٥٠٠ ه‍ ـ.) ، تاريخ مختصر الدول ١٩٩.

(٣) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٢٩ (حوادث سنة ٥٠٠ ه‍ ـ).

(٤) الكزاغند : كلمة فارسية ، وهو المعطف القصير يلبس فوق الزّرديّة. ويقابله بالفرنسية (ETTEUQAJ انظر دوزي : SEBARA.TCIDUATNEMELPPUS ,YZOD).

(٥) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٢٩ ، ٤٣٠ (حوادث سنة ٥٠٠ ه‍ ـ.) ، تاريخ مختصر الدول ١٩٩ ، العبر ٤ / ٣ ، مرآة الجنان ٣ / ١٧٠.

١١

[تملّك جاولي الموصل]

وساق جاولي إلى الموصل ، ففتح أهلها له وتملكها ، وكثر رجاله وأمواله ، ولم يحمل شيئا من الأموال إلى السّلطان. فلمّا قدم السّلطان بغداد لحرب صدقة جهّز عسكرا لحرب جاولي ، وتحصّن هو بالموصل وعسف وظلم ، وأهلك الرعيّة (١).

[دخول مودود الموصل]

ونازل العسكر الموصل في رمضان سنة إحدى وخمسمائة وافتتحوه بمعاملة من بعض أهله ، ودخلها الأمير مودود ، وأمن النّاس ، وعصت زوجة جاولي بالقلعة ثمانية أيّام ، ثمّ نزلت بأموالها (٢).

[أخذ جاولي بالس]

وأمّا جاولي فإنّه كان في عسكره بنواحي نصيبين. وجرت له أمور طويلة ، وأخذ بالس وغيرها ، وفتك ونهب المسلمين (٣).

[وقعة جاولي وصاحب أنطاكية]

ثمّ فارقه الأمير زنكي بن آقسنقر ، وبكتاش النّهاونديّ ، وبقي في ألف فارس ، فخرج لحربه صاحب أنطاكية تنكري في ألف وخمسمائة من الفرنج ، وستّمائة من عسكر حلب ، فانهزم جاولي لمّا رأى تقلّل عسكره ، وسار نحو الرحبة ، وقتل خلق من الفريقين (٤).

[صفح السلطان عن جاولي]

ثمّ سار جاولي إلى باب السّلطان ، وهو بقرب أصبهان ، فدخل وكفنه تحت

__________________

(١) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٥٧ ، ٤٥٨ ، تاريخ الزمان ١٣٠ ، تاريخ مختصر الدول ١٩٩ ، العبر ٤ / ٣.

(٢) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٥٨ ، ٤٥٩ ، تاريخ مختصر الدول ١٩٩.

(٣) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٦٤ (تحقيق سويم) ٣٠ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٥٩.

(٤) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٦٤ ، ٤٦٥ ، تاريخ الزمان ١٣١.

١٢

إبطه ، فعفا عنه. وكان السّلطان محمد كثير الحلم والصّفح (١).

[غزوة طغتكين إلى طبرية]

وفيها سار طغتكين متولّي دمشق غازيا إلى طبريّة ، فالتقى هو وابن أخت صاحب القدس بغدوين. وكان المسلمون ألفي فارس سوى الرّجّالة ، وكانت الفرنج أربعمائة فارس وألفي راجل. فاشتدّ القتال ، وانهزم المسلمون فترجّل طغتكين ، فتشجّع العسكر وتراجعوا ، وأسروا ابن أخت بغدوين ، ورجعوا منصورين. وبذل في نفسه ثلاثين ألف دينار (٢) ، وإطلاق خمسمائة أسير فلم يقنع منه طغتكين بغير الإسلام ، ثمّ ذبحه بيده ، وبعث بالأسرى إلى بغداد (٣).

[مهادنة طغتكين وبغدوين]

ثمّ تهادن طغتكين وبغدوين على وضع الحرب أربع سنين (٤).

[أخذ الفرنج عرقة]

ثمّ سار طغتكين لتسلّم حصن عرقة ، أطلقه له ابن عمّار لعجزه عن حفظه ، فقصده السّردانيّ بالفرنج ، فتقهقر عسكر طغتكين ووصلوا إلى حمص كالمنهزمين ، وأخذ السّردانيّ عرقة بالأمان من غير كلفة (٥).

[وزارة ابن جهير]

وفيها عزل الخليفة هبة الله بن المطّلب بأبي القاسم عليّ بن أبي نصر بن جهير (٦).

__________________

(١) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٦٦.

(٢) تاريخ الزمان ١٣١.

(٣) ذيل تاريخ دمشق ١٦١ ، ١٦٢ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٦٧ ، دول الإسلام ٢ / ٣١ ، العبر ٤ / ٣ ، الإعلام والتبيين ١٨.

(٤) ذيل تاريخ دمشق ١٦٤ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٦٧ ، مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٢٨ ، العبر ٤ / ٣ ، الإعلام والتبيين ١٨.

(٥) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٦٧ ، ٤٦٨ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٦٤ ، العبر ٤ / ٣ ، ذيل تاريخ دمشق ١٦٢ ، أخبار مصر لابن ميسّر ٢ / ٧٣ ، تاريخ طرابلس ١ / ٤٣٥.

(٦) المنتظم ٩ / ١٥٩ (١٧ / ١١٢) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٧٠ ، ٤٧١.

١٣

[زواج المستظهر بالله]

وفيها تزوّج المستظهر بالله بأخت السّلطان محمد على مائة ألف دينار ، وعقد العقد القاضي أبو العلاء صاعد بن محمد النّيسابوريّ الحنفيّ ، وقبل العقد ابن نظام الملك ، وذلك بأصبهان (١).

[شحنة بغداد]

وفيها ولي شحنكيّة بغداد مجاهد الدّين بهروز (٢).

[مقتل قاضي أصبهان]

وفيها قتلت الباطنيّة قاضي أصبهان عبيد الله بن عليّ الخطيبيّ بهمذان ، وكان يحرّض عليهم ، وصار يلبس درعا تحت ثيابه حذرا منهم. قتله أعجميّ يوم الجمعة في صفر (٣).

[مقتل قاضي نيسابور]

وقتلوا يوم الفطر أبا العلاء صاعد بن محمد قاضي نيسابور وقتل قاتله ، واستشهد كهلا (٤).

[أخذ الفرنج قافلة من دمشق]

وفيها تجمّع قفل كبير ، وسار من دمشق طالبين مصر ، فأخذتهم الفرنج (٥).

[قتل الباطنية بشيزر]

وفيها ثار جماعة من الباطنيّة لعنهم الله في شيزر على حين غفلة من أهلها ، فملكوها وأغلقوا الباب ، وملكوا القلعة ، وكان أصحابها أولاد منقذ قد

__________________

(١) المنتظم ٩ / ١٥٩ ، ١٦٠ ، (١٧ / ١١٢) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٧١ ، دول الإسلام ٢ / ٣١ ، العبر ٤ / ٤ ، مرآة الجنان ٣ / ١٧١ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٧٠.

(٢) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٧١ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١٩.

(٣) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٧١ ، دول الإسلام ٢ / ٣١ ، العبر ٤ / ٤ ، مرآة الجنان ٣ / ١٧١ ، شذرات الذهب ٤ / ٤.

(٤) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٧٢ ، العبر ٤ / ٤ ، مرآة الجنان ٣ / ١٧١ ، شذرات الذهب ٤ / ٤.

(٥) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٧٢.

١٤

نزلوا يتفرّجون على عيد النّصارى ، فبادر أهل شيزر إلى الباشورة ، فأصعدهم النّساء في حبال من طاقات ، ثمّ صعد أمراء الحصن ، واقتتلوا بالسّكاكين ، فخذل الباطنيّة في الوقت ، وأخذتهم السّيوف ، وكانوا مائة ، فلم ينج منهم أحد (١).

[مقتل الروياني شيخ الشافعية]

وفيها قتلت الباطنيّة شيخ الشّافعية أبا المحاسن عبد الواحد الرّويانيّ (٢).

[أخذ طرابلس]

وفيها على ما ذكر أبو يعلى حمزة أخذت طرابلس.

__________________

(١) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٧٢ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٢٤ ، دول الإسلام ٢ / ٣١ ، العبر ٤ / ٤ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١٩ ، تاريخ الخلفاء ٤٢٩.

(٢) انظر عن (الروياني) في : المنتظم ٩ / ١٦٠ رقم ٢٥٩ (١٧ / ١١٣ رقم ٣٧٨١) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٤٧٣ ، والعبر ٤ / ٤ ، ٥ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٧١ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٤٠٣ ، شذرات الذهب ٤ / ٤.

١٥

سنة ثلاث وخمسمائة

[سقوط طرابلس بيد الفرنج]

قال ابن الأثير : (١) في حادي عشر ذي الحجّة تملّك الفرنج طرابلس ، وكانت قد صارت في حكم صاحب مصر من سنتين ، وبها نائبة ، والمدد يأتي إليها ، فلمّا كان في شعبان وصل أصطول كبير من الفرنج في البحر ، عليهم ريمند بن صنجيل ، ومراكبه مشحونة بالرجال والميرة ، فنزل على طرابلس مع السّردانيّ ابن أخت صنجيل الّذي قام بعد موت صنجيل ، وهو منازل لها ، فوقع بينهما خلف وقتال ، فجاء تنكري (٢) صاحب أنطاكية نجدة للسّردانيّ ، وجاء بغدوين صاحب القدس ، فأصلح بينهما ، ونزلوا جميعهم على طرابلس ، وجدّوا في الحصار في أوّل رمضان ، وعملوا أبراجا وألصقوها بالسّور ، فخارت قوى أهلها وذلّوا ، وزادهم ضعفا تأخّر الأصطول المصريّ بالنّجدة والميرة ، وزحفت الفرنج عليها ، فأخذوها عنوة ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

ونجا واليها وجماعة من الجند التمسوا الأمان قبل فتحها ، فوصلوا إلى دمشق (٣).

__________________

(١) في الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٧٥ ، ٤٧٦.

(٢) في الكامل : «طنكري».

(٣) انظر عن (سقوط طرابلس) في : تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٦٤ (تحقيق سويم) ٣٠ ، وذيل تاريخ دمشق ١٦٣ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٤٧٥ ، ٤٧٦ ، وتاريخ الزمان ١٣٢ ، والأعلاق الخطيرة ٢ / ق ١ / ١١١ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٢٧ ، ونهاية الأرب ٢٨ / ٢٦٤ ـ ٢٦٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٢٤ ، ودول الإسلام ٢ / ٣٢ ، والعبر ٤ / ٦ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٠ ، والدرّة المضية ٤٧٢ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٧٢ ، ١٧٣ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٧١ ، والإعلام والتبيين ١٦ (حوادث ٥٠٠ ه‍.) ، ومآثر الإنافة ٢ / ١٦ و ٢٠ ، واتعاظ الحنفا ٣ / ٤٣ ، ٤٤ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٧٩ ، ١٨٠ ، وشذرات الذهب ٤ / ٦ ، وتاريخ ابن=

١٦

[أخذ بانياس]

وسار تنكري إلى بانياس فأخذها بالأمان (١).

[أخذ جبلة]

ونزل بعض الفرنج على جبلة (٢) وبها فخر الملك بن عمّار الّذي كان صاحب طرابلس ، فحاصروها أيّاما ، وسلّمت بالأمان لقلّة الأقوات بها ، وقصد ابن عمّار شيزر ، فأكرمه سلطان بن عليّ بن منقذ الكنانيّ ، فاحترمه وسأله أن يقيم عنده ، فسار إلى دمشق فأكرمه طغتكين وأقطعه الزّبدانيّ (٣).

وذكر سبط الجوزي (٤) : أخذ طرابلس في سنة اثنتين ، وذكر الخلاف فيه.

[محاصرة حصن الألموت]

وفيها سار وزير السّلطان محمد ، وهو أحمد بن نظام الملك فحاصر الألموت ، وبها الحسن بن الصّبّاح ، ثمّ رحل عنها لشدّة البرد (٥).

__________________

= الراهب ٧٢ ، ٧٣ ، ومختصر التواريخ للسلامي (مخطوط) ٢٧٧ ، وتاريخ طرابلس ١ / ٤٣٨ ـ ٤٤٢.

(١) ذيل تاريخ دمشق ١٦٣ ، ١٦٤ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٧٦ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٦٧ وفيه «بلنياس» ، العبر ٤ / ٦ ، الإعلام والتبيين ١٨.

(٢) في الأصل : «جبيل» وهو وهم ، والصحيح ما أثبتناه ، إذ كانت جبيل قد سقطت قبل طرابلس.

وبقيت جبلة وفيها ابن عمّار.

انظر : تاريخ حلب للعظيميّ (تحقيق زعرور) ٣٦٤ (تحقيق سويم) ٣٠ ، وذيل تاريخ دمشق ١٦٤ وفيه «جبيل» ، وكذا في الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٧٦ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٢٨ ، ونهاية الأرب ٢٨ / ٢٦٧ ، ودول الإسلام ٢ / ٣٢ وفيه «جبيل» ، وكذا في العبر ٤ / ٦ ، وفي الدرّة المضيّة ٤٧٢ «حلبا» ، والصحيح في : البداية والنهاية ١٢ / ١٧١ ، وفي الإعلام والتبيين ١٨ «جبيل» ، ومثله في بغية الطلب (المخطوط) ٨ / ١٤٠ ، تاريخ طرابلس ١ / ٤٥٦.

(٣) تاريخ حلب للعظيميّ (تحقيق زعرور) ٣٦٤ (تحقيق سويم) ٣٠ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٧٧ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٦٧ ، ٢٦٨ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٢٣ ، ودول الإسلام ٢ / ٣٢ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٧١ ، الإعلام والتبيين ١٨ ، النجوم الزاهرة ٥ / ١٨٠ ، تاريخ طرابلس ١ / ٤٥٧.

(٤) في مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٢٧.

(٥) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٧٧ ، ٤٧٨ ، زبدة التواريخ للحسيني ١٧٠ وفيه سنة ٥٠١ ه‍ ـ. ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٦٩.

١٧

[إقامة السلطان ببغداد]

وفي ربيع الآخر قدم السّلطان بغداد ، فأقام بها أشهرا (١).

[جرح الباطنية ابن نظام الملك]

وفي شعبان ظفر باطنيّ على الوزير ابن نظام الملك فجرحه ، فتعلّل أيّاما وعوفي ، وسقي الباطنيّ خمرا وقرّر ، فأقرّ جماعة بمسجد المأمونيّة ، فأخذوا وقتلوا (٢).

[موت صاحب آمد]

وفيها مات إبراهيم بن ينال صاحب آمد ، وكان ظلوما غشوما ، نزح كثيرا من أهل آمد عنها لجوره. وتملّك بعده ابنه (٣).

[تعويق محمد بن ملك شاه عن الغزو]

وفيها عزم محمد بن ملك شاه على غزو الفرنج ، وتهيّأ. ثمّ عرضت له عوائق (٤).

[أخذ الفرنج طرسوس وحصن شيزر]

وفيها أخذ تنكري (٥) صاحب أنطاكية طرسوس ، وقرّر على شيزر ضريبة في السّنة وهي عشرة آلاف دينار. وتسلّم الحصن (٦).

__________________

(١) المنتظم ٩ / ١٦٣ ، (١٧ / ١١٧) ، الكامل في التاريخ. پ / ٤٧٨.

(٢) المنتظم ٩ / ١٦٣ (١٧ / ١١٧) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٧٨ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٦٩ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٧١.

(٣) ذيل تاريخ دمشق ١٦٧ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٧٨ ، الأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ٢ / ٥١١ ، معجم الأنساب والأسرات الحاكمة ٢ / ٢١١.

(٤) ذيل تاريخ دمشق ١٦٥ ، مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٣١.

(٥) في ذيل تاريخ دمشق : «طنكري».

(٦) ذيل تاريخ دمشق ١٦٧ ، تاريخ مختصر الدول ١٩٩ ، مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٣١ ، العبر ٤ / ٦ ، مرآة الجنان ٣ / ١٧٣.

١٨

وفي سنة أربع وخمسمائة

[سقوط بيروت]

نزل بغدوين وابن صنجيل على بيروت ، وجاءت الفرنج الجنويّة في أربعين مركبا ، وأحاطوا بها ، ثمّ أخذوها بالسّيف (١).

[سقوط صيدا]

ثمّ نازلوا صيدا في ثالث ربيع الآخر ، فأخذوها في نيّف وأربعين يوما ، وأمّنوا أهلها ، فتحوّل خلق من أهلها إلى دمشق ، وأقام أكثر النّاس رعيّة للفرنج ، وقرّر عليهم في السّنة قطيعة عشرين ألف دينار (٢).

[عصيان نائب عسقلان]

وكان نائب بعسقلان شمس الخلافة ، فراسل بغدوين صاحب القدس وهادنه وهاداه ، وخرج عن طاعة صاحب مصر ، فتحيّلوا للقبض عليه فعجزوا. ثمّ

__________________

(١) انظر عن (سقوط بيروت) في : تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٦٤ (تحقيق سويم) ٣٠ (حوادث سنة ٥٠٣ ه‍ ـ.) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٧٥ وليس فيه من خبر عن بيروت سوى العنوان فحسب (حوادث سنة ٥٠٣ ـ.) ، تاريخ مختصر الدول ١٩٩ ، دول الإسلام ٢ / ٣٢ ، العبر ٤ / ٧ ، والدرّة المضيّة ٤٧٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٧٣ ، والإعلام والتبيين ١٩ ، واتعاظ الحنفا ٣ / ٤٥ ، شذرات الذهب ٤ / ٧ ، ذيل تاريخ دمشق ١٦٧ ، ١٦٨ ، أخبار الأعيان للشدياق ٢ / ٥٠٦ ، ٥٠٧ ، تاريخ طرابلس ١ / ٤٥٨ ، ٤٥٩.

(٢) انظر عن (سقوط صيدا) في : تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٦٥ (تحقيق سويم) ٣٠ ، وذيل تاريخ دمشق ١٧١ (في حوادث سنة ٥٠٣ ه‍) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٤٧٩ ، ونهاية الأرب ٢٨ / ٢٦٨ ، ٢٦٩ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٢٤ ، ودول الإسلام ٢ / ٣٢ ، والعبر ٤ / ٧ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٠ ، والدرّة المضيّة ٤٧٤ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٧٢ ، والإعلام والتبيين ١٩ ، ومآثر الإنافة ٢ / ١٦ ، واتعاظ الحنفا ٣ / ٤٥ ، ٤٦ ، وشذرات الذهب ٤ / ٧ ، وأخبار الأعيان ٢ / ٥٠٧.

١٩

إنّه أخرج الّذي عنده من عسكر مصر خوفا منهم ، وأحضر جماعة من الأرمن واستخدمهم ، فمقته أهل عسقلان وقتلوه ، ونهبوا داره ، فسرّ بذلك أمير الجيوش الأفضل ، وبعث إليها أميرا (١).

[أخذ الفرنج حصني الأثارب وزردنا]

وفيها نازل صاحب أنطاكية حصن الأثارب ، وهو على بريد من حلب ، فأخذوه عنوة (٢) ، وقتل ألفي رجل ، وأسر الباقين (٣).

ثمّ نازل حصن زردنا ، وأخذه بالسّيف. وجفل أهل منبج ، وأهل بالس ، فقصدت الفرنج البلدين ، فلم يروا بها أنيسا (٤).

[تعاظم البلاء]

وعظم بلاء المسلمين ، وبلغت القلوب الحناجر ، وأيقنوا باستيلاء الفرنج على سائر الشّام ، وطلبوا الهدنة ، فامتنعت الفرنج إلّا على قطيعة يأخذونها.

فصالحهم الملك رضوان السّلجوقي صاحب حلب على اثنتين وثلاثين ألف دينار ، وغيرها من الخيل والثّياب ، وصالحهم أمير صور على شيء (٥) ، وكذا صاحب شيزر ، وكذا صاحب حماه عليّ الكرديّ ، صالحهم هذا على ألفي دينار ، وكانت حماه صغيرة جدّا (٦).

__________________

(١) ذيل تاريخ دمشق ١٧٢ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٨٠ ، ٤٨١ ، دول الإسلام ٢ / ٣٢ ، اتعاظ الحنفا ٣ / ٥٠ ، ٥١ (في حوادث سنة ٥٠٦ ه‍ ـ.).

(٢) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٦٤ (تحقيق سويم) ٣٠ (حوادث ٥٠٣ ه‍ ـ.) وأعاد ذكره في حوادث ٥٠٤ ه‍ ـ. (بتحقيق زعرور) ٣٦٥ (تحقيق سويم) ٣٠ ، العبر ٤ / ٧.

(٣) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٨١ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٦٩ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٢٤ ، دول الإسلام ٢ / ٣٢ ، العبر ٤ / ٧ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٠ ، الإعلام والتبيين ١٩.

(٤) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٨٢ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٦٩ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٢٤.

(٥) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٨٢ وفيه : صالحهم على سبعة آلاف دينار ، تاريخ الزمان ١٣٢ ، مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٣٥ ، اتعاظ الحنفا ٣ / ٤٦ وفيه : «وقرر على أهل صور سبعة آلاف دينار تحمل إليه في مدّة سنة وثلاثة أشهر».

(٦) ولذا صولحت على ألفي دينار. (الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٨٢) ، تاريخ الزمان ١٣٢ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٦٩ ، ٢٧٠ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٢٤ ، ٢٢٥ دول الإسلام ٢ / ٣٣ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٠ ، الإعلام والتبيين ١٩ ، ٢٠ ، مآثر الإنافة ٢ / ١٦ ، اتعاظ الحنفا ٣ / ٤٦ ، تاريخ الخلفاء ٤٢٩.

٢٠